ثورة 21 سبتمبر وعلاقتها بأهداف ثورة 26 سبتمبر

قبل الثورة كان الوضع الاقتصادي منهاراً دون حصار بل بفعل القيود التي فرضتها الوَصاية.. واستهداف الهُوية الإيمانية لشعبنا وإضعافه وإخضاعه لأعدائه كان يفتح المجال أمام التطبيع.

 

 

أمين الشريف

التحرُّرُ من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهم وإقامة حُكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيَازات بين الطبقات… إلخ، تلك بعضُ أهداف ثورة 26 سبتمبر، بَيْدَ أن كُـلّ تلك الأهداف الستة التي وُضعت كأهداف لثوار الجمهورية لم يتم تحقيقُها كاملة ولا حتى بعض منها، طوال أكثر من نصف قرن ونحن نتغنى بثورة زادت فيها الفوارقَ الاجتماعية، وأصبحت البلد مستعمَرةً من قبل أمريكا والسعوديّة وإن بطريقة الاستعمار الجديد.

كانت الوَصاية مفروضةً على البلد على مدى نصف قرن، كانت التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي للبلاد مُستمرّة بدءًا من مصر أثناء الثورة مُرورًا بالسعوديّة ثم الدول الغربية، وأخيرًا أصبح البلدُ مرتعاً للطائرات الأمريكية تقصِف متى ما تريد وأينما تريد.

من جانب آخر زادت الفوارق بين أبناء البلد، وأصبح أقلُّ من ١٠ % هم المسيطرين على الثروة والسلطة، وأصبح التوريثُ ممكناً وبطريقة ديمقراطية، ليس هذا فقط بل انتشر الجوع والأمراض والجرع السعرية و… إلخ، من المشاكل التي لم تكن تنتهي إحداها على هذا الشعب حتى تبدأ أُخرى، وعلى المستوى الأمني تقطعات وسلب ونهب وانتشار للخوف والذعر وعدم وجود أمن واستقرار حتى داخل العاصمة صنعاء حتى أصبحنا نعيشُ في ظل شريعة الغاب، فما الذي تحقّق من أهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م، لم يتحقّق أي شيء بل أصبح الأوضاع أسوأ مما كانت عليه تحت حكم الملكية، خَاصَّةً في الجانب السيادي للبلد والجانب الأمني في الداخل، وهذا باتّفاق الجميع، هذه الثورة التي تغنينا بها لسنوات طويلة لم تحقّق لنا ما نريد هناك أشخاص يحكمون البلد وقراراته وينهبون ثرواته طوال هذه الفترة دون تحقيق أي إنجاز ملموس لدى المواطن، ولهذا فَـإنَّ ثورة 21 سبتمبر قد جاءت لتصحيح الوضع وتحقيق الأهداف التي عجزت ثورة 26 سبتمبر في تحقيقها، فهل تنجح ثورة 21 سبتمبر 2014م في تحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر 1962م.

من ناحية السيادة واستقلال البلاد، يخوض الشعب اليمني معركةً مُستمرّةً من 7 أعوام يواجِهُ فيها عدواناً يضُمُّ أكثرَ من 17 دولةً وبدعم أمريكي وغربي غير محدود ولا زال الشعب متمسكاً بقرارِه في ضرورة استقلال بلده وأن تقام علاقاتُه مع هذه الدول وغيرها على أَسَاس الندية والاحترام المتبادل، ولهذا فَـإنَّ الوَصاية الأجنبية وانتهاك السيادة أصبحا من الماضي بالنسبة لثوار 21 سبتمبر ولن يقبلوا بغير الاستقلال الكامل وهو الأمر الذي لم تحقّقه ثورة 26 سبتمبر، وَإذَا لم تحدث متغيرات تؤدي إلى إعادة الوصاية مرة أُخرى وهو أمر مستبعد فَـإنَّ ثورة 21 سبتمبر تكون قد حقّقت أهم الأهداف على الإطلاق، ولهذا فَـإنَّ الاستعمار الذي يريد أن يعود من خلال الشرعية الزائفة وبطرق جديدة وملتوية لا يمكنه الصمود أمام وهج وغضب ثوار 21 سبتمبر الذين لن يقبلوا بأقل من الاستقلال التام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com