عهدٌ جديدٌ يصنعُه قائدُ الثورة.. اليمن في قلب محور المقاومة

دعوة تقاسم “كسرة الخبز” تبهر القيادات الفلسطينية

المسيرة – أحمد داوود

لم تكد تمضي سوى أَيَّـام على دموع سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وتأثُّره العاطفي لدعوة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لتقاسم “كسرة الخبز” مع أبناء الشعب اليمني حتى توالت البيانات والتصريحات لقادة محور المقاومة لتثني على هذه الدعوة.

واللافت أن هذه الإشادة بالشعب اليمني وبقائد الثورة تأتي في ظل اندفاع كبير للشعب اليمني وتفاعل مع حملة التبرعات للشعب الفلسطيني التي انطلقت قبل عيد الفطر المبارك، وارتفعت وتيرتها مطلع الأسبوع الجاري، في دلالة على أن اليمنيين أهل “قول” و”فعل” وأنهم ماضون في تقاسم رغيف الخبز مع أحبائهم في فلسطين.

وما يؤكّـد ذلك عمليًّا أن عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، تبرع “بجنبيته” الخَاصَّة، في رسالة لها أكثر من مدلول وفي مقدمتها أن قادة اليمن لا يبخلون في تقديم أغلى ما يملكون لفلسطين، والتي تشكل بالنسبة لهم قضية رئيسية لا يمكن المساس بها مهما كلف ذلك من ثمن.

هذا التضامن الكبير مع فلسطين، والخروج في المسيرات الكبرى التي لا مثيل لها في أية عاصمة عربية أَو إسلامية أَو دولية، جعلت اليمنَ يتبوأ صدارةً متقدمةً في محور المقاومة، بل ويكون فاعلاً رئيساً ومؤثراً، وستكون له بصمات مشرقة في المستقبل القريب، الأمر الذي دفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليؤكّـد أن اليمن “إضافة نوعية لمحور المقاومة تحت قيادته الشابة والصادقة، وأن الإسرائيلي اليوم قلق؛ بسَببِ تطور قدرات هذا المحور”.

 

جسدٌ واحد

المسؤولون في الجمهورية الإسلامية كانت لهم تصريحاتٌ لافتةٌ تجاه الشعب اليمني والسيد القائد عبد الملك الحوثي بعد خطاباتِ التضامن مع الشعب الفلسطيني، حَيثُ أكّـد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يولي اهتماماً خاصاً للقضية الفلسطينية في خطاباته المتعددة، مُضيفاً أن الشعب اليمني ورغم حصاره لا يزال متمسكاً بالقضية الفلسطينية.

ويشير عبد اللهيان إلى أن الشعبَ اليمني يتمتّعُ بقدرات عسكرية متطورة وروح معنوية صلبة، ودعمه للقضية الفلسطينية يحمل دلالات كبيرة.

وينبهرُ قائدُ الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، بخروجِ الشعبِ اليمني بالملايين متضامناً مع فلسطين، لافتاً إلى أن ذلك يوضح مدى وحدة وتضامن الشعب اليمني المسلم والمقاوم مع أخوتهم الفلسطينيين.

ويؤكّـد سلامي أن اليمنَ بعيدٌ جغرافياً عن فلسطين، لكنْ من الناحية الاعتقادية والإسلامية والهدف النهائي كلاهما جسدٌ واحد، منوِّهًا إلى أن دعوةَ السيد عبد الملك الحوثي إلى تقاسم رغيف الخبز مع الشعب الفلسطيني هو قمّة الإيثار والبطولة ومعناه أنّ فلسطين ليست وحدها كما أنّ اليمن ليست وحدها.

 

أُخوةٌ حقيقية

الداخل الفلسطيني لم يكن غائباً عن المشهد، فكما سجّل انبهاراً بالشعب اليمني جراء تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وحملة التبرعات بالمال النشيطة في صنعاء، فقد خرج معظم قادة الفصائل الفلسطينية بتصريحات تشيد بدعوة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بتقاسم “كسرة الخبز” مع الشعب الفلسطيني.

ويقدم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، الشكرَ الكبير للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لمبادرته بجمع التبرعات.

ويقول في كلمة له خلال مهرجان جماهيري نظمته حركة الجهاد الإسلامي، مساء السبت، في غزة: “أقدم الشكر الكبير للشعب اليمني العظيم وقائده المغوار السيد عبدالملك الحوثي لمبادرته بجمع التبرعات”، مضيفاً: “لكم يا شعبَ اليمن العظيم كُـلُّ الحب من شعب فلسطين، إنكم تعلموننا وتعلمون العالم كيف تكون الأُخوَّة الحقيقية”.

ولعل ما يميز إشادة الفصائل الفلسطينية بالشعب اليمني والقائد السيد عبد الملك الحوثي أنها تأتي في ظل صمت مريب للأنظمة العربية، وتقاعس الكثير من الشعوب تجاه ما يدور في فلسطين، ليخرج الشعب اليمني من بين الركام وفي ظل الحصار والآلام والجراح المثخنة ليعلن تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، وبذلك تتجسد بالفعل مشاعر الأخوة وتتعمق أكثر في ظل استمرار المعاناة المشتركة والعدوّ المشترك.

