دور الجمعيات التعاونية في التنمية الزراعية

 

د. شعفل علي عمير

تعد الجمعيات التعاونية هي محورَ التنمية الزراعية وركيزتَها الأَسَاسيةَ، وهي كذلك المصدرَ الأَسَاسي للمعلومات التي تُبنَى على أَسَاسها الخططُ فيمكن من خلالها معرفة كمية الإنتاج المتوقعة لكل محصول على مستوى البلد، وبالتالي عمل الخطط التسويقية التي تضمن وصول المنتجات إلى كُـلّ الأسواق في الجمهورية وضمان عدم تكديس المنتجات الزراعية في إطار جغرافي ضيِّق وانخفاض أسعارها وتكبد المزارعين خسائرَ كبيرة.

كما تضمن الخطط التسويقية السليمة عدمَ التذبذُبات العنيفة في الأسعار وهذا يتطلب الوعي لدى المزارعين بأهميّة الجمعيات وما يترتب عنها من فوائدَ تعود على المزارعين بالدرجة الأولى وتحميهم من الخسارة وأن يرتبط تزويد المزارعين بأي مدخل زراعي بأن ينضوي في إطار جمعية زراعية.

وبإمْكَان الجمعيات أَيْـضاً أن توجد قاعدة بيانات محدثة بشكل متجدد على مستوى الموسم نعرف من خلالها المساحات المزروعة من كُـلّ محصول ومن ثم التنبؤ بكميات الإنتاج المتوقعة للمحاصيل ومعرفة آلية تصريف تلك المنتجات إلى الأسواق الداخلية والكميات الفائضَة التي تجهز للتصدير إلى الأسواق الإقليمية والخارجية وهذا يتطلب التنسيق بين الجهات المعنية في مسالة التجارة الخارجية وضبط عملية التصدير والاستيراد.

ومن خلال إيجاد مؤسّسة هي الوحيدة بتنظيم هذه العملية تكون معنيةً بعملية تصريف الفائض، بشروط التبادل التجاري وتحت (مبدأ لا ضرر ولا ضرار)، فيشترط على مستوردي السلع تصريف الفائض من المنتجات الزراعية وفي هذا الجانب يمكن للتجار أن يكونوا أحد عوامل التنمية الزراعية بمساهمتهم في عملية الإنتاج من خلال توفير المدخلات اللازمة لزراعة المحاصيل من خلال الجمعات الزراعية التي تضمن للتاجر كميات المحاصيل التي يمول مدخلاتها.

كما أن للجمعيات الزراعية الدورَ المحوري في عملية تنظيم العلاقة بين المزارعين والأسواق سواء تلك الأسواق التي تستهدف الاستهلاك الداخلي أو تلك الأسواق التي تستهدف تجهيز السلع لعملية التصدير وتعد الجمعيات أَيْـضاً هي الجهة الوحيدة التي ترتب العلاقة بين منتجي الخضار والفاكهة وأصحاب المصانع المعنية بالتعليب والتصنيع الغذائي.

وتعد الجمعيات الزراعية مصدرَ المعلومات التي تزود التجار بالسلع الزراعية التي يمكن إنتاجها محلياً، وتلك السلع التي لا زالت هناك فجوةٌ بين كمية الإنتاج منها وكميات الطلب المحلي فتحدّد حجم الفجوة، وبالتالي تزود الجمعيات التجار بالكمية التي يتطلبها السوق المحلية.

كما تزود الجمعيات تجارَ السلع الزراعية بالكميات من المنتجات الزراعية المتوقع إنتاجها والتي ستكون جاهزة لعملية التصدير من مختلف السلع الزراعية حتى يتمكّن التجار من وضع خططهم المناسبة لتصريف هذه المنتجات إلى الأسواق الخارجية.

ويأتي تشكيل الجمعيات التعاونية الزراعية كمصلحة وطنية تحمي المزارعين من الاستغلال السيئ من قبل الوسطاء وتقليص الفارق في السعر بين سعر المزارع وسعر المستهلك النهائي للمنتج وهنا تتلاشى مشكلة التلاعب بالأسعار.

ويتجلى أهميّة العمل الجماعي بتطبيق توجيهات الله سبحانه وتعالى، حَيثُ يقول سبحانه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ) صدق الله العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com