الاتّصالات اليمنية.. الثابتُ الذي لم يتغير

 

نجم الدين الرفاعي

رغم الصعوباتِ التي عاناها قطاعُ الاتّصالات، هذا القطاع الحيوي طوالَ خمسة أعوام من عمر العدوان الشامل على اليمن الذي نال الاتّصالات منه نصيباً وافراً بتدمير كلي وجزئي لمئات المحطات والمواقع، وخسائر تُقدّر بمليارات الدولارات والحصار الخانق، تأتي تجهيزاتُ الاتّصالات على قائمة محظوراته للتأثير على خدماته وإفقاده توازنه وقدرته على الاستمرار في رسالته الوطنية ودوره الحيوي كلحقة اقتصادية مهمة، إلّا أن عطاءَ هذا القطاع لم يتوقف، فقد أثمرت جهودُ قيادتِه المسؤولة وكوادره الوطنية المؤهلة الذين نذروا أنفسَهم لخدمة اليمن في جبهة من أهمِّ الجبهات الخدمية والإنسانية الاجتماعية والاقتصادية في استمرار خدماته دون توقف، ليظلَّ اليمنُ كُـلّ اليمن متصلاً في الداخل من ميدي حجة إلى حوف المهرة ومن حزم الجوف إلى بريقة عدن وسقطرى.. ومع العالم الخارجي ظلت الاتّصالاتُ حلقةَ الوصل بين اليمنيين وذويهم في كُـلِّ دول العالم.. عطاء دون تمييز وتعامل مسؤول لم يلتفت لمحاولات العدوان تشطير هذا القطاع لتثبت الاتّصالاتُ بهذا التعاطي المسؤول أنها ركيزة وحدوية تستمد بقاءَها من اليمن الأرض والإنسان.

سيمفونية الوفاء المتبادل بين الاتّصالات وجمهورها يتعزّز مع كُـلِّ معاناة تعصفُ بشعبنا اليمني الذي يجد الاتّصالات بمبادراتها المجتمعية أول المسارعين لنجدته بما تملكه من قدرات، سواءً في مساعدة المحتاجين أَو رعاية النازحين أَو محاربة الأمراض والأوبئة ودعم الخزينة العامة بما يمكن الدولةِ من تقديم خدماتها..

هذا التحَرّكُ النابعُ من الشعور بالمسؤولية الدينية والإنسانية والوطنية نحو مجتمعنا الواسع باتساع اليمن، قابله المجتمعُ بوفاء وانتماء أكثر للاتّصالات لتغدو علاقةُ الشراكة مع المجتمع القوة التي تعزّز صمود الاتّصالات وصمام أمان لاستمرار خدماته.

كورونا كانت المحطة الأقرب التي ترجمت وفاء الاتّصالات لمجتمعها من خلال المبادرة التي رعاها وزيرُ الاتّصالات تحت شعار “التصدي لفيروس كورونا مسؤوليتنا جميعاً”، خصصت خلالها الاتّصالات اليمنية 500 مليون ريال لدعمِ جهود التصدي لفيروس كورنا، إضافةً إلى تبنيها ومن خلال شركات الهاتف النقال حملاتِ التوعية الصحية عبر رسائل الموبايل ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وسبقها مبادرات نجحت في إعادة الحياة لمصنعِ الغزل والنسيج ليكون باكورة إنتاجه الكمامات اللازمة للوقاية من كورونا وقافلة أدوية لمرضى حمى الضنك في محافظة الحديدة.

قائمة تطولُ من المبادرات المجتمعية التي يلمس أثرَها المواطنُ، وتترجم التزام هذا القطاع بمسؤوليته وتعزز شراكتها مع المجتمع نموذجاً مشرفاً نامل الاقتداءَ به للخروج باليمن من هذا الواقع والوصول به إلى برِّ الأمان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com