السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب خلال اللقاء الموسع لقبائل وحكماء اليمن 2019:

أُعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَلِكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أن سيدَنا مُحَمَّــدًا عبدُه ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجَبين وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين.

أَيُّهَا الحضورُ الكرامُ في اللقاء القبَلي الموسّع..

السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه:

أُحييكم وأحيي كُــلَّ الأَحْــرَار الأوفياء في هذا البلد ، كُــلّ القبائل الوفية الأَبيَّة الصامدة ، التي عبّرت في مواقفها وأقوالها وأفعالها وعطائها وتضحياتها عن المبادئ الحقيقية لهذا الشعب يمن الإيْمَـان والحكمة ، وسأتحدَّثُ وأحرِصُ على الاختصار لإتاحة المجال لما بقي من المشاركات ، وأيضًا الموضوع الرئيسي في هذه الفعالية وهذا اللقاء المتعلق بوثيقة الشرف القبلية ، وسأبدأ في حديثي على أساس الحديثِ عن موضوع له علاقة بظروف المنطقة وبالعدوان على شعبنا ، وله علاقةٌ بالظروف التي نسعى فيها إلى تحصين ساحتنا الداخلية كشعب يمني مسلم .

 

ما يعبّرُ عنه اجتماعُ وارسو

سيكونُ مفتاحُ الحديث في هذا الاجتماع هو حول حفلة وارسو الفاضحة ، تلك الحفلة التي اجتمع فيها بعضٌ من المندوبين والمسؤولين عن بعض الأنظمة العربية والحكومات العربية وحضر معهم أَيْـضًا في ذلك الاجتماع مَن يمثِّلُ الخَوَنَة والمرتزِقة الذين خانوا شعبَنا ويشاركون مع الغزاة والأعداء الأجانب في عدوانهم على هذا البلد ، مَن يسمونه هم بوزير خارجيتهم ، هو لا يمتلكُ الحَـقّ في أن يتسمّى بهذا الاسم وأن يتصفَ بهذه الصفة ، فهو ليس إلا خائنًا من مجموعة من الخونة والحثالة المرتزِقة الذين خانوا وطنهم وشعبهم وأمتهم .

في ذلك الاجتماع اجتمعوا إلى جانب الإسرائيلي ، رئيس الوزراء الإسرائيلي ، واجتماعُهم معه هو اجتماعٌ على موقف وعلى توجّه وعلى مسار يتحَـرّكون فيه ، ويعتمدون في تحَـرّكهم هذا على كثيرٍ من السياسات والمواقف ، ولتحَـرّكهم هذا امتدادٌ وتأثيرٌ في الساحة العربية عمومًا ، وله صلةٌ أساسيةٌ بالعدوان على بلدنا .

نحن ذكرنا في البيان الذي دعونا فيه إلى الخروج الشعبي في المظاهرات الواسعة والتي أتوجّـه فيها بالشكر إلى شعبنا العزيز؛ لخروجه المتميز والواسع والكبير والحاشد في تلك المظاهرات التي أعلن فيها شعبُنا البراءةَ من أولئك الخونة ، في ذلك البيان أشرنا إلى أن ذلك الاجتماع ليس إلا محطة من محطات كثيرة للتآمر على أبناء الأُمَّــة وعلى قضايا الأُمَّــة ، والذي يميّزه عن غيره هو أنه أظهر في العلن ما كان يجري في الخفاء .

نحن نقولُ: ما يعبّرُ عنه ذلك الاجتماعُ هو أنه إعلانٌ واضحٌ عن التطبيع مع إسرائيل وعن التعامل مع الإسرائيلي كجزءٍ منهم ، يجتمعون جَميعًا كتوجّه واحد وكمسار يتحَـرّكون جَميعًا لأهداف واحدة ولمواقف واحدة ، العلاقة مع العدوّ الإسرائيلي والتعامل معه كشريك وحليف في قضايا يعتبرونها جامعةً ويتحدون على أساسها هو الذي يعبّر عنه ذلك الاجتماع .

