من قلب اليمن.. لبيكِ يا قُدس

 

نوال أحمد

انطلاقاً من الهُــوِيَّة الإيمانية، والثقافة القرآنية، والمسؤولية الدينية والأخلاقية، والانتماء الإسلامي الأصيل، خرج الشعبُ اليمانيُّ بكلِّ طوائفه إلى الساحات في مسيرات غاضبة؛ رفضاً للصفقة الترمبية الخاسرة، وكذلك تنديداً واستنكاراً لتواطؤ الحكّام من يسمون بالعرب من أولئك المطبعين، ولما يقومون به من خيانة ومؤامرات وبيع للقضية الفلسطينية.

الشعبُ اليمنيُّ الحُرُّ يقف وقفةَ إيمان وصدق ووفاء إلى جانب الشعب الفلسطيني، يقف الشعبُ اليمنيُّ رجاله ونساؤه بصمود وتحدٍّ رغم كُـلِّ الجروح والآلام، ويتعالون على كُـلِّ الجراح ليبعثوا بجرعات معنوية عالية لإخوانهم في فلسطين، في رسالة يمانية أننا مع أهلنا في فلسطين، رجالنا مع رجالكم، ونساؤنا مع نسائكم، وقضيتكم قضيتنا، مسيرات يمانية غاضبة جاءت للإعلان عن رفض الشعب اليمني رفضاً قاطعاً لصفقة ترمب المشؤومة.

الشعب اليمني بكلِّ طوائفه، رجالاً ونساءً وأطفالاً رغماً عن المعاناة، ورغماً عن العدوان والحصار والمظلومية التي تطالهم من تحالف الشر الإجرامي العبري، وبقلوبٍ ملؤها الإيمانُ والثبات، وبأرواح تتنفس عبقَ الحرية، ونفوس أبية تحمل الكرامةَ والحميةَ، خرج أحرار وحرائر اليمن وملأوا ساحات العزة والإباء، ووقفوا وقفة التحدي، وهم على أعلى قدرٍ من الوعي والجاهزية لمواجهة الصهاينة وللدفاع عن القدس بالأرواح والدماء، معلنين براءَتهم من أعداء الله ورسوله وأعداء الإنسانية اليهود الغاصبين، وممن يتآمر معهم من العُمَـلَاء والمنافقين المفرّطين في قضايا الإسلام والمسلمين.

نعم.. إن الجرحَ في فلسطين، لكن نزفهُ فينا، يقول اليمنيّون، اليمنيون الأحرار من لهم السبقُ في حمل رايات الجهاد، والدفاع عن قضايا الأُمَّـة، يعلنونها من يمن الإيمان صرخةً مدويةً لن تضيع فلسطين، ولن نفـرّطَ في القضية ولن نقبل بصفقة ترمب المشؤومة، ولبيك يا قدس قالوها بالفعل قبل القول والواقع يشهد.

ولأن قضيةَ فلسطين هي قضيةُ كُـلّ المسلمين؛ ولأنها القضية الأَسَاسية والمركزية لكلِّ أبناء وأحرار هذه الأُمَّـة، فإن الشعبَ اليمني العزيز المقاوم، شعب الإيمان والحكمة، هو الذي يكون في طليعة الشعوب ويحل المقام الأول في الوقوف بإيمان وصدق وعزم أمام أية تحديات أَو اعتداءات غربية أمريكية صهيونية تهدّد إسلامنا أو تمس مقدساتنا، فإبرازُ مثل هكذا مواقف شجاعة وفعلية في الميدان مناصرةً للشعب الفلسطيني؛ ولكون الشعب اليمني جزءا لا يتجزأ من هذه الأُمَّـة الإسلامية التي يتآمر عليها الغربيون، فإنه يعلنها اليومَ ليس بالأقوال فقط، وإنما بالأفعال، ويؤكّـد وقوفَه مع الشعب الفلسطيني ومواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني والتصدي له بكلِّ ما أُوتي من قوة، مبدياً استعدادَه للقتال مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الصهاينة، كما أكّـدها قائدُ مسيرتهم القرآنية الجهادية السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه اللهُ-.

ومن هنا يؤكّـد أحرارُ اليمن أنهم مع أحرار العالم يحملون قضيةً واحدة، يقفون في موقف واحد، يقاتلون في صف واحد كالبنيان المرصوص من يمن الإيمان إلى فلسطين العروبة، الدم واحد والمصير واحد، وفي مسيرة قرآنية جهادية، سيواصل المجاهدون شقَّ الطريق من اليمن إلى فلسطين، وبالبندقية اليمانية الإيمانية ستُفتح القدس، وتتحرّر فلسطين بإرادة المؤمنين الممتدة من إرادة الله القوي العزيز، وسيلتقي الأحرارُ في فلسطين ويدخلون المسجدَ الأقصى فاتحين، ويصلون فيه صلاةَ الصبح، مكبرين وفوق العدوّ قاهرين ومنتصرين، وإننا مع الله نراه قريباً، وها قد جاء وعدُ الآخرة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com