الاحتفاءُ بذكرى المولد إحياءٌ للأخلاق المحمدية

 

نايف حيدان*

ها هم اليوم من يدّعون زورًا انتماؤهم للدين الإسلامي ويظهرون نفاقًا حمايتهم للرسالة المحمدية، يتنكرون ويفتضحون ويظهرون بمظهرهم الحقيقي في هذه المناسبة الغالية والعظيمة.

نجدهم اليوم وبالعلن ملوكًا وحكامًا لدول عربية وإسلامية يتقربون من اليهود بالتطبيع ويتسابقون لإثبات ولائهم للصهيونية عدوة الإسلام بعد أن كانت تلك العلاقات سريةً ومن تحت الطاولة ولم يكتفوا بهذه التصرفات الطائشة واللا أخلاقية بل سعوا بكل جهدهم وبكل إمْكَاناتهم لمحاربة من يحارب أعداء الإسلام ويرفض التطبيع فجاهروا بتلك الخطوات وتنكروا لرسولنا الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، بفتاويهم البلهاء ونشر خرافاتهم التي تدعي أن إحيَاء مولد الرسول الأعظم (بدعة) ويرون بالتطبيع ومحاربة المسلمين القابضين على نهجهم خروجًا عن الدين وتبدع وضلال..

هكذا هم ضعيفو الإيمان وعباد السلطة والمال..

فالرسالة المحمدية التي دعت للتآخي والتعاون والعدالة والاصطفاف ضد الظلم والعبودية والطغيان والتنور بالأخلاق الفضيلة والسير على طريق خاتم الأنبياء والمرسلين قد فرضت نفسها على شعب اليمن الذي قال عنهم رسول الله الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية..

فكانوا شعباً عظيماً ووفياً ظهروا كلهم استجابة لهذا الحديث وكلهم شوقاً لحب الرسول بتعظيمه والذود عن كُـلّ ما دعا إليه وتطبيقه قولاً وفعلاً..

واليوم هَـا هو الشعب اليمني الوفي يتسابق بكل جهد وبكل إخلاص وبكل حماس لإحيَاء المولد النبوي في كُـلّ محافظات الجمهورية رغم الصعاب والظروف القاسية والحصار الجائر والحرب العسكرية والاقتصادية، فنشاهد اليوم عاصمة الصمود صنعاء تزداد تلألؤاً وتألقاً ونوراً مثل بقية المحافظات اليمنية احتفالاً وفرحًا بِذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين وخير الخلق ليوجِّهوا رسالةً قويةً وعظيمةً لأدعياء الإسلام أن اليمن واليمنيين مهما كانت ظروفهم ومهما كانت محنهم فلن يتخلوا عن خير خلق الله ولن تكون أخلاقهم إلا من أخلاقه سلمًا وحربًا ولن يتصفوا إلا بصفاته ولن يدعوا إلا لما دعا إليه.

ويكفي اليمن فخرًا وعزةً أن هذه الاحتفالات التي يتقاطر لإحيائها شعبٌ عظيمٌ بلا رواتب وبلا غذاء أَو دواء أَو وقود متحديين كُـلّ الظروف وفاء وحباً للرسول الأعظم في ساحات تحيطها آثار القصف وتحت أزيز طائرات أعداء الإسلام وترتفع التكبيرات وتطلق لبيك يا رسول الله في كُـلّ هذه الساحات لترج الأرض رجًّا وتعلو على أصوات الانفجارات وأزيز الطائرات وتصم آذان الأدعياء والمنافقين والمطبِّعين.

هذا هو اليمن الذي فاخر به الرسول الأعظم في حياته يقف وفاءًا وتعظيمًا وحبًّا وتمسكًا بالرسالة المحمدية في ظل قيادة أبت إلا أن تكون هي حاملة الرسالة والمدافعة عنها رغم التكالب العالمي وطعن الإخوة وتنكر الجيران.

فإحياؤنا اليوم للمولد النبوي إحيَاء للأخلاق الحميدة على أرض الواقع وها هو العدوّ يشهد بنفسه على هذه الأخلاق وتتجسد في التعامل مع الأسرى وكذلك في طريقة إدارة الحرب في مواجهة المعتدين، فرغم مرور 7 سنوات لم يستهدف حي سكني ولم تستهدف مدرسة أَو طريق أَو مستشفى، ولم نسمع أن مواطناً قد أُصيب أَو تعرض للأذى في مملكة الشر مقارنة بما ترتكبه هي في حق اليمنيين من مجازرَ وجرائمَ بشعة لا تمُتُّ للدين الإسلامي بصلة.

ولربما أن من يقاتل في صف العدوّ يعرف جيِّدًا أن الرحمة والأخلاق الكريمة هي السائدة لدى جيشنا ولجاننا الشعبيّة وهذه لم تأت من فراغ بل ورثناها وتشربناها من حبيبنا وقدوتنا خاتم الأنبياء والمرسلين، فالهارب لا يستهدف والجريح يعالج وطالب الأمان يؤمن والأسير يعامل بكل أخلاق وتقدم له كُـلّ الخدمات وكأنه ضيف لا أسير.

فكلما كانت القيادة متحلية بالأخلاق والصفات الفضيلة المستمدة من رسولنا الأعظم كان الشعب حاملاً لكل هذه الصفات وهذه الثقافة التي تتوارثها الأجيال وتسير عليها..

هنيئا لنا بهذه الهداية وبهذه الشخصية العظيمة التي نستمد منها هذه الأخلاق وهذه الصفات والخزي والعار للأدعياء والمتأسلمين والمطبعين ولمن يشنون علينا حربًا وحصارًا..

* عضو مجلس الشورى

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com