جمعة رجب عيد عظيم وذكرى تاريخيةٌ تعبّر عن رصيد اليمنيين المليء بالشهادات المحمدية

الناشطة الثقافية بشرى بدرالدين الحوثي في حوار خاص لصحيفة المسيرة:

 

مع إطلالةِ شهر رجب الحرام، هذا الشهرُ المبارك والعظيم، الذي ازداد عظمةً في تاريخ اليمنيين وذاكرتهم، شهر يحتفل فيه اليمنيون بوصول الإمام علي في أول جمعة منه، حاملاً معه النورَ والهدي المحمدي بأمر من رسول الله، الذي قال حينما كتب له الإمام علي -رضوانُ الله وسلامه عليه- بإسلام همدان في يوم واحد، فسجد حينها -صلواتُ ربي عليه وعلى آله- ثم رفع رأسه، وقال: السلامُ على همدان، السلامُ على همدان، السلامُ على همدان.

وإنه لمن الحكمة والوفاء أن نتوقّفَ عند هذه الذكرى بكلِّ حيثياتها ومواقفها وحسناتها وعظمتها ونحييها في قلوبِنا؛ كي تزهرَ إِيْمَاناً ومحبةً لهذا الدين ولنبيه العظيم.

وفي هذا السياق، أجرت صحيفةُ المسيرة حواراً مع الناشطةِ الثقافية الأستاذة بشرى بدر الدين الحوثي، والتي تحدّثت عن عظمةِ هذا الشهر وأهميّة إحياء هذه المناسبة.

وأكّـدت الأستاذة بشرى بدرالدين الحوثي، أن هذه المناسبةَ تُعدُّ امتداداً للشهادات المحمدية التي أولت ليمن الأنصار اهتماماً بالغاً جعلته مميزاً عن سائر الشعوب، مصداقاً لقول المصطفى -صلوات الله عليه وعلى آله-: (الإِيْمَان يمان والحكمة يمانية).

وأشارت إلى عددٍ من الجوانب المتعلقة بعيد رجب، وما لها من أهميّة في مواجهة الأعداء الساعين إلى تجريدِ الشعب اليمني من هُــوِيَّته الإِيْمَانية القيمة، متطرّقةً إلى عددٍ من القضايا ذات السياق نستعرضها في نصِّ الحوار التالي:

 

حاورتها: أمل المطهر

 

– بدايةً.. أستاذتنا الفاضلة هلّا شرحتم للقارئ الكريم عن جمعة رجب وفضلها؟

إن يومَ الجمعة، من كُـلِّ أسبوع يُعتبر عيداً للمسلمين، ويستحبُّ فيه الاهتمامُ بذكر الله؛ كونه يوماً فيه الأجر مضاعف من الله، فهو يوم مبارك.

وأوّلُ جمعة في رجب يعتمدها المؤمنون من أهل اليمن في إظهار النعمة من الله عليهم؛ لما لها من أهميّةٍ دينيةٍ في حياتهم -صلى الله عليه وآله وسلّم- فقد اجتمعت فيها سعادة الإِيْمَان والتقوى على أرقى مستوى، وبارك اللهُ لأهل اليمن الإِيْمَانَ والاستجابةَ لله ورسوله، حينما أتى علي -عليه السلامُ- يدعوهم إلى الإسلام، فاستجابوا لله وآمنوا برسولِه واحتشدوا في دينِ الله أفواجاً، وعمَّ الخيرُ لأهل اليمن في رجب تخلد الذكرى التاريخية بإحياء الرجبية، والذي كان لأهل اليمن السبقُ فيها للاستجابة لله بطريقة المسارعة والتصديق برسول الله -صلى اللهُ عليه وآله وسلم-، وما كان عليه أهلُ اليمن من التفاني مع الله ورسوله في نصرة الدين وحب علي -عليه السلامُ-، يعيد الذهنيةَ السليمةَ لتلك المواقف العالية والمشرفة عند رسول الله -صلى اللهُ عليه وآله وسلم- وعند علي -عليه السلامُ-، فكانت العباراتُ الخالدةُ من مدح رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم- وعلي -عليه السلامُ- دليلُ خيرٍ في هذه الأمة.

