أوجاعُنا حين ثارت “حُسينيةً”
عبدالكريم محمد الوشلي
قالوا أرِقْتَ.. ومثلي حَظُّه الأَرَقُ
ما كان هَمِّيَ ما قالوا وما نطقوا
فالهَــمُّ إنْ طاف حولَ الأنجمِ احتشدت
فيه المزايا قناديلاً لها أَلَــقُ
وهو الفلاحُ، يقيناً، إذْ لواعِجُهُ
نحوَ “الحسينِ” تهادت والمدى عَبَقُ
فوحُ الهدى ذاك بابْنِ “البدرِ” فكرتُهُ
أضحت ملاذاً لأحرارٍ بها وثقوا
فيها “المَلازمُ” شلّالٌ روافدُهُ
تروي الحيارى بضوءٍ شاقَهُ الحَدَقُ
مِن وارِفِ الفكر، قرآنياً، انطلقتْ
راياتُ زحفِ الإبا تعلو وتأتلقُ
أنصارُ ربي مضَوا في ظِلِّها قَدَراً
يُردي العِدا، فهو مصدوقٌ وهم صُدُقُ
فالويلُ للكفرِ، كلُّ الويل، من مَلأٍ
المجدُ معشوقُهم، يا نِعمَ ما عشقوا
أوجاعُ أُمتِهم فيهم غدت شرراً
يُصلي الطغاةَ الأُلى في جُرمهم غرقوا
ثارت حُسينيةً أشواقُ نهضتِهم
ما زال في لفحِها “صهيونُ” يحترقُ
يذرو شذاها “أبو جبريلَ” معجزةً
قد أخمدتْ نارَ مَن سيفَ الخنا امتشقوا
داست على أنفِ سلمانٍ ومَن “شفطوا”
ضرعَ البهيمة.. ما رقُّوا وما رفقوا
بالنفط هاموا، فما زالت “مفاتنُهُ”
تحْدو أساطيلَهم قُدماً وقد طفِقوا
مستذئباً شرُّهم قتلاً هنا.. وهنا
هدماً، فلا لينَ يُثنيهم ولا.. حنقُ
إلا الذي مِن حُسينِ “البدرِ” مبدأُهُ
بذلُ الرجالِ الرجالِ.. الدَّم والعَرقُ
إلا المَسيرةُ، قرآنيةً، بَعثت
عزمَ الصناديدِ زرعاً ما بهِ حَبَقُ
إيمانُهم خُطَّ آياتٍ ومعجزةً
في عَصفِها “الحِلفُ” صدَّت عصفَه الورقُ!
فالمَأْدِبُ اليومَ يا “دونالدُ” راح سُدَىً
اذْرِفْ دموعاً.. فلا لحمٌ ولا مَــرَقُ