مستشفى الثورة بصنعاء يستأنف عمليات زراعة الكلى بعد توقّف دام 5 سنوات

عددُ مرضى الفشل الكلوي في اليمن يصلُ إلى أكثر من سبعة آلاف جميعُهم يحتاجون للغسل

في مستشفى الثورة يتمُّ الغسيلُ ما بين 200 إلى 240 غسلة على مدار الساعة

في الأيّام القادمة سنجري عمليتي زرع كلى في الأسبوع ولاحقاً أربع عمليات

30 ألف شخص يرتادون المستشفى يومياً ويغادرُ المستشفى 150 مريضاً كانوا مرقدين ليدخل بدلهم عددٌ مماثل

600 مريض مرقدون في المستشفى الذي يوجد فيه 980 سريراً

الدكتور عبداللطيف أبو طالب -رئيس هيئة مستشفى الثورة- في تصريحٍ خاصٍّ لصحيفة “المسيرة”:

فريقٌ مكوّنٌ من 40 طبيباً وفنياً وممرضاً يجرون أسبوعياً عمليات زراعة كلى داخل المستشفى

تنفيذاً لتوجيهات الرئيس المشّاط للتخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي في عموم المحافظات اليمنية:

تقرير| أيمن قائد:

في إنجَازٍ طبيٍّ لا يقل شأناً عن الإنجَازات الأُخرى في مواجهة العدوان، استأنفت هيئةُ مستشفى الثورة العام بالعاصمة صنعاء، العمليات الجراحية لزراعة الكلى مطلع شهر نوفمبر الجاري، بعد توقّفٍ دام خمس سنوات؛ نتيجةَ العدوان والحصار السعودي الأمريكي الإماراتي على اليمن أرضاً وإنساناً.

ويُشكّل هذا النجاحُ الكبيرُ الذي يأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس مهدي المشّاط –رئيس المجلس السياسي الأعلى-؛ من أجل التخفيف من معاناة المرضى في ظلِّ استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي، قفزةً نوعيةً في قطاع الطبِّ باليمن؛ لما من شأنه التخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي الذي يُقدّر عددُهم بعشرات الآلاف، عجزت مراكزُ الغسيل الموزعة في عموم المحافظات عن توفير الخدمات لهم بصورة مستمرّة جرّاء انعدام الأدوية والمحاليل ورفض تحالف العدوان المسيطر على كُـلِّ المنافذ البرية والبحرية والجوية دخولَه، ناهيك عن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي بوجه المرضى ومنهم مرضى الفشل الكلوي، ما سبّب وفاة المئات منهم.

 

خطواتٌ عمليةٌ لنجاح عملية زراعة الكلى:

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتورُ عبداللطيف أبو طالب -رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بالعاصمة صنعاء-، أنهم ومنذُ عدّة أشهر يهيؤون استئنافَ العمل في إجراء عمليات زراعة الكلى بعد توقّف دام 5 سنوات؛ نتيجةَ العدوان والحصار.

وأكّـد الدكتور أبو طالب في تصريحٍ خاصٍّ لصحيفة المسيرة أنّه ‘‘تمَّ تأهيلُ مختبر التطابق وغرف العمليات وتأهيل العناية المركزة وتجميع الكادر اليمني الخالص الذي لا تشوبه أيّةُ شائبة، وهذا تطلب أشهراً قبل العملية، حَيْــثُ تم بعد ذلك تحضيرُ المرضى المحتاجين زراعة الكلى، وجمعنا الفريقَ وتم استدعاءُ وزير الصحة لحضور الاجتماع مع الفريق قبل البدء في العمليات الجراحية’’.

