اعرِفْ أعداءَ الله من كلام الله

الحمزة إسحاق

كثيرٌ من المحايدين والمضلَّلين بإعلام الباطل، من يقيّم الأحداثَ حوله قائلاً: “كلهم كذابين ما بيتحَرّكوا إلا لمصالحهم”.

فهل نصدق هذا الكلام، أم كلام العليم الخبير الذي قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، يقول الله بأن هنالك صادقين، فإن لم نعرفهم فلا يعني ذلك قصوراً في كلام الله سبحانه، بل قصور لدينا في تقوى الله؛ ولذا أتت (اتَّقُوا اللَّهَ) قبل (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

  • تقوى الله فرقان للإنسان بين الحق والباطل، هي ما ستجعله يفرّق بين الصادقين والكاذبين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا)، التقوى هي ثمرة للإيمان الواعي الصادق المتجسد في الانطلاق قولاً وعملاً في كُـلّ توجيهات الله، وهو ما يحصن من الافتتان بين الحق والباطل، وهي سُنة إلهية: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
  • القرآن (رحمة للعالمين)، نزل ليهدي الناس لا ليشوش عليهم، لكنهم يفتنون أنفسهم بقدر بعدهم عنه، أو قدر استجابتهم المحدودة لما انسجم منه مع مصالحهم الدنيوية وإهمال ما تعارض معها، كحال من آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض، أما من ينطلق بإخلاص للاهتداء وتبديد اللبس عبر القرآن، سيجده لا يدع له مجالاً للشك في معرفة حامل الصدق ممن يدعيه.

 

اليهود والنصارى والمنافقون:

  • (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، اليهود والمشركون بمن فيهم الذين يؤلهون المسيحَ –نصارى اليوم-، هم أشد الناس عداوة لنا، نعم، ليسوا الشيعة.
  • (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، من يتولَّ اليهود والنصارى هو منهم ليس منا، من فئة “الظالمين” لا “الصادقين”.

فمن يتولاهم اليوم من أمتنا؟ هل محور المقاومة؟

هل أنصار الله في اليمن وهم من يقاتلون أمريكا ووكلاءها، ويُقصَفون بطائراتها وقنابلها ليل نهار، وهم من أشادت بمواقفهم قيادات من المقاومة الفلسطينية حين خرجوا في عموم المحافظات رفضاً لصفقة ترامب؟

هل حزب الله في لبنان، وهو من قدم خيرة شهدائه في تحريرها من الصهاينة، وقد كان وصل الاحتلال لبيروت؟

هل الحشد الشعبي في العراق وأمريكا من قتلت للتو ثاني أكبر قائد له، وهو من طرد موظفي سفارتها ببغداد، وهو في المترس الأمامي في معركة طرد قواتها من العراق؟

هل إيران، وهي من يشهد لها دائماً قادة المقاومة الفلسطينية بأنفسهم بأنها الداعم الأول لهم بالسلاح والمال، من قتلت أمريكا أكبرَ قادتها العسكريين مؤخراً؟

أم هو المحور الذي يقوده أعراب الخليج من يتولى اليهود والنصارى؟، أم أن السعودية من أعلن وزيرُ خارجيتها العدوانَ على اليمن من داخل واشنطن؟، أم الإمارات والبحرين وعمان من حضر سفراؤهم صفقةَ ترامب إقراراً ببيع القضية الفلسطينية؟، أم الأردن ومصر وغيرهم ممن لم يرفضوا أَو يدينوا الصفقةَ بل وأطلقوا مواقفاً لصالحها؟!.

  • (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)، أي ليسوا حصراً من “يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر”، كما ثُقفنا في المدارس، فالتعريف الإلهي معيار وافٍ لكلِّ مؤمنٍ بكتاب الله، ومَن اليوم الذين يتخذون اليهود والنصارى أولياء بغية العزة؟

من هم الذين يتمنن عليهم ترامب كُـلَّ فينة وأُخرى، بحمايتهم والحفاظ على عزتهم، وأنهم بلاه يسقطون في أيام؟

  • (هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ)، أليست السعودية من ظهر أحد ضباطها في اتصال فيديو حميمي مع نتنياهو، من تم تكريمه في أراضي الاحتلال من ضابط صهيوني، من ظهر وهو يغني بالعبرية نشيداً صهيونياً، من قال “أحب إسرائيل”؟!.
  • (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، من الذي صلى رئيس رابطته الإسلامية على موتى “محرقة اليهود” تودداً لهم؟، من الذي استضاف الصهاينةَ في جولة سياحية في بلد الحرمين؟، من الذي أدخل الصهيوني لمسجد رسول الله وتصور معه وملامح الود تتلألأ بين ثنايا بسمته؟
  • (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، صنف الله المنافقين كعدو، حذر رسوله منهم، توعد بقتالهم.
  • (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)، فهل نكون في صف المنافقين مع الكفار أم في صف الله ونبيه؟

 

الحل القرآني – الوحدة الإيمانية:

  • (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)، بأن نعتصمَ بحبل الله وننطلق في الموالاة والمعاداة وفقاً للأسس القرآنية، يتكفل الله بمؤاخاتنا والتأليف بين قلوبنا مهما بلغت خلافاتنا.

أن نعاديَ من صنفهم الله أعداءً له ولنا، نقاتل المعتدين من اليهود والنصارى، نواجه المنافقين المعتدين المنفذين لأجنداتهما، ونتحالف ونتكاتف مع كُـلّ من يقاتلونهم من أبناء أمتنا.

  • (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، ثمرة أُخرى بعد تجلية الصادقين أمامنا إن اتقينا الله حقَّ تقاته، تمكننا أن نتوحد ونتحَرّك كافةً على كتاب الله لقتالِ المشركين الذين يقاتلوننا كافة، فيكون اللهُ معنا حتى يحقّق لنا نصرَه كأمة على أعدائنا.

(الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com