أولُ إصابة بكورونا.. ناقوسُ خطر على أبواب المحافظات الجنوبية

 

منير الشامي

ما ينبغي أن يدركَه مرتزِقةُ الجنوب أن محاولةَ دول العدوان المتكرّرةَ في إدخَال وباء كورونا إلى اليمن لن تكون إلا عن طريق المنافذ الجنوبية للوطن.

خُصُوصاً بعد أن فشلت السعودية في إدخَال هذا الوباء الخبيث عبر المنافذ البرية المباشرة إلى المحافظات الشمالية عبر اليمنيين المرحَّلين أَو عن طريق المواد التي أسقطتها طائراتها في عدد من المحافظات لأكثرَ من مرة.

حيث تعمد نظام الرياض خلال الأسابيع الماضية وبعد تفشي الإصابات بفيروس كورونا في أراضيه إلى ترحيل الآلاف من اليمنيين دفعةً واحدةً عبر المنافذ البرية، إلا أن حكومة صنعاء أفشلت هذه المحاولة بافتتاح مراكز حجر صحي للمرحَّلين قُرب المنافذ، وهذا ما نحا بنظام الرياض إلى اللجوء إلى محاولة نشر الوباء عبر إسقاط طائراته لمواد ملوثة بالفيروس، كما حدث في أواخر شهر مارس الفائت، حينما أسقطت طائراته كمامات ومناديل مبللة في مناطقَ متفرقة بصنعاء والحديدة والمحويت وما تلاها من إسقاط لُعَبِ أطفال في الحيمة بمحافظة صنعاء.

وقد فشل نظام الرياض في نشر الوباء بهذه الطرق لسببين الأول أن الشعبَ اليمني أصبح على مستوىً عالٍ من الوعي بمغازي وأهداف السعودية ومدرك أنها لا تسقط لليمنيين غير الموت، ولذلك فلم يقترب أي مواطن من تلك المواد.

أما السببُ الثاني:- فتمثل بتحَرّك سلطات صنعاء السريع بتشكيل لجان خَاصَّة مزودة بكافة وسائل الحماية من عدوى المرض لجمع تلك المواد والتخلص منها بطريقة آمنة.

فشلُ محاولات نظام الرياض في إدخَال وباء كورونا بالطرق السابقة دفعها إلى محاولة إدخَاله عبر منافذ المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرتها، حيث أفادت بعض التقارير بنقلها جنود سعوديين مصابين بالمرض إلى عدن، كما أن تفشي هذا الوباء في عدد من معسكرات المرتزِقة في ميدي وغيرها قد يدفع السعودية إلى استخدامهم كوسيلةٍ لإدخَال الوباء إلى المحافظات الجنوبية عن طريق إعادتهم إليها.

وهذا ما يجب أن يدركه كُـلّ الجنوبيين -مرتزِقة وأحراراً-، فاكتشافُ أول حالة إصابة مصابة في حضرموت ناقوسُ إنذار مبكِّر لهم، وعلى الجميع أن يعلم علم اليقين أن لا اعتماد على ما تسمى بحكومة الشرعية في منع إدخَال وباء كورونا إلى المحافظات الجنوبية، فهذا أمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، وما يعنيهم فقط هو العائد الذي يتقاضونه من السعودية والإمارات طوال السنوات الخمس، وعليهم أن يعلموا أَيْـضاً أنه إنْ وصل هذا الوباء إليهم فتستحيلُ السيطرة عليه في ظل هذه الظروف، فلا يوجد نظام صحي أَسَاساً ولا إمْكَانيات صحية متوفرة وحتى لو وجد كُـلُّ ذلك فعليهم أن يعتبروا من فشل دول كبرى تملك كُـلّ الإمْكَانيات والقدرات الحديثة في إحكام السيطرة على انتشار هذا الوباء؛ ولذلك فأبناء المحافظات الجنوبية هم المعنيون بالوقوف الجاد لمنع دول العدوان من إدخَال المرض عبر المطارات والموانئ والمنافذ البرية بالتحَرّك الفوري لكل الطرق لإغلاقها تماماً وعليهم أن يعلموا أنه لا سمح الله ونجحت دول العدوان في إدخَال الوباء إلى محافظاتهم فإنهم جميعاً سيكونون الضحية الأولى -مرتزِقة كانوا أَو أحراراً-، وأن يدرك مرتزِقةُ الجنوب أن المرض هذا لن يتجاوز بإذن الله محافظاتهم إلى المحافظات الشمالية؛ لأَنَّنا سنواجهُ دخولَه إلى محافظاتنا بنفس وتيرة مواجهتنا للعدوان، فلن نستسلم أَو نرضخ بل سننطلق متوكلين على الله ونقف بكل ما أوتينا من قوة وبمختلف الوسائل الممكنة بأيدينا لمنع وصول الوباء ما يعني أن الخطر سيقع على أبناء المحافظات الجنوبية وأنهم اليوم أصبحوا بين خيارين لا ثالث لهما:

1- البقاء على حالهم هذا دون أي تحَرّك جاد لمنع حدوث ذلك وانتظار الموت بهذا الوباء والاستسلام له ولدول تحالف العدوان فتكون عاقبة ذلك أن يموتوا على حالة الذل والخنوع التي هم عليها.

2- أن ينفضوا غُبار الذل والهوان من على ظهورهم ويخرجوا لإغلاق المنافذ ويجبروا دولَ العدوان على تنفيذ إرادتهم بكل الطرق الممكنة، فإن عجزوا فليس لهم إلا حملُ بنادقهم والتحَرّك لمواجهة الموت قبل وصوله بإجبار الغزاة على إغلاق المنافذ أَو إعلان الثورة ضدهم وخوض مسيرة الكفاح المسلح حتى طرد الغزاة واسترجاع قرارهم وحريتهم واستقلالهم وإرادتهم، ويكونوا واثقين أنهم إِنْ فعلوا ذلك فلن تبلغ تضحياتهم مقدار 10% من تضحياتهم في حالة استسلامهم لقوى الغزو المفروضة عليهم في الواقع وأن الموت الشريف خيرٌ ألف مرة من موت الذل والهوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com