وأضاف رئيس مستشفى الثورة: “نحن في ظرفٍ استثنائيٍّ ويجب أن يتحَرّكَ الجميعُ ويجب أن نعملَ على قدم وساق ونتكاتف من أجل الوطن؛ كونه لا يوجد طريقة لخروج مرضى الفشل الكلوي إلى الخارج؛ نتيجةً لإغلاق المطار والحصار الجائر على بلدنا من قبل تحالف العدوان، وهذا هو الذي دفع بنا للقيام بهذا العمل”، مؤكّـداً تفاعلَ الفريق المكوّن من 40 شخصاً من فنيين وأطباء وممرضين وغيرهم.

وأشَارَ أبو طالب إلى أنَّ معاناةَ هؤلاء الشريحة من الناس المصابين بالفشل الكلوي، هو من دفع قيادة وزارة الصحة وإدارة المستشفى إلى إعادة بناء وتأهيل كُـلِّ الأشياء لإجراء عمليات زراعة الكلى، مبيناً ‘‘أنه تم البدءُ بالإعلان وقد جاء المرضى وأدخلت أول عملية وكانت الظروفُ مناسبةً ومهيأةً لذلك بفضل الله’’، موضحاً أنَّ أولَ عملية زراعة كلى أُجريت في 9 نوفمبر، والحمدُ لله تكلّلت العمليةُ بالنجاح بنسبة 100%، وهاذان الأخوان الشقيقان المتبرع والمتلقي تمَّ خروجُهم بعد أسبوع من إجراء العملية بنجاح.

وكشف رئيسُ هيئة مستشفى الثورة أنَّ ‘‘كوادرَ المستشفى بصدد إجراء عملية جراحية لزراعة الكلى أسبوعياً كُـلَّ يوم سبت إن شاء اللهُ، وفي الأيّام القادمة عندما تبدأ العجلة بالدوران سيتم زيادةُ عدد الزراعات إلى سبت وثلاثاء أَو سبت وأربعاء، أي بمعدل عمليتين زراعيتين في كُـلِّ أسبوع’’، مضيفاً: “بعد ذلك نحن مقبلون ومتفائلون بأن تتحسّن الظروفُ بشكلٍ مناسبٍ إلى أن نزيد من زراعة الكلى، حتى نصل في الأسبوع إلى إجراء أربع عمليات إن شاء اللهُ”، مبيناً أن عددَ مرضى الفشل الكلوي في اليمن يصلُ إلى أكثر من سبعة آلاف، وفي مستشفى الثورة يتم الغسيلُ ما بين 200 إلى 240 غسلة على مدار الساعة.

 

توجيهاتُ ومتابعةُ الرئيس المشّاط عاملٌ رئيسيٌّ:

وفيما يتعلّق بالجانب المادي في زراعة الكلى بمستشفى الثورة والدعم الذي يتلقاه، لفت الدكتور أبو طالب إلى أنَّ وزارةَ الصحة ممثّلةً بالدكتور الوزير طه المتوكل، وعد بالبحث عن السُبُل الكفيلة لدعم هذه العمليات والفريق بصورة مستمرّة، وقد قامت الصحّةُ بتزويد المستشفى بالأدوية المخفضة للمناعة، وتعتبر ركناً أَسَاسياً ومهمّاً في زراعة الكلى، ولا نخفي أنَّ منظّمةَ الصحة العالمية أدخلت هذه الأدوية وهي ليست فقط للكلى فحسب، بل للأمراض المناعية بشكل عام، موضحاً أن كلفةَ إجراء عملية زراعة الكلى في مستشفى الثورة مقارنةً بالخارج أَو في مستشفى خاص بالداخل، فلا يوجد وجه للمقارنة، حَيْــثُ إن العمليةَ في مستشفى الثورة تُكلّف مبلغاً رمزياً لا يصل إلى خمسة في المئة فيما لو أجريت بالخارج.

