قرارُ المصالحة الوطنية صائب وأعضاؤه من خيرة رجال اليمن وسنقوم بدورنا لتوحيد الصف جنوباً وشمالاً لطرد الغزاة

ما يحدث في محافظة شبوة هو صراعُ نفوذ بين الإمارات والسعودية وبتنفيذ أدواتهما

تحالف العدوان يعلم أنه سيرحل من اليمن بجهود الشرفاء؛ ولهذا سعى لإشعال الفتن في الجنوب لخلق ثأرات تديم الاقتتال في المستقبل

العدوانُ يلهثُ وراء ثروات وموارد اليمن البحرية والنفطية ويستخدم عناوينَ زائفة لتبرير دخوله اليمن

قبائل شبوة هزمت الاحتلال الإماراتي ويجب أن تتحرك لطرد نظيره السعودي

نسعى لتأسيس مجلس إنقاذ جنوبي وطني هدفُه لَـمُّ الشمل ونبذ الفُرقة وتوجيه البوصلة لمقاومة العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي

الشيخ علي بن منصر بن حصيان الحارثي -أحد مشايخ شبوة- في حوار خاص للمسيرة:

بعدَ تجلِّي الحقائق للكثيرين ممَّن كانوا مخدوعين بعناوين العدوان الزائفة، بات الوعيُ اليماني يتنامى وتتضاعفُ جهودُ مناهضة الاحتلال الإماراتي السعودي.

وبعد الاقتتال بين مرتزِقة العدوان ضمن تسابق النفوذ بين الرياض وأبو ظبي، كان للمشايخ الأبية من المحافظات اليمنية الجنوبية مواقفُ مشرفةٌ كسرت شوكةَ الاحتلال الإماراتي، وتسعى جاهدةً لتمريغ أنف الاحتلال السعودي التراب.

وفي هذا الصدد أجرت صحيفة المسيرة حواراً صحفياً مع الشيخ علي بن منصر بن حصيان الحارثي -أحد مشايخ قبيلة بلحارث، بمحافظة شبوة، مديرية عسيلان- وهو من المشايخ المناهضين العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، والذي أكّـد وجودَ توجّـه شعبي تقودُه القبائلُ الأبية المناهِضة للعدوان؛ لطرد الغزاة والمحتلّين من كامل الأراضي اليمنية.

كما أكّـد الشيخ الحارثي أن المصالحةَ الوطنية كفيلةٌ بإفشال كُـلّ مؤامرات العدوان، مستعرضاً جملةً من القضايا نستعرضها في نص الحوار:

حاوره: نوح جلاس

– بدايةً شيخ علي نريدُ تعريفَ القراء بكم؟

أنا الشيخ علي بن منصر بن حصيان الحارثي -أحد مشايخ قبيلة بلحارث، بمحافظة شبوة، مديرية عسيلان- وقفتُ مع أبناء منطقتي وقبيلتي الشرفاء والوطنيين المناهِضين للعدوانِ السعودي الإماراتي على اليمن، والذي رفضنا بدورنا الإغراءاتِ الماديةَ والمناصبَ الزائفةَ التي حاولت جَرَّنا من أجل الاصطفاف إلى جانب ما يسمى بالشرعية والعدوان السعودي الإماراتي.

 

– كيف تصفُ ما يحدُثُ في شبوة؟

ما يحدُثُ في محافظة شبوة هو صراعٌ بين مرتزِقة وأدوات الإمارات والسعودية، ومع الأسف أن المتقاتلين هم يمنيون يتقاتلون ويسفكون دماء بعضهم البعض بالأجر اليومي أَو الشهري إن وُجد وتم صرفُه من قبل أدوات العدوان.

وقد بذلنا جهداً إلى جانب الشرفاء من أبناء المحافظة؛ للحد من الاقتتال وسفك الدماء بين أبناء المحافظة؛ كون تحالف العدوان السعودي الإماراتي سيرحل من الوطن ويُطرَدُ بجهود أبناء الوطن الشرفاء، كما لا ننسى أن أحد أهداف العدوان هو إبقاءُ الثأر والتناحُرِ بين أبناء المحافظة.

 

– ما الذي يريدُه تحالُفُ العدوان من شبوة؟

الذي يريدُه تحالفُ العدوان من شبوة واليمن بشكل عام هو الهيمنةُ والسيطرةُ على ثروات المحافظة النفطية والغازية والسمكية والثروات المعدنية بكافة أشكالها وأنواعها، بالإضافة إلى السيطرة على سواحل وموانئ المحافظة الممتدة على ساحل بحر العرب، ومن أشهرها ميناء بلحاف والذي كان يسمى ميناء (قنا) ومنطلقاً لتجارة طريق الحرير في الماضي.

والذي سمعنا في هذه السنوات عن إحياء مشروع تجارة طريق الحرير، والتسابق والتنافس محمومٌ من قبل دول العدوان؛ للهيمنة والسيطرة عليه، وبالنسبة لموقف قبائل وأبناء محافظة شبوة من الصراع، فهو منقسمٌ على نفسه؛ بحكم ما يعانيه الناس في هذه السنوات العِجاف من عَوَزٍ مادي؛ نتيجة للعدوان والحصار.

