صنعاءُ تؤكّـدُ التمسكَ بشروط السلام العادل

 

المسيرة | خاص

أكّـدت صنعاءُ على أن كُرَةَ “السلام” باتت في ملعب قوى العدوان ورُعاتها، بعد أن قدّم الطرفُ الوطنيُّ تصوُّرَه للحل، إلى الوفد العماني، كما جددت التأكيدَ على استحالة التعاطي مع مقايضة المِلف الإنساني بالمِلفات العسكرية والسياسية.

وقال عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي: إن “ما عجز الأعداء عن تحقيقه بالقوة لن يحقّقوه بأية خديعة”، في إشارة إلى المسار الذي تحاول دول العدوان أن تفرضَه على طاولة المفاوضات من خلال ربط الاستحقاقات الإنسانية لليمنيين كفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، بشروط سياسية وعسكرية، وهو المسارُ الابتزازي الذي تبنّته دولُ العدوان والولايات المتحدة بشكل معلَنٍ منذ أشهر، على أمل دفع صنعاء نحو الاستسلام، لتعويض الفشل العسكري في الميدان، ولإيقاف تقدم القوات الجيش واللجان الشعبيّة في محافظة مأرب بالذات.

هذا التأكيد يأتي بعد إعلان صنعاء تقديمَ “تصور ممكن للحل” للوفد العماني الذي التقى بعدة أطراف وطنية في زيارة استمرت قرابة أسبوع، والإعلان عن التوجّـه لاستكمال المناقشات والجهود في مسقط.

وفي هذا السياق أَيْـضاً، أكّـد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، الفريق الركن جلال الرويشان، أن “الكرة الآن باتت في ملعب قوى العدوان لاستيعاب الصورة التي طرحناها للحل”.

وَأَضَـافَ أن “المِلَفَّ الإنساني لا علاقةَ له بالجوانب الأمنية والعسكرية”، وأن محاولةَ قوى العدوان للمقايضة تعكسُ إدراكَها بأنها فشلت في عسكريًّا وأمنيًّا.

وأكّـد الفريقُ الرويشان أن “فتحَ مطار صنعاء وميناء الحديدة جوانبُ إنسانية بحتة، ونحن لم نستسلم للحصار خلال السنوات الماضية، ولا يمكن أن نستسلمَ فيما هو قادم”، في إشارةٍ واضحة إلى استحالة القبول بربط فتح المطار والميناء بأية شروط.

وتابع الرويشان: “يدُنا ممدودةٌ للسلام المشرِّف الذي يحفظ لليمنيين ما قدموه من تضحيات خلال السنوات الماضية”، مؤكّـداً أن صنعاء تثمن الدور الإنساني والأخوي لسلطنة عُمان منذ بداية العدوان على اليمن.

وعلى الرغم من المؤشرات السلبية المُستمرّة من جانب تحالف العدوان ورعاته، إلا أن الزيارة العمانية قد أعطت انطباعًا واضحًا بأن مطالب صنعاء وشروطَها باتت أكثر ثقلاً وحضوراً على طاولة المفاوضات، في الوقت الذي يتخبط فيه العدوّ مدركاً عجزَه عن تغيير المعادلات على الواقع، وحاجته إلى “مخرج” يجنبه تداعيات استمرار العدوان والحصار.

لكن هذا المخرج لا يتوفر إلا من خلال الجلوس على طاولة التفاوض، وبالتالي التعاطي مع مطالب وشروط صنعاء، وهو المشهد الذي حاول تحالفُ العدوان والإدارةُ الأمريكية التحكمَ فيه، من خلال السعي لخلق ضغوطات تدفع صنعاء نحو التخلي عن شروطها، إلا أن تلك المحاولات لم تفلح، وبات العدوُّ أمام خيارات صعبة: إما التمسك باستمرار العدوان والحصار، وبالتالي مواجهة تداعيات الردع العسكري اليمني الذي قد يصل إلى مراحل مزلزلة، علماً بأنه لم يعد لدى تحالف العدوان أية خيارات فعالة في هذا الجانب، أَو البدء بفصل المِلف الإنساني عن المِلفات العسكرية والسياسية؛ تمهيداً لمفاوضات أوسع، وهو ما أعطت الزيارة العمانية “أملا” بحدوثه.

وبينَ هذا وذاك، يرى مراقبون أن العدوَّ قد يلجأ إلى المماطلة ومحاولة كسب الوقت، إلا أن ذلك سيجعله أقربَ للمخاطر التي يحاول الابتعاد عنها.

وقال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محافظ محافظة ذمار، محمد البخيتي، في تغريدة على تويتر: “نحن مع سلامٍ مشرِّفٍ يضمنُ سيادةَ واستقلال اليمن، وما دون ذلك فهو استسلام، وعمليةُ تحرير اليمن ستستمر حتى تحرير آخر شبر من أرض اليمن، ونعتبر كُـلَّ القوات الأجنبية قوات احتلال وهدفاً مشروعاً للقتل، وسنروي أرض اليمن الطاهرة بدمائهم”.

وتبني صنعاءُ موقفَها في المفاوضات على شروط رئيسية للسلام، لا يمكنُ التنازُلُ عليها، وقد حدّد قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي هذه الشروط بشكل واضح، وهي: إيقافُ العدوان، ورفعُ الحصار، وإخراجُ القوات الأجنبية من كُـلّ المناطق اليمنية المحتلّة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com