الإجرامُ السعوديّ والانتقامُ اليهودي

 

تهاني الشريف

في هذه الأيّام يعيش شعبنا اليمني العظيم ذكرى جريمة (تنومة) التي ارتكبتها قبل مِئة عام عصابات الإجرام والتوحش الوهَّـابية التكفيرية بحق آبائنا وأجدادنا الذين كانوا متوجّـهين لأداء فريضة الحج استجابة لأمر الله القائل: {وَلِلِّه عَلَىْ النَّاسِ حجُّ البيتِ} لكِنْ أُولئك الذين خرجوا حتى عن حدود الفطرة البشرية، وبما حملوه من عقائد التكفير والإجرام الخارجة عن الإسلام وعن القيم والأخلاق غدروا بهم في طريقهم إلى بيت الله في منطقة (تنومة وسدوان)، وهم مُحرمون ملبّون لله، عُزّل عن السلاح، آمنون بأمان الله فقتلوا منهم أكثر من ثلاثة آلاف حاج في أبشع ما عرفتهُ البشرية من إجرام وتوحش، ونُهبت أموالهم، وتُركت جثثهم في العراء للوحوش والطيور، وكان ذلك هو بداية العدوان على يمن الإيمان والحكمة والذي ما يزال مُستمرًّا حتى اليوم والآن.

إن هذه الجريمة النكراء ليست بجريمة واحدة كانت وإنما هي جريمتان:

1- جريمة تنومة.

2- وجريمة السكوت عنها وتغيبها عن المناهج الدراسية وعن المنابر والإعلام خلال كُـلّ الفترة السابقة، ولقد تم إخفاؤها عن الأُمَّــة العربية والإسلامية عامة وعن أبناء الشعب اليمني خَاصَّة لفترة طويلة من الزمن، حتى أن الكثير لم يسمع بها إلا قبل فترة وجيزة.

وعلى هذه الأحداث تمر الأعوام عاماً بعد عام ومنذُ بداية العدوان وعندما رأينا كيف أصبح الوضع هكذا زدنا إصراراً على انتزاعهم حقوقهم من الأرض وحرقهم.. فكم من أُمٍّ حرمت من أبنائها؛ بسَببِ إرهابهم، وكم من أطفال يُتموا، وكم من زوجات رُمِّلن..

الإجرام السعوديّ “ماضيًا” كان يعد نفسه الإسلام وفي صفقة القرن تعثر وأنزاح الستار وأصبح في أعين الناس مكشوف..

“سابقًا” كان يمدح نفسه بالإنسانية حتى طالت أياديهم في شهرًا من الأشهر الحرم (1441ھ) والتي حرم الله فيها قتل النفس بغير حق ارتكابهم مجزرة تقطيع أشلاء وسفك دماء بحق أسرة كاملة من النساء والأطفال بمحافظة حجّـة والتي كان يسبقها جريمة إبادة أسرة آل سبيعيان في الجوف والتي لم ينقصها شيءٌ من كُـلّ تلك الأشلاء والدماء المسفوحة، حَيثُ كانوا يريدون بذلك إعادة ذكرى جريمة (تنومة وسدوان) والإثبات لنا بأنهم أشد وأقبح وألعن كفرًا من كفار قريش..

“لاحقًا” كان يعني الإجرام السعوديّ سلمان بخادم الحرمين الشريفين..

و”الآن” هم قاعدة الانتقام اليهودي، هم عناصر عربية مشتركة تتبع المخابرات الأمريكية..

(أمريكا ترسم مخطّطا كَبيراً في إطار منع الحجّ)

إنّها شيء بغيض ولا بُد أن يُزالوا وواللهِ إننا سننكِّل بِهُم، وبتكتل تلك الآلام فينا وبنفس الإرادَة والقوة، وبدين الله سنواجه بنفس النمط ونفس القوة وبنفس الأحرف المتشظية الرصاصية لن نترك دين الله ينهار ولن تخضع الأنعام لقرار الفجار بإغلاق بيت الله الحرام أمام الحجاج، فلن نترك الدين ينهار وقد تشربنا من ثقافة القرآن التي غُرست في الجوارح واتخذت القرآن الكريم فعلًا ونهجًا دستوريًّا لخوض المضائق وشق طريق الحق ومحق طريق الشرّ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com