مقتطفات

التخاذلُ جناية على الأُمَّـة

[من الوعي أن تفهم هذه النقطة، من الوعي أن يفهم المؤمنون هذه النقطة الخطيرة، أنه فيما إذا تخاذلت أنا سيكون تخاذلي جناية على الأُمَّـة، جناية على الأُمَّـة في الحاضر والمستقبل، وسأكون أنا من يتحمل أوزار من بعدي، أوزار كُلّ من ضلوا، وفسادهم وضلالهم من بعدي جيلاً بعد جيل، أولئك عندما تخاذلوا عن نصرة الإمام علي عليه السلام لضعف وعيهم وقلة إيْمَانهم، مع كثرة ركوعهم وكثرة تلاوتهم للقُـرْآن، هم من حالوا دون أن تسود دولة الإمام علي عليه السلام ويهزم جانب النفاق والتضليل، جانب معاوية].

 

مخاطر ضعف الوعي

[ماذا لو كانوا من أصحاب الإيْمَان الكامل وانتصر بهم الإمام علي عليه السلام؟.

كيف سيكون واقعهم هم عند الله؟. ستكونون عظماء، فتكونون مشاركين لكل إنسان مؤمن يهتدي في هذه الدنيا، لو وقفوا وقفة جادة مع الإمام علي عليه السلام فانتصر الإمام علي عليه السلام واستطاع أن يغير وجه التأريخ، واستطاع أن يغير هذه الأُمَّـة فيردها إلى نفس التربية التي أراد لها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تتربى عليها].

[كان الإمام علي عليه السلام يقول ( لو استقرت قدماي في هذه الَمدَاحِض لغيرت أشياء ) أشياء كانت قد ترسخت خطيرة.. لماذا لم يقفوا معه ليتمكن من تغيير تلك الأشياء، ومن إعادة بناء الأُمَّـة على أساس صحيح فيحظوا هم، يحظوا بالسبق فيكونوا كالسابقين في بدر، ولكن تخاذلوا لضعف وعيهم، لقلة إيْمَانهم].

[( وبلِّغ بإيْمَاني أكمل الإيْمَان ) حتى وإن كان هو زين العابدين، ما يزال ذلك الرجل الذي يقطع ليله في العبادة، ويجوب شوارع المدينة يحمل الطعام فوق جنبه، فوق ظهره يوزعه للضعفاء والمساكين والأرامل، من حيث لا يشعرون، هو من كان لا يزال يدعو: ( وبلغ بإيْمَاني أكمل الإيْمَان ) ليقول للناس من بعده، وهي نفس الكلمة التي رفعها زيد عليه السلام لأصحابه ( البصيرة.. البصيرة ) فلم يستبصروا، فتخاذلوا، فقتل، واستعاد بنو أمية حكمهم من جديد].

 

المتخاذلون يتحملون حتى أوزار الآخرين من الأمم الأُخْـرَى

[ليس فقط أوزار العرب ــ هذه خطورة تخاذلنا نحن العرب ــ العرب إذا ما تخاذلوا يتحملوا حتى أوزار الآخرين من الأمم الأُخْـرَى لأنهم هم لو استقامت دولة الإسْلَام في وسطهم، لو استقرت وضعيتهم، وكانوا على صراط الله وهدي الله، هم من يستطيعون أن يغيروا وجه الأرض هذه بكلها، فكل تخاذل أنت مشارك فيه، وزر ذلك الرجل في طرف استراليا أَوْ في المكسيك أَوْ في أمريكا أَوْ في أي منطقة].

[خطورة هذه على العرب أكثر من غيرها فعلاً؛ لأن الله قال فيهم { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } لتهدوا الناس فإذا ما تخاذلتم عن أن تقوموا بهذه المهمة فإنكم شركاء في أوزار الناس.. كُلّ الناس].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com