 

– هل لإحياء هذه الشعائر علاقة بعودة الشعب اليمني إلى هُــوِيَّته الإِيْمَانية وتمسكه بها؟

نعم فما يهمنا في هذه المناسبة، هي إعادةُ روح الهُــوِيَّة الإِيْمَانية إلى ساحتها الأصيلة، كما كانت هذه الأُمَّـة مصدر إِيْمَان وعز وكرامة عالية، وعلى الرغم من كُـلِّ ما حاول أعداءُ هذه الأُمَّـة من إبعادها عن هُــوِيَّتها، إلّا أننا وجدنا كم هذه الأُمَّـة عظيمة وشهمة لا ترضى الذلَّ والهوان في غالبها.

فما هو اليوم ظاهر من الجهاد والاستشهاد وقهر العدوّ والتنكيل به، لم يكن كُـلُّ ذلك من فراغ وإنما دليلٌ على ما تحمله هذه الأُمَّـة من إِيْمَان صادق بالله، والاهتمامُ بهذه المناسبة سيزيدنا وعياً وحفاظاً على هُــوِيَّتنا الإِيْمَانية ونبذ كُـلِّ الرذائل الدخيلة على مجتمعنا؛ لذلك يهمُّنا أن نحثَّ عليها ونحييها.

 

– هل تجدون أن الجانب الثقافي يؤدي دورَه المناط به في جانب التعريف بهذه المناسبة؟

في المراحلِ السابقة، كانت مسألةُ التوعية الإِيْمَانية معدومةً حول أهميّة الرجبية والارتباط الديني؛ ولذلك حصل التراجعُ عن المناسبة هذه ونسيان الدور المنوط بها وبشكل ملحوظ.

وحلَّ محلَّ ذلك مناسباتٌ ليس لها دورُ المصلح في هذه الأُمَّـة، واليوم وبفضل الله تعالى وفضل المخلصين لدين الله، انتقلنا نقلةً لا بأسَ بها حول التنبيه لها، ولكن لا زلنا بحاجةٍ ماسة إلى إيصال التعريف بها لكثير من شبابنا وشاباتنا.

 

– برأيكم هل يؤثر إحياء مثل هذه المناسبات على العدوّ، وما الرسائلُ التي يوصلها؟

نعم، هذه المناسبةُ تربطنا بمن أرعبوا أهلَ الكفر، بعلي -عليه السلامُ- وبالأنصار الذين نصروا رسولَ الله -صلى الله عليه وآله وسلّم-، والمكسب الإِيْمَاني الذي هو السلاحُ الأشدُّ فتكاً بأعداء الله.

وذلك ما لا يريده أعداؤنا وما لا يرضيهم تمسكنا بذكرى الرجبية، أَو حتى المناسبات الدينية بشكل عام، وكلُّ ذلك يشكل من الأعداء سخطاً عاماً ومحاولة بكلِّ وسيلة لإبعاد الناس عن أي دليل يُحيي فيهم روحَ المسؤولية والروحية الإِيْمَانية الجهادية؛ لكي تبقى هذه الأُمَّـةُ ذليلةً يتمكن منها عدوُّها ويذلها ويقهرها.

 

– كلمة أخيرة ولمن توجّـهونها؟

أبارك لكلَّ المجاهدين، وعلى رأسهم قائدُ المسيرة القرآنية، ولكلِّ الأخوات المجاهدات هذه المناسبةَ، وكلّ عام والمسلمون من نصرٍ إلى نصر، وأرجو من الله أن يباركَ للجميع في مستهل الذكر لله في هذه الأشهر المباركة، والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com