المرتزقة ينكلون بأهالي مدينة تعز: عن “جيش” من المجرمين!

 

المسيرة | متابعة خَاصَّة

تتزايدُ معاناةُ الأهالي في مدينة تعز، بشكل متواصل، جَــــرَّاءَ الجرائم والانتهاكات المروَّعة التي تمارسُها سلطاتُ وقواتُ مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ والتي حوّلت المدينة إلى مسرحٍ مفتوحٍ أمام منتسبيها وأتباعِها من القتَلة وقُطّاع الطرق، للاعتداء على المدنيين ونهب الممتلكات وتصفية واختطاف من يريدون بدون أي حساب أَو عقاب، ولم تكتفِ بذلك ففي الوقت الذي يحاول المواطنون التعبيرَ عن استنكارهم لهذه الفوضى التي لم تتوقف منذ سنوات، تقومُ سلطات المرتزِقة و”أحزابها” بركوبِ موجة الغضب الشعبي وحَرْفِ مساره لمصلحتها؛ لكي تستطيعَ إضافة المزيد من الجرائم والانتهاكات إلى رصيدها الثقيل الذي حوّل مدينة تعز إلى نموذج بارز لمعاناة الحياة تحت حكم المرتزِقة.

 

الاعتداء على امرأة معاقة

خلال الأيّام القليلة الماضية، ارتكبت العصاباتُ التابعة لسلطة المرتزِقة في مدينة تعز العديدَ من الانتهاكات، كان من آخرها الاعتداءُ بالضرب على امرأة معاقة داخل شقتها، في جريمة جديدة أثارت غضباً شعبياً وحقوقياً واسعاً.

وبحسب مصادرَ محلية، فَـإنَّ “نجيبة علي عقلان” وهي طالبة جامعية تعاني من إعاقة حركية، كانت داخل شقتها في منطقة الكمب شمال المدينة أثناء غياب زوجها، عندما اقتحم الشقة جنود يتبعون ما يسمى “محور تعز –اللواء 22 ميكا” (التابع لحزب الإصلاح)، وانهالوا على “نجيبة” بالضرب والإساءَات اللفظية، ووجّهوا لها تهمةَ “تقديم إحداثيات للحوثيين”.

وتداول نشطاءُ صورةً للضحية وهي تبكي، عقب الاعتداء عليها من قبل جنود المرتزِقة.

وأكّـد النشطاء أن الاعتداء جاء بعد سلسلة مضايقات تعرضت لها “عقلان” هي وزوجها طيلة الفترة الماضية؛ لأَنَّ مالك العمارة التي تقع فيها شقتهما كان قد كلفهما بـ”الانتباه” للعمارة في ظل تزايد حالات السطو على البيوت والعقارات داخل المدينة من قبل المرتزِقة.

وأفَاد النشطاء بأن جنودَ المرتزِقة كانوا يحاولون طيلة الفترة الماضية السطو على العمارة، إلا أن “عقلان” وزوجها قاما بمنعهم، فجاء الاعتداء الإجرامي كانتقام منهما ومحاولة لطردهما من العمارة كي يتسنى للمرتزِقة الاستحواذ؛ خوفاً من التعرض للمزيد من الاعتداءات، خُصُوصاً بعد تلفيق تهمة “تقديم الاحداثيات” التي تستخدم كأُسلُـوب ترهيب وابتزاز.

واستحوذ جنود وقيادة المرتزِقة في مدينة تعز على عدد كبير من العمارات والبيوت التي غادرها أصحابُها؛ بسَببِ الحرب، حَيثُ روى العديد أنهم عندما حاولوا العودةَ وجدوا ممتلكاتهم مسكونةً من قبل أشخاص نافذين، كما تم نهب العديد من الأراضي والعقارات في ظل هذه الفوضى، حَيثُ يعجز المواطنون عن المطالبة بممتلكاتهم؛ لأَنَّ الناهبين يمتلكون المناصب في سلطات وقوات المرتزِقة، ويمتلكون عصابات مسلحة.

وبحسب ناشطين، فَـإنَّ المنطقة التي تقيم فيها “عقلان” وزوجها، قد شهدت جرائم سطو مماثلة استحوذ فيها المرتزِقة على عدد من البيوت والعمارات، ولا زالوا يتواجدون فيها ويرفضون إخلاءَها، مسنودين بـ”قيادات عليا” في سلطة المرتزِقة بالمدينة.

وليست هذه المرة الأولى التي تتضمن فيها جرائم السطو على العقارات اعتداءات على المواطنين في مدينة تعز، فخلال الشهر المنصرم، ارتكبت عصابات تابعة لقوات المرتزِقة جريمة إبادة مروعة بحق أسرة بيت “الحرق”؛ لأَنَّ الأسرة حاولت الدفاع عن أرضية لها أراد المرتزِقة الاستحواذ عليها، فقام المرتزِقة بتصفية واختطاف جميع أفراد الأسرة، بما فيهم النساء، وإحراق منازلهم، وبرغم الغضب الشعبي الواسع الذي أثارته هذه الجريمة، إلا أن سلطات المرتزِقة حاولت التغطية على الجريمة وتمييعها بشكل فاضح.

وحاولت سلطات المرتزِقة وحزب الإصلاح ركوب موجة الغضب والاستياء الشعبي، من خلال تسيير مظاهرة خرجت قبل أَيَّـام تحمل لافتات “شكر وامتنان” لما تسمى “القوات الأمنية” و”الجيش الوطني” التي يرتكب منتسبوها الجرائم بحق المواطنين، ومنها جريمة إبادة أسرة “الحرق”، الأمر الذي أكّـد إصرار سلطة المرتزِقة على الدفاع عن مجرميها وبلاطجتها.