 

المقصودُ بالتطبيع مع إسرائيل

وحينما نأتي للحديث عن موضوع التطبيع مع إسرائيل الذي يعني العلاقة مع العدوّ الإسرائيلي ، علاقة قائمة على أساس الشراكة والتحالف ، وتعزيز الروابط في كُــلّ المجالات ، هذا هو المعنى الحقيقي لما يقصدونه بالتطبيع مع إسرائيل ، علاقة مع العدوّ الإسرائيلي قائمة على أساس الشراكة في المواقف والتوجّـهات وقائمةٌ على أساس تعزيز الروابط في كُــلّ المجالات ، وهذا ما يعبر عنه القُــرْآن الكريم بالولاء المحرَّم شرعًا ، وهذا ما يعتبر في واقع الحال خيانةً لأُمَّتِنا الإسْـلَامية وتآمرًا حقيقيًّا ومؤكّــدًا على قضاياها الكبرى ؛ لأَنَّ هذا الارتباط وهذه العلاقة هو ارتباطٌ وعلاقةٌ مع عَـدُوٍّ لا شك في أنه عَـدُوٌّ ، إذا جئنا إلى مسألة التطبيع والعلاقة مع إسرائيل وماذا يعني ذلك وماذا يترتب على ذلك تأتي أمامنا عدة نقاط:

أولًا: لا يمكنُ أن يكونَ هناك تطبيعٌ مع إسرائيل وعلاقةٌ مع العدوّ الإسرائيلي إلا ويكون ذلك على حساب القضية المركَزية للأُمَّــة وهي قضية فلسطين ، ومظلومية الشعب الفلسطيني ، وما يهدّدُ المقدساتِ في فلسطين من تدنيس لها وهدم لها وسيطرة مباشرة عليها من جانب العدوّ الإسرائيلي ، لا يمكن أَبَـدًا علاقةٌ مع إسرائيل وتطبيعٌ مع إسرائيل وشراكةٌ مع العدوّ الإسرائيلي إلا على حساب هذه القضية ، ومعنى التطبيع مع إسرائيل والعلاقة مع إسرائيل والشراكة مع إسرائيل الاعترافُ بهذا العدوّ من موقعه محتلًّا لفلسطين ، ظالمًا للشعب الفلسطيني ، مقتطعًا لأرضٍ هي جزء من أرض الأُمَّــة الإسْـلَامية ، ومهدّدًا لمقدسات هي من مقدسات الأُمَّــة ، يدّنسُها ويسيطر على بعضِها بشكل مباشر ، ويهدّدُ ما بقي منها بالتخريب والدمار ، هذه حقيقةٌ واضحةٌ وجليةٌ وبينة ولا خلاف في ذلك ، لا يمكن أبدًا أن ينكرَ ذلك إلا جاحد ، أنت تعترف يا مَن يريد التطبيع مع إسرائيل ويا من هو مطبّع بالفعل مع إسرائيل وباتت له علاقة بالعدوّ الإسرائيلي أنت تتعامل معه في الوقت الذي هو محتلّ وعدوّ ويظلم شعبًا هو جزءٌ من هذه الأُمَّــة في كُــلّ يوم ظلمًا مستمرًّا على مدى عقود طويلة من الزمن ، وهو يحتل أرض هذا الشعب ، تلك الأرض التي هي جزءٌ من الأُمَّــة وشعبها هو جزءٌ من الأُمَّــة ، وما يجري عليه هو ضد الأُمَّــة بكلها ؛ لأَنَّ أيَّ استهدافٍ لأحد أَو لجزء من أبناء الأُمَّــة هو استهدافٌ لهذه الأُمَّــة بكلها ، أي احتلال من أعداء الأُمَّــة الإسْـلَامية لأي بلد أَو قُطْر أَو منطقة من العالم الإسْـلَامي هو استهدافٌ للأُمَّــة الإسْـلَامية بكلها ، ويتعلقُ بالأُمّة جمعاء مسؤولية بحسب ومستوى التهديد تجاه ذلك ، فهذا أول نتيجة للعلاقة مع العدوّ الإسرائيلي أن ذلك بلا شك على حساب القضية الفلسطينية فيما تعنيه هذه القضية من تهديدٍ للمقدسات ، من تنازُلٍ عن قطعة من أرض الأُمَّــة الإسْـلَامية وتمكين العدوّ منها وَأَيْـضًا يمثّلُ خيانةً للشعب الفلسطيني الذي هو جزء من هذه الأُمَّــة ويعاني أَشَـدَّ العناء ومظلومٌ على مدى عقود من الزمن ويستمر هذا الظلم بحقه .

