عالمٌ تحجّرت فيه الإنسانية .. بقلم/ نوال أحــمــد

للعام الخامس على التوالي وَدماء اليمنيين تنزف في اليمن.

شعبٌ عربي مسلم يُباد يُقتَل بالغارات، يموتُ جوعاً ومرضاً جراء الحصار، شعبٌ يُذبح من الوريد إلى الوريد، في غياب تام للإنسانية وتحجرها.

على مدار خمسة أعوام والعدوان والحصار مستمر على اليمن أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة ومنظماتها التي تتغاضى عن هذا الإجرام وما يصنعه العدوان من جرائم إبادة بحق اليمنيين مما يثبت لنا أنها مجرد غطاء للعدو السعوأمريكي ليمارس توحشه وعدوانه واستمرارية ارتكابه لمثل هكذا جرائم لا إنسانية وَلا أخلاقية بحق الشعب اليمني المظلوم.

مجزرة سوق آل ثابت بمديرية قطابر والتي راح ضحاياها 40 ما بين شهيد وجريح بينهم أطفال كانوا متواجدين داخل السوق المستهدف، جريمة بشعة بكل المقاييس وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، جريمة ليست بأقل بشاعةً وتوحشاً من سابقاتها، جرائم إبادة بحق الشعب في هذا البلد.

إن كل جريمة يرتكبها العدوان في هذا البلد، تكون أفظع وأبشع وأكثر توحشاً مما سبق من الجرائم والمجازر.

يمعن العدو السعودي في إجرامه وتوحشه، متفنناً في ارتكاب جرائمه، متلذذاً بمشاهدة تلك الأجساد المتفحمة والممزقة مستمتعاً بمناظر الدماء والأشلاء المتناثرة، أعوام عشناها ونعيشها بأوجاعها وآلامها ومآسيها وكل ما يصنعه العدوان الأمريكي وأدواته في يمننا، نعاني ونقاسي ونبكي وجعاً وَالعالم يغط في نوم عميق وأممه المتحدة في صمت القبور، الأمر الذي يشجع العدوان على إيغاله أكثر في سفك الدم اليمني؛ ليدمنَ على ارتكاب الجرائم الوحشية وعلى شرب الدماء اليمنية.

من خلال جرائمه ومجازره الدموية ومذابحه اليومية التي يرتكبها العدوان على مدار خمسة أعوام أثبتت لنا وللعالم أنه يحمل عداءً وحقداً كبيراً على الشعب اليمني ولديه الرغبة الشيطانية في إبادة الشعب اليمني الإيماني بأكمله.

كل الجرائم التي ارتكبها العدوان ويرتكبها في اليمن وخَاصَّــة في الأماكن الأكثر تجًمُعاً للمواطنين سواءٌ أكانت في سوق أَو مسجد أَو منزل به عرس أَو صالة بها عزاء. كلها جرائم ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية..

عند مشاهدتنا لجريمة استهداف سوق آل ثابت والذي كان ضحاياه كلهم من المتسوقين والباعة والمتجولين. سريعاً عادت بنا الذاكرة إلى سوق آل مقنع في منبه واستذكرنا ضحاياه الذين قضوا وكانوا بالعشرات في جريمة مشابهة، تذكرنا سوق مستبا بمحافظة حجة، وسوق الطلح، تذكرنا صالة العزاء في صنعاء، تذكرنا عرس سنبان، تذكرنا الأطفال الذين قضوا في المدارس ومن دُفنوا تحت ركام المنازل غدراً وظلماً وعدواناً.

ظهر ناعق العدوان ليصرح بأنه استهدف قيادات حوثية كذبا وافتراء وهو يعلم علم اليقين أن جميع من استهدفهم بطيرانه كانوا أطفالا لم تتجاوز اعمارهم الـ12 عاماً.

جرائم العدوان في اليمن بالآلاف ومجازرهم بالمئات وغاراته لا تحصى ولا تُعد. جرائم ومجازر خرجت من كل القوانين الدينية والإنسانية. جرائم لم يسبق لها أن ارتكبت في أي بلد في ظل هكذا صمت دولي وتواطؤ أممي. جرائم لا ولن تمحى من الذاكرة اليمنية.

باستمرار العدو في ارتكاب هكذا جرائم فذلك لأنه يحظى بمساندة دولية ورُخَص أممية يقفون مع الجلاد ضد الضحية، يبرؤنه ويجرمون الشعب اليمني ولكن على دول العدوان وأعوانهم أن يعلموا أن الشعب اليمني اليوم قد خرج من زمن الهيمنة والوصاية الأمريكية والخليجية وقد أقسم على نفسه وعمد هذا القسم بالدماء أن لا عودة للماضي أبداً مهما كان حجم المظلومية.

واليوم يقولها أبناء الشعب قاطبة كما قالوها للعدوان في عامه الأول: لن نركع واقتلوا منا ما شئتم فلن تروا منا إلا ما تكرهون، وفي عامه الخامس الشعب اليمني بات يمتلك حق الرد وباتت لديه القدرة على أن يوصل صواريخه وسلاحه المسيّر إلى عمق أراضي دول العدوان وعلى دك معاقلهم وضرب مكامن الوجع فيهم. والواقع يشهد بذلك. فلا يغركم صبر الأحرار، فمعركتهم قد أسماها قائد ثورتهم وربان سفينتهم بأنها معركة النفَس الطويل، وأنها معركة كرامة وحرية.

وباتت اليد الطولى لدى الجيش واللجان الشعبية وسيتمكنون من ضرب الأهداف المرسومة لهم داخل أراضي دول العدوان وغداً ستشهدون الواقعة ويعود الألم الذي آلموا به اليمنيين عليهم ألمين بإذن الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com