الشيخ صالح المخلوس -أمين عام المجلس المحلي بعمران لصحيفة “المسيرة”:

مصدر أمني في محافظة عمران للصحيفة:

المواطنون الذين ظهروا بجوار جثة زعيم العصابة قشيرة في مقطع فيديو هم من ذوي الضحايا الذين قتلهم

 

صحيفةُ “المسيرة” تنشُرُ وثائقَ ومستنداتٍ تؤكّـــدُ ارتكابَ قشيرة 4 جرائم قتل وسرقة 36 سيارة بالإكراه

ريدة عمران تستعيدُ أمنَها بعد القضاء على قشيرة المطلوب أمنياً وقضائياً

تقرير| هاني أحمد علي:

أزاحت الأجهزةُ الأمنيةُ في عمران الستارَ عن أخطر الجرائم الجنائية بالمحافظة وأنهت فصولاً من المعاناة التي يعيشها المواطنون والآمنون في مديرية ريدة امتدت لأَكْثَــرَ من 3 سنوات على أيدي عصابة إجرامية تلطّخت بدماء الأبرياء وعاثت في الأرض فساداً بقيادة المدعو مجاهد قايد قشيرة الذي ينتمي لمنطقة الغولة التابعة للمحافظة نفسها، والمتورط في أَكْثَــرَ من 4 جرائم قتل بينهم طفل ونهب ما يقارب 36 سيارةً تابعةً لمواطنين أثناء قيامه بممارسة أعمال التقطع والحرابة وإقلاق السكينة العامة للمدينة بأكملها.

وفي نجاح أمني جديد يضافُ إلى رصيد الأجهزة الأمنية ورجال الشرطة في محافظة عمران تمثّل في القضاء على رأس الفتنة والشر بمديرية ريدة المدعو مجاهد قايد قشيرة وعصابته الإجرامية بعد سنوات من الملاحقة القضائية وأوامر القبض القهرية الصادرة عن نيابة محافظة عمران؛ باعتبَارِه فاراً من وجه العدالة، حيث تمكّن رجالُ الأمن في مديرية ريدة بالقضاء على زعيم العصابة قشيرة والقبض على أفراد خليّته خلال مقاومته للحملة الأمنية وإطلاق النار صوبَها باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في المنطقة التي يتحصنُ فيها بجواز منزله، ما دفع رجالَ الشرطة إلى الرد على تلك النيران؛ دفاعاً عن أنفسهم قبل أن يلقى مصرعَه على الفور، بالإضَافَةِ إلى استشهاد عددٍ من المشايخ القبليين في المنطقة أثناء قيامهم بالوساطة وعناصر من أفراد الأمن خلال العملية التي أعادت الأمنَ والطمأنينةَ إلى مديرية ريدة بشكل خاص ومحافظة عمران بصورة عامة، ما دفع المواطنين إلى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء فرحاً وابتهاجاً بالتخلص من أسوأ وأقذر عصابة شهدتها المنطقة على مدى سنوات.

وكما هو الحالُ مع أبواق العدوان ومرتزِقته من الإعلاميين والناشطين المكلفين بالريال السعودي والدرهم الإماراتي للوقوف خلف شاشات الجوالات والكمبيوتر والعمل على تشويه صورة رجال الأمن والجيش واللجان الشعبيّة، فقد أثار مقطعٌ مصورٌ تداوله العديدُ من المرتزِقة في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيه جثة المدعو مجاهد قشيرة بعد القضاء عليه خلال عملية أمنية واشتباكات مسلحة متبادلة أودت بحياة عدد من رجال الأمن ومشايخ من المنطقة كانوا يقودون وساطةً؛ لتسليم زعيم العصابة نفسَه للدولة، حيث بدا في المقطع أناسٌ حول جثة القتيل قشيرة وكأنهم فرحون بالإنجاز الأمني وتخليصهم من كابوس مرعب أثقل كاهلهم على مدى سنوات؛ بسَببِ الجرائم التي ترتكبها عصابة قشيرة.

وفي تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أكّـــد مصدرٌ أمني بمحافظة عمران، أمس الاثنين، أن المواطنين الذين ظهروا بجوار جثة المطلوب أمنياً وقضائياً قشيرة في المقطع المصور هم مواطنون من أبناء المنطقة وذوي الضحايا المجني عليهم الذين قتلهم زعيم العصابة بدم بارد، مبيناً أن قشيرة متهمٌ بقتل أربعة مواطنين وطفل من أبناء ريدة خلال أعمال التقطع والحرابة والنهب، بالإضَافَة إلى سرقة 36 سيارة لمواطنين في أمانة العاصمة وعمران.

