مفتي اليمن: لا عذرَ لأي ساكت عن الظلم الذي يمارسُه طغاة العصر

 

المسيرة| صنعاء

أقامت دائرةُ العلماء والمتعلمين، أمس الاثنين، ندوةً فكريةً حول “ثورة الإمام زيد وأثرها في واقع الأُمَّــة الإسلامية” في العاصمة صنعاء.

وأكّـد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، أن الإمام زيداً –عليه السلام- انطلق في ثورته ضد الطغاة والمستكبرين من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عملاً بقوله تعالى: {ولْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّـة يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وأُولئك هُمُ المُفْلِحُونَ}.

وأشَارَ المفتي إلى أن ثورة الإمام زيد جاءت بعدما وصلت الأُمَّــةُ إلى حالة من العبودية والضعف والهوان والسكوت على الباطل، مؤكّـداً الحاجةَ لإحياء الضمير وتعزيز الثقافة القرآنية القائمة على كتاب الله عز وجل والمضي على نهج آل البيت -عليهم السلام- في النهوض بواقع الأُمَّــة وحمل الرسالة المحمدية، ومواجهة ورفض الظلم والطغيان والفساد.

وقال العلامة شرف الدين: إن وضعَ الأُمَّــة اليوم لا يسُرُّ خاطراً، إذ يُحرَّفُ كتابُ الله ويُسَبُّ المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- عبر الرسوم المسيئة، والعلماء صامتون ولا يحركون ساكناً، ولا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، وهذا لا يجوز، بل عليهم تبليغُ رسالة الإسلام.

وتطرق العلامة شرف الدين إلى ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار وجرائم حرب منذ نحو سبع سنوات.

وَأَضَـافَ متسائلاً: “إذا لم تكن الجرائم والعدوان والحصار واحتلال اليمن من المنكرات، فما هو المنكر؟، وَإذَا لم يكن استهدافُ المدنيين وهدم المنازل على رؤوسهم وتدمير المقدرات ونهب الثروات منكراً، فما هو المنكر؟”.

وأكّـد شرف الدين أن إحياءَ ذكرى استشهاد الإمام زيد، للتذكير بواجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، موضحًا أنه لا عذر لأي ساكت عن الظلم الذي يمارسه طغاة العصر بحق الأُمَّــة بصورة عامة والشعوب الإسلامية بشكل خاص.

وقُدمت في الندوة التي ثلاث أوراق عمل، الأولى بعنوان (نهضة الإمام زيد.. الأهداف والنتائج) لنائب رئيس المجلس الشافعي، رضوان المحيا، استعرض فيها مواقفَ الإمام زيد -عليه السلام- وشجاعتَه ومبادئَه وثورتَه في وجه الطغاة والظالمين، مؤكّـداً أن ثورة الإمام زيدٍ جاءت لتصحيح مسار الإسلام ونُصرة المستضعفين، خَاصَّةً بعد أن وصلت الأُمَّــة آنذاك إلى مرحلة من الضعف والذل والشتات.

وتطرقت الورقةُ الثانية والمقدمة من قبل العلامة محمد العيسوي، أحد علماء الأزهر الشريف في اليمن، إلى واقع الأُمَّــة اليوم ودور العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسلّط قوى الظلم والاستكبار على الشعوب والهيمنة على قرارها.

من جانبه، أكّـد العلامة العيسوي أن رسالةَ الإمام زيد وثورته ودعوتَه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي ستظل مُستمرّةً حتى قيام الساعة؛ كون تحَرُّكِه كان امتثالاً لقوله تعالى: {كنتمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.

وفي الورقة الثالثة والمقدمة من قبل عضو رابطة علماء اليمن، العلامة علي محسن المطري، والتي حملت عنوان (القرآن الكريم مصدر الثورة)، أوضح المطري أن رسالةَ الإمام زيد لعلماء الأُمَّــة من خروجه وثورته هي الاستمرارُ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مُشيراً إلى أن الجهادَ في سبيل الله لا بُـدَّ أن يكون على علم وبصيرة، كما جاهد الإمام زيد الظلم والطغيان على بصيرة.

وأكّـد ضرورةَ الثبات على الحق حتى يكتب الله النصر العظيم والفتح المبين للأُمَّـة بصورة عامة والشعب اليمني بشكل خاص.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com