 

قتل مواطن أمام زوجته وأمه وأولاده

وقبل جريمة الاعتداء على “نجيبة عقلان” بأيام، كانت مصادرُ محلية ونشطاء قد أبلغوا عن مسلح يتبع قوات المرتزِقة (ما يسمى الجيش الوطني) قام بتصفية المواطن “صادق عبد الله قاسم الأهنومي” بشكل مروع، في جريمة ليست هي أَيْـضاً الأولى من نوعها.

وروت المصادر أن “الأهنومي” الذي يسكن منذ سنوات في حي الجحملية، تعرض في البداية لاعتداء من قبل المرتزِق الذي انتقل حديثاً إلى الحي، وبعد ذلك بساعات، توجّـه الجندي المرتزِق إلى منزل “الأهنومي” وأطلق عليه الرصاص فور أن فتح له الباب، وعندما تراجع الضحيةُ إلى داخل البيت ليتفادى النيران، لحقه الجندي المرتزِق وقتله أمام أعين زوجته وأمه وأطفاله.

وسُجلت خلال الفترة الماضية العديدُ من الجرائم المماثلة التي قام فيها جنود المرتزِقة بقتل مواطنين أَو إصابتهم داخل بيوتهم وأمام أفراد أسرهم.

وتلجأُ سلطةُ المرتزِقة وحزب الإصلاح وناشطوهما، إلى تبرير هذه الجرائم بأنها “تصرفات فردية” مع أنها تتكرّر بشكل متواصل، ومؤخّراً كادت تتحول إلى سلوك شبه يومي، كما أنه لم يتم حتى الآن ضبط أَو معاقبة أيٍّ من مرتكبي هذه الجرائم وهي كثيرة جِـدًّا؛ بسَببِ أن الجناة ينتمون إلى ما يسمى “الجيش الوطني” أَو “قوات الأمن” التابعة للمرتزِقة، أَو أنهم تابعون أَو أقارب لقيادات عسكرية أَو مسؤولين مرتزِقة، بل في معظم الحالات، تلجأ سلطة المرتزِقة إلى تمييع القضايا للدفاع عن الجناة وتبرئتهم، كما حدث مع جرائم “اغتصاب الأطفال” التي كشفت منظمة العفو الدولية جانباً من تفاصيلها، وأكّـدت أن سلطات المرتزِقة في مدينة تعز تقف بوضوح إلى جانب المغتصبين وتحميهم، للاعتبارات المذكورة، بل تقوم قوات المرتزِقة بملاحقة أسر الأطفال الضحايا الذين يلجأون إلى القضاء!

 

بلطجة لا تتوقف

ومن أساليب التغطية على الانتهاكات التي تمارسها العصابات التابعة لسلطات وقوات المرتزِقة في مدينة تعز، محاولة إقناع الضحايا بالتنازل عن القضايا التي يرفعونها، كما حدث قبل أَيَّـام مع الشاب “أيمن” الذي يعمل بائعاً للقات لإعالة أسرته.

ونشر ناشطون مقطع فيديو يوثق قيام اثنين من جنود ما يسمى “اللواء 170 دفاع جوي” التابع للمرتزِقة (حزب الإصلاح) بالاعتداء على “أيمن” داخل محل بيع القات وإطلاق الرصاص عليه، ثم نهب القات الذي يمتلكه إلى جانب مبلغ مالي، ثم غادرا.

وبحسب مصادر محلية، فقد قدم الشاب شكوى، إلا أن سلطات المرتزِقة تحاول إقناعه والضغط عليه للتنازل عنها.

وتعتبر جرائم الاعتداءات على الباعة وأصحاب المحلات من أكثر الجرائم انتشاراً داخل المدينة بشكل متواصل، حَيثُ يلجأ الجنود المرتزِقة كَثيراً إلى تهديد البائعين والاعتداء عليهم للحصول على المال.

ومن ضمن الانتهاكات التي شهدتها مدينة تعز خلال الأيّام القليلة الماضية، اختطاف موظف في “محكمة شرق تعز، يُدعى إبراهيم المجيدي، من قبل مسلحين، وهي حادثة ليست هي أَيْـضاً جديدة على سجل جرائم وانتهاكات المرتزِقة.

وتشهد مناطق سيطرة المرتزِقة خارج مدينة تعز أَيْـضاً جرائمَ مماثلةً، فقبل أَيَّـام قام مرتزِقة ما يسمى “اللواء الرابع مشاة” بقطع الخط المؤدي إلى المدينة؛ مِن أجلِ فرض مبالغَ ماليةٍ على وسائل النقل التي تريد العبور.

وتغطي انتهاكاتُ عصابات المرتزِقة في مدينة تعز وضواحيها أنواعاً متعددةً من الجريمة، منها القتل والحرابة، والنهب والسطو المسلح، واغتصاب الأطفال والفتيات (خُصُوصاً الفتيات من فئة المهمشين) واقتحام البيوت والاختطاف والتعذيب والدهس بالأطقم العسكرية، والتصفيات الجماعية للأسر والعائلات، والتهجير القسري، وكل نوع يحوي عدداً من الجرائم المتكرّرة وليست جريمة واحدة، كما أن معظمها يتم تنفيذها بطريقة بالغة البشاعة، وتبرز فيها مظاهر الاستقواء بالسلاح والسلطة، ويتصرف المجرمون عادة بحرية تامة أثناء الجريمة وبعدها، بل إن السكان في مدينة تعز باتوا يعرفون جيِّدًا أسماء وصور الكثير من مرتكبي الجرائم، في الوقت الذي تدّعي سلطاتِ المرتزِقة أنها تبذُلُ جهوداً لمعرفتهم!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com