وثالثهُما.. صالح الصمّاد

 

زينب إبراهيم الديلمي

أيُّ رجل ذاك الذي نجدُ فيه مُناجاة الكرار لربّه وَصولة فرسه وجولة ذي الفقار، وَصلاة النّصر والتسابيح وسجدة أبي تراب وشجاعة الأشتر وثباته!!، وأيَّةُ شخصية حمل كُـلّ هذه السمات التي اتسم بها الأوائل الصدّيقون وجسّدها في واقعنا وحاضرنا!!

وأيُّ تاريخ معاصر خلَّد لنا اسم ”صالح علي الصمّاد“ ليُحيي من جديد سيرة وتضحيات العُظماء السبّاقين في أنفسنا وفي ذاكرتنا، ولينفخَ فينا روح الجهاد والعزيمة والإباء مجدّدًا ولينفض من أعيننا غُبار التخاذل!!، وأيُّ رئيسٍ تولّى زمام الأمور في ظلِّ مرحلة حرجة وعدوان عالمي غاشم واستطاع أنّ يكسر حاجز الحصار والذُل وسلَّ سيفه من غمده وشَهَرهُ في وجه الترامبي وعَبدَهُ الحقير السلماني!!، وأيُّ مُجاهدٍ تقيٍّ عارض شهوات الدنيا وهواها واتجه صوب الميدان، ليقول للمرابطين بأنَّ مسح التُراب من نعالهم أشرف من مناصب الدنيا!!، وأيُّ خليفة الله في الأرض السّاعي لبناء الأرض والوطن وتعميرها وترميمها وحمايتها بيدهِ البانية وتلك الأُخرى الحامية المُستنبطة بمشروعه العظيم ومشروع القرآن الكريم!!.

أيُّ جُرح يا صمّادنا تركتهُ لنا برحيلكَ عنّا التي اهتزت به جذعُ كياننا وتساقطت دموعنا المُحرقة في جبيننا!!، وأيَّةُ جريمةٍ ارتكبها العدوّ، مُظناً كُـلّ الظّنون أن استشهادك هزيمة لنا!!، وأيم الله إنَّ دماءَك وتضحياتك ومنهجك أحييت في نفوسنا معنويات الالتحاق بالميادين، إمّا بعودتنا منتصرين أَو رحيلنا إلى ضيافة الرحمن.

فأُولئك الرجال قليلون ونادرون، إلا ثلاثة ثلاث دوّنت كُتُب التاريخ ومعاجمها سيرَهم وبطولاتِهم: أولهم الإمام علي -عليه السّلام-، وثانيهم الشهيد القائد السيّد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، وثالثهم الرئيس الشهيد صالح الصمَّــاد -رضوان الله عليه-، وها هي الأمّة خسرت مجدّدًا عُظماءَها وفُضَلاءَها وحُكماءَها، ومن أعظم نكبات الأُمَّـة أن تخسرهم، لكنَّ منهاجهم التي دفعوها ثمناً؛ مِن أجلِ دين الله أن يبقى قائماً ويستقيم، فهم باقون فينا أحياء روحاً ومنهاجاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com