وفي ظل هذا الوضع، يبعث الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أحمد جبريل، برقية وفاء وتقدير لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وللشعب اليمني العظيم، وذلك لمواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية.

ويقول جبريل: “يشرفني أن أتقدم إليكم باسم الشعب الفلسطيني وباسمي واسم المكتب السياسي واللجنة المركزية وكوادر وفدائيي الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بأسمى آيات التقدير والعرفان لمواقفكم الثورية النابعة من روح العقيدة والمبادئ الثورية التي تؤمنون بها، ورفع رايتها المجاهدون في حركة أنصار الله ومن خلفهم الشعب اليمني المعطاء وذلك دفاعاً عن حرية وسيادة واستقلال اليمن وكرامة شعبه ودوره الفاعل في إطار محور المقاومة”.

ويضيف أحمد جبريل في برقيته “الأخ المجاهد الكبير عبدالملك بدر الدين الحوثي لقد ضربتم مَثَلاً عميقاً في الإيثار ومعكم شعب اليمن العظيم وأنتم تترجمون روح العقيدة والإيمان حين أعلنتم عن تقاسم رغيف الخبز مع شعبنا الفلسطيني رغم حصار التجويع الذي يفرض على الشعب اليمني؛ مِن أجلِ إركاعه لكنه وبصبر وبلغة الواثق رفع شعارات الموت لأمريكا… الموت لإسرائيل ويترجم ذلك ميدانيا”.

ويتابع: “إننا في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ندركُ بأن الحربَ التي يخوضها الشعب اليمني المظلوم في وجه تحالف الإرهاب الصهيوني الأمريكي وأدواته المستعبدة من حكام الخليج، هي ضريبة تدفعونها؛ بسَببِ إيمانكم بوحدة اليمن وسيادته بعيدًا عن منطق الهيمنة والاستعباد ونظراً لموقفكم المشرف من قضايا الأُمَّــة وفي طليعتها قضية شعبنا الفلسطيني، مؤكّـداً أن “نصر اليمن هو نصر فلسطين وانتصار الأُمَّــة وأحرارها وكلنا ثقة أن ساعة النصر الكبير باتت أقرب.. دمتم سيفاً مشرعاً لإعلاء راية الحق، ومعاً نحو النصر”.

 

موقفٌ شجاع ومتقدم

والواقع أن الشعب الفلسطيني وسكان غزة بالتحديد الذين خرجوا من جحيم عدوان صهيوني، ليس في واردهم تقديم “المدائح” للعرب والمسلمين، وإلا لوزعوها على الجميع، لكنهم يعرفون من يقف إلى جانبهم ومن يساندهم، ولهذا فَـإنَّهم لا يمدحون ولا يثنون إلا على من يستحق، والشعب اليمني وقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي أهل لذلك.

ويوجه ممثلُ حركة الجهاد الإسلامي بصنعاء، أحمد بركة، شكرَه لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي لدعوتِه لاقتسامِ اللُّقمة مع الشعبِ الفلسطيني، معتبرًا أن الموقفَ اليمني شجاعٌ ومتقدمٌ وعلى الرغم من العدوان والحصار إلَّا أنه كان يصر أن يسجل اسمه في لوحة العز والشرف.

وطَمْأَنَ بركة في حوار أجراه مع صحيفة “المسيرة” قبل أَيَّـام الناسَ بأن التبرعات ستصلُ للفلسطينيين، مؤكّـداً أن هناك لجاناً تعملُ بشكل دقيق لجمع الأموال وتوثيقها بمحاضرَ رسميةٍ وستُوزَّعُ كما أمر السيدُ عبدُ الملك حفظه الله.

ويأتي هذا التطمين بعد الانزعَـاج الكبير لقوى العدوان والمرتزِقة من التحَرّك الكبير للشعب اليمني لدعم فلسطين، وقيامهم بعمل إعلامي لافت يدّعي بأن جمعَ التبرعات لن تصلَ إلى الفلسطينيين وإنما إلى جيوبِ “الحوثيين”.

وفي هذا الجانب، يقول ممثل حركة حماس في صنعاء، معاذ أبو شمالة: لا خوفَ على الإطلاق من مصير هذه الأموال؛ لأَنَّ من يعملون عليها هم أهلُ كفاءة ونزاهة وصدق.

ويشير أبو شمالة في تصريح لوكالة “يونيوز” للأخبار إلى أن الشعبَ اليمني عزيزٌ وكريمٌ، وأنهم يعيشون معه منذ سنوات، وهو يتبنى القضيةَ الفلسطينية قلباً وقالباً، معتبرةً “دعوةَ السيد الحوثي بتقاسم الخبز مع الشعب الفلسطيني بأنها تلغي الحدود والفوارق، ونشعر بأننا “أمة واحدة” وأننا “أمة منتصرة” بإذن الله تعالى”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com