يأجوج ومأجوج في اليمن

 

هاني محمد شجاع الدين

القرآنُ الكريمُ كتابُ الله الكريم ومعجزتُهُ الخالدةُ، وفيه نبأُ مَن قبلنا وأخبارهم وأخبار مَن بعدنا حتى تقومَ الساعة، وهو كتاب صالح لكل زمان ومكان.

فقد أطلق اللهُ على قومٍ أفسدوا الأرض بيأجوج ومأجوج، وبات هذا الاسم صفةً لكل قوم أفسدوا الأرض.

وهذا دليل على معجزة وَصحة أن القرآن الكريم صالحٌ لكل زمان ومكان.

فذكر الله لنا قصة َيأجوج ومأجوج بأنهم قوم مفسدون في الأرض، ومن صفات الإفساد هي سفكُ الدماء وَإهلاك الحرث والنسل وَالعبث في كُـلّ ما سخره الله في الأرض.

وذكر الله لنا نهاية قوم يأجوج ومأجوج على يد ذي القرنين في القرآن الكريم، موضحًا انتهاءَ قوم يأجوج ومأجوج بأن أُغلق عليهم.

وذكر الله أنه سيأتي يوماً يفتحُ يأجوج ومأجوج، ولكن هل المقصود بأنه سيفتحُ على يأجوج ومأجوج الذي أغلق عليهم ذو القرنين أم أن هناك غيرهم؟!

يقولُ تعالى في سورة الأنبياء بالآية رقم (96): (حَتَّى إذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُـلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) صدق الله العظيم.

ومن خلال هذه الآية، يتضحُ لنا أن المقصودَ قومٌ آخرون ولكن بصفات قوم يأجوج ومأجوج وليس يأجوج ومأجوج المذكورين في قصة ذي القرنين، ولو كانوا هم المقصودين لقال تعالى فتحت “على” يأجوج ومأجوج ولكنه قال: فتحت يأجوج ومأجوج، ولم يقل “على”.

مثلاً لو قام أحدُ رجال الأمن بحبس اثنين يدعو بأسماء محمد وأحمد وجاء بعد سنة وقال أفرجوا أَو افتحوا على محمد وأحمد فَـإنَّ القصد المحبوسين منذ السنة الماضية ولكن لو قال افتحوا لمحمد وأحمد فليس من الضروري أن يكونوا هم، فهناك الكثير محمد وأحمد؛ كونه لم يقل “على”.

وقال تعالى: “وهم من كُـلّ حدب ينسلون”، هذا يدل أنهم غير القوم الهالكين على يد ذي القرنين ولو كانوا هم لأتوا من حدب واحد وليس من كُـلّ حدب ينسلون.

وعليه يتضح لنا بأن يأجوج ومأجوج ليس اسماً بل صفة لكل قوم جاءوا وأفسدوا في الأرض وأهلكوا الحرث والنسل وتجمعوا من دولة ولم يأتوا من دولة محدّدة.

على سبيل المثال، نستطيع أن نطلق على عاصفة الحزام أَو تحالف العدوان بأنهم قوم يأجوج ومأجوج لما يحملونه من الصفات المطابقة لقوم يأجوج ومأجوج.

أولاً: أنهم جمعوا جيوشاً من كُـلّ دولة، أي أتوا من كُـلّ حدب وليس من دولة واحدة أي من حدب واحد.

ثانيًا: أفسدوا في الأرض وأهلكوا الحرث والنسل، من خلال ضربهم لليمن بجميع أنواع الأسلحة وبطيران هذا التحالف الذي سفك دماء الشعب اليمني بجميع الفئات والأعمار واستهداف جميع المدنيين والمناطق المدنية وأهلكوا الحرث بضربهم للمناطق الزراعية وحصارهم للمنتجات الزراعية ونشر السموم لإفساد الأراضي الخصبة وإفساد المنتجات الزراعية وإهلاك النسل من خلال قتلهم للأطفال.

ثالثًا: نهب خيرات اليمن ومحاولة احتلال الموانئ ونهب النفط وألغاز والثروة الحيوانية وَالسمكية وغزوهم لجزر سقطرى وكمران.

إذاً يتفق الجميعُ على أن تحالف العدوان أفسد في أرض اليمن وأهلك الحرث والنسل وما زال يحاول الاستمرار في إفساد وإهلاك ما تبقى من الحرث والنسل.

وعليه يتضح لنا ظهورُ قوم يأجوج ومأجوج في عصرنا كما ظهروا في عصر ذي القرنين.

نعم تحالف العدوان هم قوم يأجوج ومأجوج العصر.

فرسالتي إلى تحالف العدوان بأن قد بعث اللهُ فينا ذي القرنين كما بعث فيكم يأجوج ومأجوج، ولتكون نهايتكم كمن سبقوكم في الإفساد بالأرض، وإن نهايتكم قريبة ومخزية وأسوأ من نهاية من سبقوكم في الإفساد في الأرض، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحميد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com