الصمَّـاد

 

علي عبدالله  صومل

لقد كان الرئيسُ الشهيد/ صالح علي الصمَّـاد رَجُلَ مرحلةٍ فارقة، وَبطلَ معركة فاصلة، وَشخصيةً استثنائيةً بكل المقاييس، فهو العالِمُ المثقفُ الأديبُ والخطيبُ المؤثر البليغ، والسياسي الملتزم البارع، والإداري العملي الناجح، والقائد الحكيم الحازم، والمجاهد الشجاع الواعي، والمؤمن التقي الخاشع.

نورت بصيرتَه المعارفُ القرآنية وصقلت شخصيته المواقفُ الإيمانية، حتى حاز على كُـلّ دعائم الإيمان -الصبر واليقين والعدل والجهاد-، وتحلى بجميع مكارم الأخلاق كيف لا وَهو من وطّن نفسَه على السير في مناهج الرشاد والرقي بها في مدارج الكمال، ولعل هذا هو سر تمسكه بحميد المناقب رغم وصوله إلى أرفع المناصب.

لقد قدم شهيد الرؤساء ورئيس الشهداء أُنموذجاً راقياً لرجل الدولة في زمن الحرب، إذ كان يشارك المجاهدين ثباتهم في مواطن الشرف كما يشارك شعبه وجع المعاناة ومأساوية الظرف، حتى أنه لم يوفر لأسرته من بعده منزلاً يسكنونه بعيد استشهاده، وكأنه كان يتمثّل قول الإمام علي -عليه السلام-: “أَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ أَو أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ (خشونة) الْعَيْشِ”.

لقد استشهد الرئيس الصمَّـاد ليخلد حضوره المتألق في وجدان الشعب وذاكرة الوطن، فاضحاً أنانية ونازية كُـلّ من حكموا الجمهورية اليمنية من قبل، باستثناء رئيس اللجنة الثورية العليا (أبو أحمد الحوثي)، راسماً المنهج الأقوم لكل من سيخلفونه في الإمساك بمقاليد الحكم، محدّداً معالم الرؤية الوطنية الفريدة لبناء الدولة اليمنية الرشيدة: (يدٌ تبني ويدٌ تحمي).

صمَّـاد يا عنوان الحضارة، وكتاب المجد، وَصفحة الشرف.. لك من الله حياة الخلود في عالم الشهداء، ولك منا آكـدُ العهود على مواصلة المشوار بالصدق وَالوفاء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com