وأوضح المصدر الأمني أن زعيمَ العصابة المدعو مجاهد قشيرة يُعَدُّ من المطلوبين للقضاء، وكانت النيابة والمحاكم قد أصدرت بحقه عدداً من أوامر الضبط القهري؛ لقيامه بسرقة العديد من السيارات من العاصمة وعدد من المحافظات، وارتكابه جرائمَ حرابة وسرقة بالإكراه، مؤكّـــداً عدمَ التهاون مع كُــلّ من يعمل على المساس بأرواح وممتلكات المواطنين والإخلال بالأمن والاستقرار، مثمناً جهودَ رجال الأمن في المحافظة ومديرية ريدة وكل المواطنين الشرفاء الذين تعاونوا مع الحملة الأمنية، وأبدوا حرصَهم على حماية الأمن والاستقرار.

 

الأجهزةُ الأمنية تعيدُ الأمنَ إلى مديرية ريدة

وعقب الانتهاء من العملية الناجحة للأجهزة الأمنية، انطلاقاً من واجبها الإنْسَاني والوطني والديني والأخلاقي في حماية المواطنين وأملاكهم وأعراضهم، كما هو الحال مع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة الذين يدافعون عن عزةِ وكرامة الوطن وعن العِرض والأرض في مختلف ميادين القتال والجبهات ومواجهة تحالُفِ العدوان ومرتزِقته، مقدمين أرواحَهم رخيصةً في سبيل ذلك، فقد كان لزاماً على وزارة الداخلية وإعلامها الأمني إصدارُ بيانٍ رسمي توضيحي للرأي العام بعد مطارَدَة عصابة قتل وحرابة وتقطع في ريدة بعمران والقضاء على زعيمها والقبض على بعض عناصرها.

وأوضح البيانُ الأمني الصادر، أمس الأول، أن أمنَ محافظة عمران نفّذ حملةً أمنيةً لضبط عصابة أقدمت على الحرابة وقطع الطريق العام ونهب وقتل المواطنين، حيث تم تنفيذ تلك الحملة بعد قيامِ المطلوب للعدالة المدعو “مجاهد قايد قشيرة ” بتشكيل عصابة من عددٍ من المطلوبين للقضاء في جرائم سرقة وحرابة وقطع الطريق العام الرابط بين منطقة ريدة وخارف الجُمُعة الفائتة، وقيامه بقتل مواطن وجرح آخر أثناء مرورهما في الطريق، وقبلها قام بضربِ أحد المواطنين حتى الموت.

وَأَضَافَ البيان أن الحملةَ الأمنية تمكّنت من محاصرته وأفراد عصابته في منزله بمديرية ريدة، ومن ثم إرسال وساطة من مشايخ المنطقة؛ لإقناع أفراد العصابة بتسليم أنفسهم دون مقاومة ومن قبل وجهاء بطلب من زعيم العصابة قشيرة كشرطٍ لتسليم نفسه، إلا أن العصابة باشرت رجالَ الأمن والوساطة بإطلاق نار كثيف، ما أدى إلى استشهاد اثنين من الوساطة وهما “الشيخ محمد حسن الشتوي وأخوه الشيخ هادي حسن الشتوي” من مشايخ مديرية ذيبين، واستشهاد ثلاثة من رجال الأمن هم “الشهيد حمير راشد عيظة المذعوري، والشهيد صالح يحيى القعود، والشهيد إبراهيم أحمد وازع” وجرح آخرين، الأمر الذي دفع رجالَ الأمن للرد على العصابة ومداهمة الوكر الذي تحصّنوا بداخله، قبل أن يتمكّنوا من القضاء على زعيم العصابة وضبط عدد منهم، فيما لا تزالُ الحملةُ الأمنية ومعها عددٌ من رجال المنطقة مستمرةً في مطارَدَة من تبقى من العصابة حتى تسليمهم للعدالة.

 

وثائقُ ومستنداتٌ قضائيةٌ وأمنية تؤكّـــدُ تورُّطَ المدعو قشيرة

إلى ذلك، حصلت صحيفة “المسيرة” على الكثير من المحاضر والاستدلالات والوثائق الرسمية والأوامر القهرية للمدعو مجاهد قشيرة التي تؤكّـــدُ تورطَه في جرائم قتل أبرياء ونهب وسرقة سيارات مواطنين في أمانة العاصمة وعمران، حيث أصدر مديرُ أمن محافظة عمران العميد عبدالله محمد أحمد العربجي في مذكرة رسمية تعميماً بتأريخ 8 نوفمبر 2018 إلى كافة الوحدات والأجهزة الأمنية بالمحافظة بالقبض على المدعو مجاهد قايد قشيرة وثلاثة آخرين بتهمة تشكيل عصابة مسلحة لسرقات السيارات وتصريفها.

