الجنوب بين محتل قديم وجديد

 

محمد الهادي

احتلت عدن لمدة 129 عاماً منذ 19 يناير 1839 حتى خروج آخر جندي بريطاني منها في 30 نوفمبر 1967 وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية، وبعد سقوط وغرق الجيش البريطاني في وحل ثورة الشعب ضد الغزاة المحتلّين بداية من عام 1839م، بداية الاحتلال البريطاني الذي لا يزال ذلك العصر محفورًا في ذاكرة المحتلّين.

ونحن في ذكرى الثلاثين من نوفمبر، لا زال صدى أزيز نيران تحرير الأرض في نوفمبر يتردّد كابوسا في ذاكرة البريطانيين، وفي وجدان ثوار وأحرار الشعب اليمني شمالاً وجنوباً رغم رسميات السياسة البريطانية التي حرصت على تشطير اليمن شمالاً وجنوباً لتسهيل مُهمتهم في احتلال أغلبية الأراضي الجنوبية.

ونحن في ذكرى رفع سياسة السلطنات التي لا تبقي ولا تذر لإخواننا في الجنوب أية عادات أَو أعراف أَو إرث يمثل أبناء الجنوب، الجنوب اليوم يرزح ويعاني بعد نهاية الاحتلال القديم، وصورة للاحتلال الجديد الذي بدأ في يوم 2015/3/26م، فبريطانيا هي من أدخلت المرض القاتل للجسد العربي (إسرائيل)، وها هي اليوم تتم ما بدأت به في السابق لترسيخ التواجد الإسرائيلي عبر استقطاع العديد من المستوطنات وتهويد أغلبية الأراضي العربية والإسلامية، وتتمركز إسرائيل اليوم في سقطرى وفي باب المندب والمحافظات الجنوبية.

فإسرائيل لم تصل إلى هذا المستوى من استيطان إلّا أنها سيئة من سيئات الاحتلال البريطاني، بريطانيا غرست بذورها التي تحمل الأشواك والسموم ضد الأُمَّــة العربية والإسلامية، وهذا الغرس يتحقّق في الكيان السعودي والإماراتي والصهيوني، واعتمدت بريطانيا عليهم لإكمال ما بدأت به بريطانيا في مشروعها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com