مواقفُ لا تُنسى

 

د. خالد القروطي

ويؤثرون على أنفسهم..

الصورة تُغنِي عن ألف كلمة.

يُحَدِّثُنا الخُطباء..

يَعِظُنا الوعاظ..

عن المعاني السامية.

عن القيم العظيمة.

عن المبادئ الإنسانية.

عن الإيمان، الإحسان، الإيثار، التعاون.

عن الفداء، التضحية، المبادرة، الإقدام.

وكم وكم وكم..

امتلأت الكتبُ والمؤلفات والموسوعات.

بقيمة وأهميّة ومكانة.

كل تلك المبادئ والقيم والمعاني.

قصص كثيرة تُروى.

مواقف كثيرة تُحكى.

ولكن الأمر يختلف كَثيراً.

يختلف في تأثيره..

يختلف في قيمته..

يختلف في معرفته..

يختلف في بيانه..

حينما تراه بعينك..

تقوم به بنفسك..

تراه يحدث بقربك..

حينها..

لم يعد الإيثار قصةً بل حقيقةٌ..

لن يكونَ الوفاءُ أُمنيةً بل مَنَالٌ..

لا تكون التضحية حُلماً بل يقظة مجسدة.

وهذا..

ما رأيناه..

ما شاهدناه..

ما علمناه..

من تضحية وأية تضحية أغلى من النفس؟!

من فداء وأي فداء أعظم من الروح؟!

من إيثار وأي إيثار أكبر من البدن؟!

ذلك المجاهد..

ذلك الشهيد..

الذي دخل لينقذ زملاءه الجرحى..

الذي ذهب ليفك الحصار عن إخوانه المحاصرين..

الذي غامَر ليمُدَّ رفاقه المجاهدين..

ثلاث مرات ومحاولات..

والرصاص ينهمرُ كالمطر من كُـلّ حدب وصوب..

عن يمينه وعن شماله..

من فوقه ومن تحته..

من أمامه ومن ورائه..

من بين يديه ومن خلفه..

سحب من وابل رصاصهم..

لم يحدِّثْ نفسَه بتراجع..

لم يكن له أدنى تفكير في تَخَـلٍّ..

لن تجدَ في تصرفاته ما يشعر بتقصير..

فينجح في المرة الأولى بإيصال المدد للجوعى والعطشى..

ويوفِّقُه الله في الثانية بإنقاذ ونقل الجرحى..

ويفوز في المرة الثالثة بلقاء ربه..

ذلك هو المجاهد المؤثر المضحي الفدائي..

أبو فاضل طومر.

الذي:

بحث عن الشهادة ولم ينتظرها حتى تأتي إليه.

سارع إلى جنة عرضها السماوات والأرض..

أولم يكن من المتقين؟!

أيقن بصدق وعود الله ولم يكن من المرتابين..

قدم بضاعتَه وتاجر مع الله فأصبح من الفائزين..

فضمن مقعداً بين النبيين والصديقين والشهداء..

وحَسُنَ أُولئك رفيقاً..

وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على سيدنا محمد وعلى آله

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com