21 سبتمبر.. ثورةُ حرية واستقلال

 

نبيل بن جبل

منذُ تأسيسِ نظام آل سعود في صحراء نجد واليمنُ في صراعات وحروبٍ مستمرة تعاني الويلاتِ والعثراتِ والنكباتِ والأوجاعَ التي ما برحت الساحةُ اليمنيةُ ولا سَلِمَ منها يمني لا شمالي ولا جنوبي، لا سني ولا شيعي، لا زيدي ولا شافعي، كُـلّ أبناء اليمن عانوا الويلات والحروب وعاشوا في ظل الصراعات والمعاناة؛ بسَببِ تدخلات هؤلاء المجرمين أدوات وعُملاء ثنائي الشر أمريكا وبريطانيا، وبعد أن ثار الشعبُ اليمني وخرج الأحرارُ والشرفاءُ في ثورة 21 سبتمبر رافضين الوِصايةَ السعودية والتدخلاتِ الأمريكيةَ البريطانيةَ في الشؤونِ الداخليةِ اليمنية، وواجهوا الجماعاتِ التكفيريةَ الممولة سعودياً، والمدربة أمريكياً، وَالمحتضنة بريطانياً، كشّرت تلك القوى المجرمة عن أنيابها وأظهرت حقدَها الدفينَ وعداوتَها لليمن على العلن وشنت العدوانَ السعودي الأمريكي الظالم في مارس 2015م، وقتلت وحاصرت كُـلّ أبناء اليمن بمختلف انتماءاتهم بدون وجه حق وبلا سبب وبدون ذنب سوى إرادَة اليمنيين في التحرّر والاستقلال بعيدًا عن الوصاية والاستعمار؛ لأَنَّهم يريدوننا أن نكون حديقة خلفية لهم وَلشن عدوانهم في المنطقة، وهذا الذي رفضه أحرارُ وأبطالُ قبائل اليمن ورجال ثورة 21 سبتمبر الأبرار والذي بفضلهم بعد الله (سبحانه وَتعالى) صمد شعبُنا وواجه الطغاةَ والغزاة المحتلّين ومرتزِقتهم المأجورين، وعبيدهم التكفيريين، وسنكسرُ العدوانَ ونأمنُ وَيأمنُ شعبُنا العثارَ، ونتحاشى الويلات والنكبات، ونتغلَّبُ على الأوجاع والصراعات ونقهرُ الطغاة والمحتلّين.

إنهم لَقومٌ سُذَّجٌ وأغرارٌ الذين يعتقدون أن نورَ الثورة السبتمبرية لن يعُمَّ اليمنَ والمنطقةَ، وأهدافها لن تتحقّق وترى النور وتقهر وتبدد الظلام، وقد رأوا الصمودَ والثباتَ والاستبسالَ اليمني الذي سحق الأرتالَ وجندل الجيوش المرتزِقة المحشدة من كُـلّ دول العالم، وداس الدبابات الإبرامز، والمدرعات العسكرية والعربات في البر والطائرات الحديثة في الجو والسفن والبوارج الكبيرة الحربية في البحر والأسلحة المختلفة المتطورة جِـدًّا وبأسلحة بسيطة وبدائية، وَجنودٌ حفاةُ الأقدام شُعْثُ الرؤوس غُبر الوجوه لكنهم يحملون عقيدةَ القرآن التي لا تهزم، واستبسال الإمام الحسين (عليه السلام) الذي لا يُقهر، وشجاعة وإقدام الإمام علي (عليه السلام) التي لا تعرِفُ التراجُعَ وليس في قاموسها الذُّلُّ والاستسلام، ووعي وحكمة وبصيرة الإمام زيد التي هزمت بني أمية وهزمت طغيانهم وباطلهم وتكبرهم وغرورهم وكانت سبباً في زوال ملكهم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب ونورت، وأعادت للإسلام حقه واعتبارَه ومكانتَه.

هذه ثورةُ اليمنيين تشق الطريق في نفس الخطى وعلى نفس النهج وَستكونُ بإذن الله (سبحانه وتعالى) وبعالمية القرآن ومشروعه العظيم سبباً في زوال مُلك الطغاة والصهاينة واستعمارهم وهيمنتهم ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة العربية والإسلامية ككل.

صحيحٌ أننا نعاني من الحصار الجائر وتكالُبِ الأمم وخِذلانِ العالم وصمت منظماته وانحيازها لصف القتَلة والمجرمين ونقدم التضحياتِ الجِسامِ بالدم والنفس والمال، ولكن ثمرةَ الصمود والثبات وثمرة الصبر النصرُ والحرية والاستقلال والتألق والتقدم في كُـلّ المجالات والعزة والكرامة للأبد.

وسنباهي بصرحٍ شِدناه للحريةِ.. للعلم.. للتقدم.. للدين ولا عزة إلّا بتضحية، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com