النتيجةُ الثانية للعلاقة مع العدوّ الإسرائيلي والتطبيع مع العدوّ الإسرائيلي تتمثل في العِداءِ لكل مَن يُعادي إسرائيل ولكل مَن يتبنى التوجّـه التحرّري في الأُمَّــة والسعي لإنقاذ هذه الأُمَّــة من سيطرة إسرائيل ومن هيمنة أمريكا وسيطرة أمريكا وهذا واضح ما إن يتجه طرفٌ ما إلى التطبيع مع إسرائيل إلا ويصبح مسارُهُ مسارًا آخر والذين لهم دورٌ بارز وأساسي باتوا يقفون على النقيض وبعداء شديد لمن يُعادي إسرائيل وبناءً على هذا كان موقفهم من حزب الله في لبنان وبناءً على ذلك كانت مواقفهم السلبية تجاه حركات المقاومة في فلسطين وبناءً على ذلك باتت حملاتهم الإعلامية الممنهجَة المسيئة إلى الشعب الفلسطيني عمومًا وبناءً على ذلك باتوا يعادون كُــلّ الأَحْــرَار من أبناء الأُمَّــة في أي بلد في سوريا أَو في العراق أَو في إيران أَو في أي بلد عربي أَو مسلم كُــلّ من يتجه توجّـهًا حُرًّا معاديًا لإسرائيل مناهضًا للهيمنة الأمريكية يتخذونهٌ عدوًّا .

النتيجة الثالثة: هي أنهم سيتحَـرّكون على أساس تنفيذ الأجندة والمؤامرات والمشاريع التي تسعى إسرائيل وتسعى أمريكا لتحقيقها في المنطقة وللشغل عليها في واقع هذه الأُمَّــة ، أمريكا وإسرائيل لا تتعاطى مع هذه الأُمَّــة بإيجابية حتى يفكرَ البعضُ من المنتسبين لهذه الأُمَّــة في التفاعل الإيجابي أَو التعاطي الإيجابي أَو التعامل على أساس من علاقةً محترمة وشراكة وما إلى ذلك ، لا ، أمريكا وإسرائيل تتحَـرّك في واقع هذه الأُمَّــة وفي هذه الساحة بأطماعها بنزعاتها الاستعمارية وهي تحملُ العداءَ لهذه الأُمَّــة ولها في سبيل تحقيق أهدافها الكثيرُ من المؤامرات والأجندات والمُخَطّطات والمشاريع العملية والأنشطة الواسعة التي تساعدها في تعزيز سيطرتها على هذه الأُمَّــة ستستفيد من عملائها أولئك لينفّـذوا الكثير والكثير ليمولوا بالمال ولينفّـذوا عمليًا وعلى كُــلّ المستويات وفي كُــلّ المجالات على مستوى القتال على مستوى التحَـرّك الإعلامي على مستوى الهجمات ذات الطابع الفكري والثقافي التضليلي بكل الوسائل وفي كُــلّ المجالات سيتحَـرّكون لكل ما تُريده منهم أمريكا وإسرائيل أن يتحَـرّكوا فيه؛ ولأن موقفهم من الأساس هذه العلاقة مع العدوّ الإسرائيلي وهذا التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي هو من أساسِهِ موقفٌ يتناقضُ كليًّا مع مبادئ أمتنا الإسْـلَامية مع قيمها مع أَخْــلَاقها حتى مع أحكام الشريعة الإسْـلَامية وحتى مع القوانين والدساتير في بعض من هذه البلدان وهو أيضًا شذوذٌ عما عليهِ شعوب هذه المنطقة فهم يعملون بكل جُهد إلى تحويل المسألة هذه إلى مسألة مقبولة في أوساط الشعوب حتى تتقبلها بلدان المنطقة وشعوب المنطقة ، وبالتالي يحتاجون إلى أجندة كثيرة إلى شغل واسع شغل إعلامي وشغل على مستوى التعليمي والتثقيفي شغل تضليلي بالتأكيد لتضليل شعوب المنطقة وأنشطة متعددة منها صناعة العدوّ البديل صناعة عَـدُوّ بدلًا عن العدوّ الحقيقي الذي هو العدوّ الإسرائيلي ويحوّلون عِداءَ الأُمَّــة له ، وهذا ما يفعلونه اليوم يبحثون عن بدائلَ ممن؟ من أبناء الأُمَّــة ليوجّـهوا السخط عليها والعداء لها والكراهية لها وليحشدوا طاقاتِ الأُمَّــة في هذا السياق ومن يختارون؟ يختارون من يعادي إسرائيل ليدفعوا بالأمة إلى العداء له وإلى النظرة السلبية عليه ويستخدمون عناوين العناوين ليست إلا للاستغلال عناوين سياسيّة عناوين دينية عناوين مناطقية عناوين عِرقية ، كُــلّ العناوين ، إنما يستغلونها لكن الهدف الحقيقي هو أنهم يقفون من هذا الطرف أَو ذلك الطرف موقفًا عدائيًا لماذا؟ ؛ لأَنَّه يعادي العدوّ الإسرائيلي ولأنه لا يقبل بالهيمنة والسيطرة الأمريكية هذه حقيقة الأمر .

