اتّفاق السويد يمثل انتكاسة لـ “العدوان” والقوات المسلحة قادرة على خوض حرب استراتيجية كبيرة تذهل الأعداء

عاصم: الأمم المتحدة على المحك والطرف الآخر لم يلتزم بالاتّفاق

حجر: العدوان راهن على حصار اليمن والاستيلاء على ميناء الحديدة وفشل

الثور: القيادة الثورية والسياسية ملتزمة بالاتّفاق لإقامة الحجّـة والاستراتيجية العسكرية القادمة ستكون أكثر قدرة وكفاءة

مسؤولون وخبراء عسكريون يتحدثون لصحيفة “المسيرة” بمناسبة مرور عامين على الاتّفاق:

 

المسيرة- خاص

مضى عامان على “اتّفاق السويد” الذي رعته الأممُ المتحدة، وقضى بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، غير أن هذه الأيّامَ والأشهرَ الطويلةَ لم تنتج سوى المزيد من التعنت وعدم التنفيذ، ولا سيما من قبل الطرف الموالي للعدوان.

وحَـاليًّا، يمكن القول إن الاتّفاقَ أصبح حبراً على ورق، على الرغم من أن الطرفَ الوطني نفّذ الكثيرَ من بنود الاتّفاق، وأبدى نوايا حسنة، ولا يزال متمسكاً بالاتّفاق وملتزماً بالعهد وضبط النفس إزاء الخروق التي لم تتوقف ولو يوماً واحداً منذ توقيع الاتّفاق قبل عامين وحتى اليوم.

ويؤكّـد عضو الفريق الوطني المفاوض حميد عاصم أن مرتزِقة العدوان رفضوا تنفيذَ هذا الاتّفاق، متخذين أعذاراً كبيرة، في حين التزم الطرفُ الوطني بكل ما يجبُ أن يُنفَّذَ، مُضيفاً أنه لم ينفذ من الاتّفاق سوى جزءٍ يسير مما يخُصُّ مِلف الأسرى خلال الشهرين الماضيين فقط، في الوقت الذي لم تُنفذ فيه بقية القضايا.

ويشير عاصم إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، لم يلتزم بالحياد وإنما يعمل وكأنه يخدُمُ الأعداءَ وينفذ سياسة أمريكا وبريطانيا تجاه الشعب اليمني.

وأوضح أن الأمم المتحدة تراوغ وأن المرتزِقة ارتكبوا عشرات الآلاف من الخروقات في محافظة الحديدة، إضافة إلى قيامهم بشن هجمات على مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في الساحل الغربي لليمن، موضحًا بأن الطرف الوطني نفذ كُـلّ ما عليه ولم يتطرق غريفيث إلى ذلك، بينما الطرفُ الآخر لم ينفذ شيئاً ولم يوضح غريفيث ذلك أَيْـضاً.

ويدعو عاصم في حديثه لصحيفة “المسيرة” بمناسبة مرور سنتين على الاتّفاق الأمم المتحدة للضغط على مرتزِقة العدوان لتنفيذ الاتّفاق والتزام الحياة، مُشيراً إلى أنها على المحك وأمام اختبارٍ صعب.

 

انتكاسةٌ للعدوان

من جانبه يقول السفير عبد الإله حجر: إن تحالف العدوان على اليمن يعتبر أن اتّفاق ستوكهولم يعد بالنسبة له “انتكاسة” وفشل أحد الأوراق القوية التي كان يراهن عليها؛ بهَدفِ إحكام الحصار على اليمن والاستيلاء على المنفذ البحري الحيوي له.

ويضيف السفير حجر في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن العدوان كان سعى كذلك لتحويلِ القوة العسكرية للجيش واللجان الشعبيّة بعيدًا عن الحد الجنوبي للسعودية والمواقع الاستراتيجية في جبهات نهم والجوف ومأرب، ونظراً لهذه الحسابات عمل منذ الوهلة الأولى على ارتكاب خروقات مستمرة؛ سعيًا وراء تفجير الوضع في الحديدة، وهذا ما لم تمكّنه السلطة الوطنية منه، إضافة إلى الاستعداد التام والشامل، الذي لا يخطر على بال العدوّ، لردع وصد أية عملية عسكرية تقوم بها قواته لاحتلال مناطق في الحديدة.

ويشير السفيرُ حجر إلى قواتِ الجيش واللجان الشعبيّة تُبدي أقصى درجات ضبط النفس؛ وفاءاً بالالتزام بما تم التوقيع عليه، وتحث الأمم المتحدة وبعثة المراقبة التابعة لها على رصد الانتهاكات والخروقات وتحديد مسؤولية نقض ومخالفة الاتّفاق، غير أن الأمم المتحدة تمارسُ التواطؤَ مع تحالف العدوان؛ بفعل ممارساته الابتزازية التي استطاع من خلالها في عام 2018 من إزالة السعودية من قائمة العار، مؤكّـداً أنه وَبفضل الله وحكمة القيادة الثورية وبسالة المجاهدين باءت وستبوء كُـلُّ خطط ومكائد العدوّ بالفشل الذريع، وهذا ما تؤكّـده الأحداث في الواقعين العسكري والسياسي.