وفي مذكرة رسمية أخرى بتأريخ 16 يوليو الجاري، خاطب فيها مديرُ أمن عمران وكيلَ وزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة بشأن التعميم على اسم زعيم العصابة وآخرين في كُــلّ النقاط وإدراج أسمائهم ضمن القائمة السوداء الممنوعين من السفر لتورُّطِه في قتل المواطن المجني عليه أيمن صالح قايد الشباني ضرباً مبرحاً حتى الموت بدون وجه حق أثناء مروره في طريق ريدة.

وفي مذكرة رسميةٍ بتأريخ 4 نوفمبر 2018 صادرة عن العميد الركن معمر صالح هراش -مدير أمن أمانة العاصمة صنعاء-، خاطب فيها مديرَ أمن عمران ومديرَ عام البحث الجنائي بشأن القبض على المدعو مجاهد قشيرة وثلاثة آخرين من عصابته جراء قيامِهم بتشكيل عصابة مسلحة لسرقة السيارات في أمانة العاصمة وتصريفها ومنها سيارة شاص موديل 2013 لون بيج قام المدعو قشيرة بسرقتها من حي شملان بالعاصمة.

وحصلت الصحيفة أيضاً على أمر إحضار قهري صادر عن نيابة شمال الأمانة بتأريخ 26 اغسطس 2018 بحق خمسة مطلوبين في قضايا سرقة ونهب وتقطع وحرابة على رأسهم المدعو مجاهد قايد قشيرة بموجب التقرير المرفوع من البحث الجنائي بالعاصمة.

 

قبائلُ عمران تتبَرّأ من زعيم العصابة

إلى ذلك، أشاد الشيخ صالح المخلوس -أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عمران-، بالدور البطولي الذي قامت به الأجهزةُ الأمنية في المحافظة ورجال الأمن البواسل في مديرية ريدة من خلال العملية الأمنية الناجحة في القضاء على أخطر عصابة قامت بالقتل والنهب والحرابة والتقطع بقيادة المدعو مجاهد قشيرة الذي لقي حتفه خلال العملية بعد قيامه بقتل لجنة الوساطة وعدد من رجال الأمن كانوا يؤدون واجبهم.

ولفت الشيخ المخلوس في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، أمس الاثنين، إلى أن عصابة قشيرة عاثت فساداً في مديرية ريدة، واعتدت على حُرُمات الناس، وارتكبت الكثير من جرائم القتل والسرقة والنهب والتقطع في وَضَحِ النهار قبل أن يوقعَه اللهُ في شر أعماله بعد ملاحقته ورصد بلاغات أمنية من المديرية والمحافظة وأمانة العاصمة، مبيناً أن هذه العصابة تسبّبت في إثارة القلق بالمحافظة على مدى سنوات واضطراب وزعزعة الأمن، محذّراً من تكرار هذه الجرائم في المحافظة، مؤكّـــداً على تصدي رجال الأمن لمثل هكذا عصابات إجرامية وأعمال تخل بالأمن والاستقرار في أوساط المواطنين الآمنين.

وسخر أمين عام محلي عمران من مزاعم المرتزِقة في وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص انتماء المدعو قشيرة لجماعة أنصار الله في المحافظة، لافتاً إلى أنه لا ينتمي إليها ولا يمثلها لا من قريب ولا من بعيد، بل إن رجالَ الأمن ومعهم اللجان الشعبيّة كانوا يعملون على ملاحقته منذ فترة طويلة لارتكابه قضايا تزعزعُ أمنَ المحافظة والدولة وظل فارًّا من وجه العدالة قبل أن يتم رصدُه وملاحقتُه إلى أوكاره والقضاء عليه.

وأكّـــد الشيخ المخلوس أن المدعو القتيل مجاهد قشيرة زعيمَ العصابة المقبوض عليها ليس له أيُّ ارتباط قبلي في المحافظة ولا يمثِّلُ حتى قبيلتَه الغولة التي ينتمي إليها بعد أن تنصّلت عنه جراء الجرائم التي ارتكبها بحق الأبرياء، بالإضَافَةِ إلى تنصُّلِ كُــلّ القبائل عنه ولم يكن يمثّل سوى نفسه، مشيراً إلى دَورِ أبناء قبيلة الغولة الشرفاء في مواجهة العدوان والمرتزِقة وتقديم خِيرة رجالها وشبابها وقادتها العُظَماء في سبيل الله والدين والوطن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com