فقاعاتٌ.. تفــرُّ إلى السقوط..!

 

بسّام عبدالله النجّار

الكرُّ والفرُّ قاعدةٌ عسكريةٌ معروفةٌ في ساحات المعارك قديماً وحديثاً، يستخدمها المتحاربون لمباغتة العدوّ..

لكن ما أقدم عليه الجيش السعوديّ ومرتزِقته في جيزان مَـا هو إلا عمليات فرار واضحة وجلية لا يُكذِّبها إلا مجنونٌ

أو أعمى..

وهنا نتساءل: لماذا ادّعى النظام السعوديّ أنها عمليات مفبركة.. وما هو الهدف من ذلك النكران!؟

في الحقيقة أن انتحارَ جنود الجيش السعوديّ ومرتزِقته بتلك الطريقة التي نقلتها لنا عدسة الإعلام الحربي، تعكس مدى الرُعب الذي قُذف في قلوب أُولئك الجنود، والخوف الذي دفعهم للفرار بتلك الطريقة الفظيعة من الموت إلى الموت.

هذا الأمر ليس بالمُستغرَب أن نشاهده يصدر عن جيشٍ كرتوني هش كالجيش السعوديّ ومرتزِقته الذين تاهوا في الملذات والترف، وغُيّب عنهم الحق وانحرف.

إن تلك المشاهد المذلة تبين ضعف الجندي السعوديّ رغم العتاد العسكري الحديث الذي أُعدّ له بملايين الدولارات، وما لا يدركه النظام السلولي وقادته هو أن المصيرَ الذي انتهى إليه جنودهم هو نفس المصير الذي سينتهي إليه بقية الغزاة والمعتدين الذين يعيثون في الأرض فساداً وظلماً وطغياناً، فالله لا ينصر الظالمين الذين اعتدوا بدون وجه حق، وما حدث ويحدث في اليمن من سفك لدماء الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ ليس بالأمر الهين الذي سيسكت عنه اليمنيون، بل إن تلك البطولات التي رأيناها في جيزان وسطّرها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، مَـا هِي إلا تأييدٌ إلهي لعباده المستضعفين، كما أنها مُجَـرّد غيض من فيض سيجرف آل سلول وكل من تعاون معهم وساندهم في حربهم الإجرامية التي يشنونها بحق أبناء اليمن مُنذ ست سنوات مضت في ظل صمت وتماهٍ ونفاقٍ أممي ودولي مخزٍ..

إن تلك المناظر المخزية التي ظهر فيها المقاتل السعوديّ وهو يرمي بسلاحه هارباً مذعوراً من بسالة وشجاعة المقاتل اليمني البطل، جعلت العالم يُدرك أن أُسطورة الجيش السعوديّ ومرتزِقته مَـا هِي إلا فقاعة ترويجية سرعان ما تهاوت وانتهت تحت أقدام رجال الرجال، كما أنها أثبتت هشاشة السلاح الأمريكي الذي دائماً ما يوصف (بالذكي والمدمّـر)، فبعد أن كان وحشاً فتاكاً أصبح حملاً وديعاً روضه اليمنيون وطوعوه في خدمتهم ليفترس الغزاة والمحتلّين الجدد..

إن ما يُثير السخريةَ في هذا الأمر أَيْـضاً هو خروجُ النظام السلولي عبرَ ناعقه المالكي مُدعياً أن تلك المشاهد التي بثها الإعلام الحربي اليمني هي مشاهد مُفبركة حسب زعمه.. لم يكن المالكي وسادته عبيد أمريكا يهتمون حينها سوى بسُمعة (جيوش المملكة) الزجاجية التي ظلوا يبنونها طيلةَ العقود السابقة لتخويف كُـلّ من يعارض سياساتهم ومشاريعهم المشبوهة التي لا تخدم إلا الكيان الصهيوني والأمريكي في المنطقة..

لم يكن المالكي مهتماً بجنوده الفرّارين الصرعى ولا بالدم والأرواح التي يُلقي بها إلى المهلكة ليبقى الملكُ على عرشه خادماً للمشروع الصهيوأمريكي الملعون في الوطن العربي ومنفذاً له..

سقوط وكذب لا يمكن أن يحجبَ نورَ الحق، فالحقُّ بيّنٌ والباطل بيّن مهما ادعوا غير ذلك.. وَإذَا ما استمر العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني الباغي في غيّه وصلفه وعدوانه وحصاره الإجرامي بحق أبناء يمن الإيمان والحكمة، فلا يظن أن هذه الصور والمشاهد الحيّة التي يستحي قرنُ الشيطان وزبانيته من الاعتراف بها ستكون الأخيرة؛ بل إن الجيش اليمني البطل وعدسته الأمنية سيكرّرون تلك البطولات الملحمية وينشرونها على الملأ ليعرف القاصي والداني أن الحق يمني والباطل صهيوني سعوديّ أمريكي.

ولا ينتصر في النهاية دائماً، إلا الحق، هذا وعد الله وأمره.. وهل أصدق من الله قيلاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com