القولُ الفصلُ في كلمة فاصلة

 

د. مهيوب الحسام

تعوَّدْنا دائماً ومنذ بداية العدوان أن ننتظرَ بلهف وشوقٍ لخطاب أو كلمة قائد الثورة -حفظه الله-، وقبل أن نستمعَ إليها ندركُ جيِّدًا أهميتَها وبأننا سنسمعُ فيها جديدًا، سواء في مستجدات الوضع أَو التوجيهات والهدى أَو في التحليل وعمقه الذي يعجزُ عنه محللون سياسيون وعسكريون واقتصاديون وباحثون في تلك الشؤون، ولكن كلمته بمناسبة ذكرى استشهاد الإمَـام زيد عَلَيْــهِ السَّـلَامُ بإضافة للبصيرة العالية وقوة الإيمان والثقة بالنصر فقد تميَّزَت بالجديد والجدية.

كلمة تميَّزت إضافةً لقوة البيان والتأكيد على الصبر والثبات والعزم والإرادَة في مواجهة الطغاة بسبقها في حسم كثيرٍ من النقاشات والجدل الذي تثيرُه حربُ العدوان الناعمة والإعلامية من نشر الأضاليل وبث الشائعات التي توثر على ضعاف النفوس، ويمكننا اعتبارُها كلمةَ فصل، فهي لم تضعِ النقاطَ على الحروف فقط، بل وضعت الحروفَ ووضعت على الحروف النقاطَ في آن معاً.

وإضافة لحسم الخيارات في مواجهة العدوان والتصدي له بكل صبر وثبات وإرادَة وعزيمة حُسمت منذ بداية العدوان فَـإنَّ جديدَها حسم المواقفَ لدرجة تقتربُ من الإعلان عن مرحلة جديدة في مواجهة العدوان، أصيله وأدواته وتحالفه ومرتزِقته، مرحلةٌ لا تعويلَ فيها على مفاوضات أَو حوارات أَو مشاوراتٍ بعدَ ما اتضح خلالَ سبع سنوات عدمُ جدية العدوان فيها.

إن قوةَ الكلمة وعمقَ معانيها تشي بأن قوى العدوان -وبعون الله- مقدِمٌة على وجع قد لا تقوى على تحمُّلِه كرد على استمرارها بعدوانه المباشر على هذا الشعب وما تحيكُه اليوم من مؤامرات وما تخطّط له من مشاريع تفتيت وتجزئة وتصعيد وجوه وجماعات وفصائل من مرتزِقتها الخونة العملاء؛ بهَدفِ فرضها بالحوار كمكونات وإيصالها للحكم من جديد تشرعن له تواجُدَه في الموانئ والمنافذ والسواحل والجزر اليمنية واحتلالها وفرض استعمار ووصاية على هذا الشعب باسم المجتمع الدولي.

إن كلمةً تحملُ العبارة الخالدة للإمَـام زيد عَلَيْــهِ السَّـلَامُ التي ردّدها بوجه مَن فقد البصيرة وفضّل السكوت عن مواجهة طغاة بني أمية ”واللهِ ما يدعني كتابُ الله أن أسكُتَ” والتأكيد عليها وبأن كتاب الله لا يدعنا أن نسكت في مواجهة الطغيان الأمريكي على شعبنا بالعدوان والقتل والحصار والتجويع والمستبيح لأمتنا بالقتل والظلم شعوبها من فلسطين إلى اليمن ولبنان وسوريا والعراق والبحرين إلى مختلف شعوب امتنا هي كلمةٌ تستدعي من العدوان والخونة الوقوفَ عندها مليًّا.

إن الوعيَ بحقيقة المعركة وإدراكَ ما يريده الأعداء يعبر عن متانة وقوة وصلابة مداميك النصر وإدراك خطورة التفريط هو التحَرّكُ في إكمال العمل بموجبات النصر.

وفي هذا يقولُ قائدُ الثورة: إننا ندركُ خطورةَ التفريط، وإننا لو فرطنا لكانت القواعدُ العسكريةُ في وسط صنعاء وفي مختلف مناطقنا الاستراتيجية، ولقهروا وأذَلُّوا شعبنا، ولما بقيت لنا كرامةٌ ولا استقلالٌ، وإننا بهذه الروح الثورية والبصيرة سنحرّرُ كُـلَّ بلدنا، ونستعيدُ كُـلَّ المناطق المحتلّة، وسنضمَنُ لبلدنا أن يكونَ حُــرًّا مستقلًّا لا يخضعُ لاحتلال أَو وصايةٍ لا تحت البند السابع ولا التاسع ولا أيِّ بند من البنود التي تُكتَبُ بأقلام المستكبرين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com