حصانةٌ وعلمٌ وجهاد

 

ألطاف المناري

في ظل مخطّطات إفساد تستهدف الكبير والصغير الطفل والمرأة بوسائل شتى أوجدها العدوُّ لتلهينا عن واقع الأُمَّــة، من ضمنها مسلسلات الكرتون الذي ازادت القنوات الباثَّة لها، لتجعل من أطفالنا متلقين لكل قذارتهم وميوعتهم، تهدف مسلسلات الكرتون إلى جعل أبنائنا وبناتنا خاويي الفكر أقرب إلى أن يكونوا بلداءَ شديدي الخمول والتعلل، لا يريدون أكلاً ولا حركة، تجعلهم شديدي العناد سريعين البكاء، وتزداد عصبيتهم كُـلَّ يوم وينمو شعور العداوة والبغض وحب الذات فيهم، ويكونون عدوانيين بشكل تلقائي، أَيْـضاً تكثر مطالبهم وإن لم تُلَبَّ جعلوا البيت ساحة حرب ليخرجوا الطاقة العدوانية التي أكسبتهم إياه مسلسلات الكرتون؛ لعلهم بذلك يجدون الراحة والاستقرار النفسي.

فقد زرعت فيهم تلك المسلسلات الاكتئاب وضيق النفس دون أن يشعروا، ومواجهة لذلك وفي إطار قول الله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) وتحت شعار علمٌ وجهاد افتُتحت المراكز الصيفية لتنقذ أطفالنا من مستنقع مسلسلات الكرتون، وتجمعهم تحت سقف علمي شامخ بدلاً من اللهو مع أولاد السوء في الشوارع والطرقات..؛ ولأَنَّ العدوّ يعرف ماذا تعني المراكز الصيفية وما أثرها حرك ذبابه الإلكتروني ليشوه ويشكك ويبعد الناس عنها إلا أن الله يتم نوره ولو كره المنافقون والكافرون..

فقد أكّـد أطفال اليمن تحديهم لقتلة النساء والأطفال أنهم لن يتركوا مكاناً فيه علم إلا وملؤه بحضورهم ولن تخيفهم طائرات الأعداء ولا نباح كلاب أمريكا، وذلك بفضل الوعي الكبير لدى شعبنا الذي يتنامى أكثر وأكثر، لله الحمدُ كان الإقبال على المراكز كَبيراً وحقّقت المراكز الصيفية بفضل الله تعالى إنجازاً مهما وشكلت خطراً حقيقيًّا على أعداء هذا الشعب وأفشلت خططهم وأسقطت رهاناتهم، فشكلت حصانة لأطفالنا من كُـلّ ما يأتي من قبل العدوّ من إفساد.

وعي الأهالي كان بمستوى التحديات وعند حسن الظن، فقد دفعوا بأبنائهم إلى المراكز لتتنور قلوبهم وتتوسع مدارك عقلهم ويقوهم من كُـلّ ما هو معد لجعلهم بدون علم، دفعوا بهم لكي يعرفوا دينهم من منبعه الصافي الزلال، من خلال مدرسين أكفاء بذلوا كُـلّ جهدهم ليرتقوا بطلابهم ويخرجوا منها حاملين ثقافة ووعياً وعلماً سيرقون به إلى المعالي.

وبهذا تكون المراكز الصيفية قد أهّلتْ ونَمت المواهب ووعت وأعدت جيلٌ متعلم واعي ومثقف يعتمد عليه في المستقبل، جيل يعرف عدوه كما يعرف والديه، جيل سلاحهُ الإيمان وثقافة القرآن، جيل محصن ضد كُـلّ مخطّطات العدوّ، جيل يحمل العداء لإسرائيل كما يحمل أبناؤها العداء للعرب ولنبي محمد، جيل شعارهم في الحياة” هيهات منا الذلة” ومنطلق عملهم قول الله تعالى “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ).

هذا الجيل سيكون نصر الأقصى على يديه، فهو جيل تهابه أمريكا وما زال في الصغر فكيف إذَا شب وكبر!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com