 

جهوزية عالية لخوض أية معركة

القوات المسلحة اليمنية تعتبر أكثر قوة واستعداداً لأية معركة في الساحل الغربي في حال تم الإعلان الرسمي عن فشل هذا الاتّفاق.

ويؤكّـد الخبير والمحلل العسكري العميد عابد الثور أن القواتِ المسلحة اليمنية بكل صنوفها وقواتها وهيئاتها وتشكيلاتها قادرةٌ على أن تخوضَ حرباً استراتيجيةً كبيرةً على طول خطوط الحدود اليمنية وخطوط التماس مع العدوّ، وقادرةً على أن تفرض واقعا ميدانيا جديدا، مؤكّـداً أن “جيشنا اليوم أصبح رقماً صعباً بين جيوش العالم، ويستحيلُ على العدوان أن يركِّعَ هذا الجيش وأن يركّع اللجان الشعبيّة وأن يركّع الشعب اليمني”.

ويشير العميد الثور في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، إلى أن القيادة الثورية والسياسية في حسبانها أن المعركة ستتطور وأن هناك أعداءً كُـــثْـــراً دخلوا في الميدان، وبناءً عليه فالاستراتيجية العسكرية القادمة ستكون أكثرَ قدرةً وكفاءة وأداءً من السابق، واحتياطياتنا أَيْـضاً ستكون أكثرَ فاعليةً وقوةً من السابق.

ويرى العميد الثور أن النظامَ السعودي سعى ولا يزال بكل الطرق والوسائل لإفشال هذه الاتّفاقية، أما بالنسبة لنا فنحن نؤكّـد أننا مع السلام وأننا مع الاتّفاقية، ومع عملية السلام، وأن من يرفض السلام ويسعى إلى تقويض أية عملية سياسية في اليمن هي السعودية والإمارات، والتي ليست سوى أدوات بيد الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، لافتاً إلى أن صنعاء قد أقامت الحُجّـة على الأعداء، وفي حال استمرت قوى العدوان في تعنتها وبغيها وعدوانها فَـإنَّ من حقنا أن نلجأَ إلى القوة العسكرية، والتي من خلالها ستعرفُ السعودية والإمارات حجمَها الحقيقي، وأن البريطاني والأمريكي والإسرائيلي لن ينفعوها.

وفي حال أقدم العدوانُ والمرتزِقة على خرق الاتّفاق بشكل نهائي، فسوف يتحقّقُ لشعبنا اليمني ما لم يتحقّق في الأعوام الماضية، بحسب كلام العميد الثور.

ويقول العميد الثور: إن هذا العام سيكون عامَ الانكسار للعدو السعودي، وسيعلم أنه خسر المعركة منذ بدايتها، وسيكون العام السابع عامَ الويل للسعودية والهلاك للإمارات، موضحًا أن القوات المسلحة لديها قدراتٌ وخبرات مرعبة وقادرة على إرباك المشهد العسكري، إلى درجة أن العدوّ الأمريكي السعودي لم يستطِعْ أن يستوعبَ المعركة وما ينتظره من المفاجآت؛ ولذا قواتُنا هزَّت أركانَ أنظمة دول العدوان، وجعلت الأمريكي والبريطاني وأكبر الدول المصنّعة للأسلحة تقفُ حائرة أمام الصناعات اليمنية والمتطورة.

وأشَارَ العميد الثور إلى ما تمتلكُه قواتُنا المسلحة اليمنية اليوم وهو لا يُستهانُ به، أمَّــا بالنسبة للسعودية فهي تعلم أنها لم تعد قادرةً على المواجهة وأن طول المعركة سيكون على حساب شعبها، واقتصادها، خَاصَّةً ونحن اليوم نشاهد العجز في الميزانية السعودية، نتيجةَ الانهيار الاقتصادي للسعودية، مؤكّـداً أن النظامَ السعودي وصل إلى حالة انهيار اقتصادي، والحرب لم تعد سهلةً بالنسبة لهُ، في حين أن بلادنا والحمد لله تنتجُ السلاحَ من الرصاصة إلى الصاروخ، وأصبحت قواتنا المسلحة ذات سُّمعة كبيرة وَعالية بين جيوش العالم، هذا الجيش الذي استطاع أن يبنيَ نفسَه بنفسه وأن يحتلَّ مرتبةً بين الجيوش في العالم، وَاستطاع أن يصمد 6 سنوات، بل وأن يصنّع ويتجاوز مراحلَ كبيرة في بناء القوات المسلحة ويحقّق هذا الإنجاز العسكري الكبير، في الوقت الذي خسرت فيه السعوديةُ سُمعتَها، وخسرت رصيدَها الإسلامي والديني والدولي، وأصبحت محلَّ استهزاء من قبل المحللين العسكرين والخبراء في مختلف أنحاء العالم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com