وانضمت مجاميعُ كثيرهٌ تحت عباءة تحالف العدوان السعودي الإماراتي، تحت مسميات وانتماءات حزبية، ولكن ما حصل في الأسابيع الماضية القريبة، من صراع واقتتال بين مرتزِقة العدوان، الغالبيةُ العظمى من أبناء القبائل بمحافظة شبوة، رفضت السيطرة على المحافظة من قبل الاحتلال الإماراتي ومرتزِقته، والمتمثلين بما يسمى المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية.

وهذا الرفض والاصطفافُ هو لأسباب عديدة، وعلى أَسَاس هذه الأسباب يتم استذكارُ ما حصل في أحداث يناير عام 1986م وكذا حرب عام 1994م وهذا يعتبر ثأراً مناطقياً، ما جعل الغالبيةَ من أبناء شبوة يقفون صفاً واحداً في مواجهة الإماراتيين وعملائهم، بالإضافة إلى تدفق الدعم البشري والعسكري من مرتزِقة السعودية من أبناء محافظة مأرب والجوف، وتم هزيمةُ الإماراتيين ومن معهم، وانتصار شبوة وأبنائها، ولكن تحت السيطرة والاحتلال السعودي، وهذا ما يجب على أبناء المحافظة مقاومتُه وطردُه.

 

– بصفتكم من مشايخ محافظة شبوة ما هي خطط قبائل المحافظة لإنقاذ شبوة من صراع الأطماع الذي تريده السعودية والإمارات؟

أولاً ندعو كافةَ قبائل وأبناء محافظة شبوة للتصالح والتسامح ونبذِ الفُرقة وتوحيدِ الرأي ولَمِّ الشمل فيما بينهم، وعدمِ الاقتتال وسفكِ دماء بعضهم البعض لصالح أطماع تحالف العدوان السعودي الإماراتي وتقاسمه النفوذ في المحافظات الجنوبية، والوقوفِ صفاً واحداً لمواجهة ومقاومة وطرد الاحتلال.

وبالنسبة لخططنا نحن وكل الشرفاء نخطط لاستقطاب كافة شباب أبناء المحافظة كقوات شعبيّة، تحت مظلة مكون يسمى أنصار الله الجنوبي، ينضوي ضمن مكونات مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي الذي بدأنا للتحضير له وسيتم الإعلان عنه قريباً.

وهذه القوات الشعبيّة هي للحفاظ على ثروات المحافظة وعلى أمنها واستقرارها ومقاومة الغزو السعودي الإماراتي، وطردهم من كُـلّ شبر في المحافظات الجنوبية، ومن المعيب علينا وعلى كافة أبناء المحافظات الجنوبية بشكل عام، عدم مقاومة الاحتلال وطرده، والتاريخ لن يرحم.

 

– هل ممكن أن تعطونا نبذة عن مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي الذي أنتم من مؤسّسيه وما هي أهدافه؟

مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي هو مجلس لا يزال تحت التأسيس، وسيتم إشهاره والإعلان عنه، وهو يضم مكوناتٍ لها وجودٌ فعلي في الميدان الشعبي، بالإضافةِ إلى شخصيات وقامات وطنية، وشخصيات سياسية وعسكرية واجتماعية ومن كُـلّ أبناء المحافظات الجنوبية الشرفاء.

 

– ما هي أهدافُ مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي؟

من أهداف مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي بالدرجة الأولى رفضُ وجود الاحتلال السعودي الإماراتي ومقاومتُه وطردُه بكل الوسائل المتاحة والممكنة، ورفضُ استقطاع أيِّ جزءٍ من الأرض أو إقامة أية مشاريعَ للاحتلال السعودي الإماراتي.

كما يدعو المجلس للتحاور والتشاور والشراكة مع الجميع، ورفض الانفراد والإقصاء لأي طرف أَو مكون سياسي أَو اجتماعي من أبناء المحافظات الجنوب خاصةً واليمن عامة.

 

– كيف تنظرون إلى قرار المصالحة الوطنية الذي أصدره رئيسُ المجلس السياسي الأعلى مهدي المشّاط؟

قرارُ الرئيس المشّاط بخصوص المصالحة الوطنية، وتشكيل لجنة من أخيار رجالات اليمن، نعتبره قراراً حكيماً وصائباً وفي الوقت المناسب، ونؤيد ونباركُ مثلَ هذه الخطوات الصائبة، وندعو تفعيلها وتوسيعِها؛ لتشمل كافة المحافظات اليمنية، مع العلم والتأكيد أن من ضمن أهداف مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي، المصالحةَ والتسامحَ ونبذَ الفُرقة وعدمَ الإقصاء، والوطنُ يتسعُ للجميع.

 

– هل من رسالة تودون إيصالها للأطراف في الداخل والخارج؟

رسالتي أولاً للداخل وهي أننا نمد أيدينا للتفاوض مع الجميع في الداخل اليمني، كما أقول للأطراف في الخارج: إن مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي يدعو إلى سُرعة وقف العدوان ورفع الحصار الظالم والجائر وفتح المطارات والموانئ والسماح بتدفق السلع وتنقّل أفراد الشعب اليمني بحرية وبدون قيود، والدعوة لمفاوضات إقليمية ومحلية.

كما أوَدُّ التنويهَ إلى أنه سيتمُّ تحديدُ كافة الأهداف والاتّجاهات لهذا المجلس ورؤيته للحل السياسي الشامل في اليمن جنوبه وشماله في وقت لاحق وقريب، وذلك عند الدعوة لحضور المؤتمر التأسيسي وانتخاب الجمعية الوطنية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com