وبيّن رئيسُ مستشفى الثورة في تصريحه للصحيفة أنَّ الدافعَ الكبيرَ للعودة في إجراء عمليات زراعة الكلى، هو توجيهاتُ القيادة السياسية ممثّلةً بالرئيس مهدي المشّاط؛ من أجل التخفيف من معاناة المواطنين؛ وتلبيةً للشعار الذي أطلقه الرئيسُ الشهيد صالح الصماد “يد تحمي ويد تبني”، بالإضافة إلى أن استمرارَ العدوان والضغطَ على الهيئة وعلى مراكز الفشل الكلوي في الجمهورية اليمنية وما يعانيه الشعبُ اليمنيُّ جرّاءَ الحصار، هو الذي دفعنا إلى أن نبذل قصار جهدنا لإعادة البنية التحتية لهذه المراكز والعمل على استئناف زراعة الكلى من جديد، لافتاً إلى أن هيئةَ مستشفى الثورة قبل خمس سنوات قامت بزراعة 163 كلية على مدى عامين ولكنها توقفت؛ بسبَبِ العدوان حتى تم استئنافُها في 9 نوفمبر الجاري.

ولفت الدكتور أبو طالب إلى الصعوبات التي يواجهها القطاعُ الصحيُّ في اليمن خلال المرحلة الراهنة والمتمثّلة في عدم توفير الأدوية والمستلزمات الطبية وقطع غيار بعض الأجهزة الطبية جرّاء العدوان والحصار الدوائي والغذائي، مضيفاً: “ولكن نحاول توفيرَ المطلوب، فنأخذ من قسم جزءاً؛ من أجل أن ندفع لقسمٍ آخرَ؛ بسبَبِ عدم وجود موازنة”، مبيناً أن عددَ مرتادي المستشفى من مرضى ومرافقين ومراجعين ومتدربين يصلُ إلى أكثر من 30 ألف شخص كُـلَّ 24 ساعة، موضحاً أن هناك حوالي 600 مريض مرقدين في المستشفى الذي يوجد فيه 980 سريراً، حَيْــثُ يغادر المستشفى 150 مريضاً كان مرقداً ويدخل 150 يومياً.

 

إغلاقُ مطار صنعاء يفاقم معاناة المرضى:

وفيما يتعلّق بحصار العدوان في إغلاق مطار صنعاء الدولي يقول أبو طالب: “إغلاقُ المطار شيءٌ كبيرٌ أثّر علينا تأثيراً قوياً جِـدًّا خَاصَّة أن المرضى الذي يعانون معاناةً شديدةً تزداد عددُ الوفيات؛ بسبَبِ مرضهم المستعصي، مما يزداد عدد الوفيات في المستشفيات وَأَيْـضاً قلة الأدوية وعدم توفرها، وكلُّها مشاكل نعاني منها نتيجةً للحصار”.

ووجّه رئيسُ هيئة مستشفى الثورة رسالته للعدوان قائلاً: “نحنُ في أوج قوتنا في العطاء ونواكب انتصارات القوة الصاروخية والطيران المسيّر؛ لأنَّ هذا العدوان والمعاناة في ظلِّه تعلمنا الكثير والكثير ولن يثنيَنا هذا الحصارُ أبَداً مهما كان، ولن يفنيَنا العدوانُ وسنظلُّ جبهة رئيسية إلى جانب الجبهة العسكرية، وسنظلُّ جبهةً صحيةً”.

ونوّه الدكتور أبو طالب بأنه لم يصل إلى المستشفى أيُّ جهاز منذ خمس سنوات، وإنما قام الخبراء بتأليف قطع تلفزيون وأشعة، وقاموا بالإصلاحات حتى تم التشغيلُ بدلا عن الإتلاف، وهناك أناسٌ مخلصون كُثُر مع هذا الوطن، كما أننا نعملُ جاهدين على توفير الخدمات لكُـلّ المواطنين في اليمن، وقد تجاوزنا الصعابَ بفضل الله، ونهتم اهتماماً كبيراً بالجرحى وأسر الشهداء والمرابطين والمعدمين وغيرهم، وكلُّ هذه الخدمات تُقدّمها هيئةُ المستشفى على مدار اليوم والليلة والساعة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com