 

السببُ الرئيسي للعدوان

في هذا السياق يأتي عدوانُهم على شعبنا اليمني واستمرارهم في هذا العدوان لأكثرَ من أربع سنوات ، نحن اليوم بحسب التأريخ الهجري في العام الخامس من العدوان في العام الخامس بحسب التأريخ الهجري وبحسب التأريخ الميلادي نحن في الشهر الأخير مِن العام الرابع منذ بداية هذا العدوان ، ما هو السببُ الرئيسيُّ في عدائهم لنا في هذا البلد كشعبٍ يمنيٍّ مسلم لهذا العدوان الغاشم الذي لا مثيلَ له فيما يرتكبه اليوم من جرائم وفيما استخدمه ضد هذا الشعب ولاستهداف هذا الشعب من وسائل حملة كبيرة على كُــلّ المستويات .

عداؤهم لنا لأَنَّنا لم ندخُلْ في هذا التوجّـه الذي يريدونه ، لقد عبّروا حينما أخذوا ذَلك الخائن العميل ووضعوه إلى جانب نتنياهو ، عبّروا لنا كشعبٍ يمني وبيّنوا لنا كشعبٍ يمني ووضّحوا لنا كشعبٍ يمني أين يريدون أن نكونَ ، يريدون أن نكون إلى جانب إسرائيل أن نكونَ موالين لإسرائيل ، أن نتحوَّلَ مثلَ ما هم كخُدّام لإسرائيل وخدام لأمريكا ، وهذا هو المستحيلُ بذاته ، هذا الذي يأباه اللهُ لنا وتأباه لنا كرامتنا وفطرتنا وشرفنا؛ فلأننا كشعبٍ يمنيٍّ لدينا توجّـهٌ قائمٌ على أساس الحرية والاستقلال ، نتخذ مواقفنا انطلاقاٌ من هُويتنا الإيْمَـانية وانتمائنا الأصيل للإسْـلَام ووفائنا لشعوب أمتنا وأبناء أمتنا وتبنينا لقضايا أمتنا ، هم يحملون لنا كُــلَّ هذا العداء ويحملون علينا كُــلَّ هذا الحِقدَ ويتحَـرّكون ضدنا على هذا المستوى من التحَـرّك الذي لا يألون فيه جهدًا بكل ما يستطيعونه ويقدرون عليه بالاستهداف لنا والعداء لنا .

مشكلتُهم معنا هنا ، واللهِ إنَّ مشكلتَهم معنا هنا توجُّـهُنا الحُرُّ والمستقلّ ومواقفنا المسؤولة التي هي نابعة من واقع انتمائنا للإسْـلَام ومن أساس مبادئنا وقيمنا وأَخْــلَاقنا ومصداقيتنا في هذا الانتماء ، هذه مشكلتهم الحقيقية معنا ، بقية الأشياء كلها عناوين ليست إلا مُجَــرّد عناوين ، عناوين سياسيّة أَو عناوين دينية ، مشكلتُهم معنا في أننا نُصِـرُّ على أن نكون شعباً حرًّا مستقلًّا ينطلقُ في مواقفه على أساس انتمائه وهُويته الإيْمَـانية ؛ لأَنَّه يمن الإيْمَـان وما يليق به وما يعبّر عن إيْمَـانه هذا هو الموقفُ الصحيحُ في العداء لإسرائيل كعدوٍّ للأُمَّــة الإسْـلَامية وكعدوٍّ للشعب الفلسطيني وككيان إجرامي متوحش ظالم مغتصِب .

هذه هي مشكلتُهم معنا ، في حريتنا وفي مواقفنا هذه المواقف المسؤولة المواقف الصحيحة ، التي سنستمرُّ عليها ؛ لأَنَّها انطلقت على أساس مبدأي وإنْسَاني وأَخْــلَاقي وليست مُجَــرّد مواقفَ ، سياسة مُجَــرّدة عن المبادئ أَو منفصلة عن الأَخْــلَاق والقيم والدين .

أمَّا مَا ينطلقون هم فيه وفي ذلك المسار الخاطئ والمنحرف فهم هم المخطئون هم المخطئون هم الذين ينبغي أن يراجعوا أنفسَهم وأن يصحّحوا ما هم فيه ، هم الذين يخالفون توجيهاتِ الله في القُــرْآن الكريم ، ألم يسمعوا قولَ الله سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) هل بعد هذه الآية القُــرْآنية شيء؟! كانت كافيةً كانت كافية في أن يتخذ الإنْسَان الموقفَ الصحيحَ والسليمَ ، عداؤهم لنا كشعب يمني هو في هذا السياق ولهذا السبب ، ونحن اليوم نصر على أن نواصلَ مسيرتَنا ودربنا والمواصلة للسير في هذا الطريق على أساس من مبادئنا وانتمائنا وهويتنا ، ونحن معنيون بعد كُــلِّ هذه الفترة منذ بداية العدوان ومضي هذا الوقت الطويل وهم مستمرّون في كُــلّ يوم يعتدون علينا كشعب يمني مسلم ، ما نقموا منّا إلا إيْمَـاننا بالله العزيز الحميد إيْمَـاننا الواعي إيْمَـاننا الذي انطلقنا منه لنبنيَ على أساسه موقفنا المسؤول ولنتمسك بحريتنا وخلاصنا من التبعية لأمريكا ومن التبعية لإسرائيل ، هذا الذي نقموه منّا ، هذا الذي نقموه منّا .

نحن معنيون بتحصين ساحتنا الداخلية ، وبأن نعمَلَ ونتحَـرّكَ في كُــلّ ما من شأنه أن يعزّزَ حالةَ الصمود في التصدي للعدوان الظالم والإجرامي والوحشي المستمرّ من جانب الأعداء ، وإسرائيل هي شريك في هذا العدوان باعترافها وموقفها المعادي لنا كشعب يمني موقفٌ مُعلَن في تصريحات لنتنياهو ولمسؤولين إسرائيليين وفي وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن طبيعة الشراكة في هذا العدوان علينا كشعب يمني مسلم ، فأولئك جماعة نتنياهو سواءً من العرب أَو من بقية المناطق جماعة نتنياهو هم مشتركون في هذا العدوان ، الخونة من بلدنا والخونة من بقية المنطقة العربية شركاء في هذا العدوان علينا كشعبٍ يمنيٍّ مسلم .

اليوم كقبائل لها موقفٌ مشرّفٌ وعظيم وأساسي في صمود هذا البلد وفي تماسك هذا الشعب، معنيون بكل ما من شأنه أن يعزِّزَ حالةَ الصمود وأن يحصّنَ الوضعَ الداخلي ؛ لأَنَّ الأعداءَ يحرصون على اختراق الوضع الداخلي ويستغلّون العناوين ويستغلون الذين هم في واقعهم من ضِعاف الإيْمَـان ومن قليلي الوفاء ، يستغلون البعضَ من السذّج ليتحَـرّكوا تحت عنوان هنا أَو هناك . وثيقةُ الشرف القبَلية هي تهدفُ إلى تحصين الساحة الداخلية وإلى إعطاء القبيلة دورها اللائق بها ؛ لأَنَّ تضحياتِها كبيرةٌ وعطاءها كبيرٌ ومواقفَها عظيمة ومشرّفة .

نأملُ إن شاء الله أن تتواصَلُ الفقراتُ والمشاركاتُ في هذا اللقاء المُـوَسَّـع، وأن تكونَ المخرجاتُ إن شاء الله جيدةً وأن يكونَ هذا اللقاءُ المُـوَسَّـع منطلقًا قويًا لتحصين الساحة الداخلية.

أكتفي بهذا المقدار وَأَسْأَلُ اللهَ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- أن يُوَفِّقَنَا وَإيّاكم لِمَا يُرْضِيْهِ عَنَّا، وَأَنْ يرحَمَ شُهَدَاءَنا الأَبْرَارَ، وَأَنْ يشفيَ جرحانا ، وَأَنْ يعافيَ مرضانا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عن أسرانا، وَأَنْ ينصُرَنَا بنصره.. إِنَّـهُ سَمِيْعُ الدُّعَـاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com