وقفة مع برنامج رجال الله.. في ظلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الأول   3 – 5

 

المسيرة| عبدالرحمن محمد حميد الدين

يؤكِّدُ السيدُ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في محاضرة (في ظلال دعاء مكارم الأَخْلَاق) على أهميّة أن يُقدم الحق على أيدي من يسعون للارتقاء بإيْمَـانهم، لا من خلال مَن يرسمون لأنفسهم خطًا معينًا، ويعتبرون أنفسهم أنهم قد اكتفوا بما قد حصلوا عليه من هدى..!. ومما قاله في ذلك (رضوان الله عليه):

((قد يرضى بعض الناس لنفسه حالة معينة فلا يرى نفسه محتاجا أن يسمع من هنا أَوْ من هنا، ويظن بأن ما هو عليه فيه الكفاية وانتهى الأمر! لكن وجدنا كَمْ من هذا النوع! أعداداً كبيرة لا تستطيع أن تزهق ولا جانباً من الباطل في واقع الحياة، وفي أوساط الأُمَّـة! إِذَا كنت طالب علم فلا ترضى لنفسك بأن تكتفي بأن تنتهي من الكتاب الفلاني والمجلدات الفلانية, والفنّ الفلاني وانتهى الموضوع، وكأنك إنما تبحث عن ما يصح أن يقال لك به عالم أَوْ علامة! حاول أن تطلب دائماً, وأن تسعى دائماً بواسطة الله سبحانه وتعالى أن تطلب منه أن يبلغ بإيْمَـانك أكمل الإيْمَـان)).

((لأن الإنْسَان – أحياناً – قد يعتقد بأن كُلّ مصادر الهدى قد اطّلع عليها، الإنْسَان بضعف إدراكه ومعرفته المحدودة – حتى وإن كان جاداً – يبدو له وكأن مصادر الهدى كاملة قد قدمت إليه وانتهى الموضوع, فلا يفكر أن يبحث أَوْ أنه بحاجة إلى المزيد! هذه حالة تحصل عند الناس لكن ارجع إلى الله هو الذي يعلم أنك بحاجة إلى المزيد ليرشدك هو إلى المزيد, وإلى المزيد من مصادر الهدى والمعرفة والإيْمَـان)).

 

الباطل لا يستطيع الوقوف أمام الحق:

ويؤكد الشهيدُ القائدُ على فعالية الحق الذي يحمله جنود الله في ميدان الحياة، فيما لو تحَـرّكوا وقدموه وفق ما قضى اللهُ وشرَّعه، وأنه ليس صحيحًا أن الحق يكون هو المغلوب، بل في سنن الله أنّ الحق هو الغالب؛ لأنّ الباطل بطبيعته زهوق، ولكن شريطة أن يجدَ الحق من يقدمه بكماله وجاذبيته؛ ولأنّ الناس لم يقدموه بصورته الكاملة ولا بجاذبيته، فكان ما كان.. حيث يقول (رضوان الله عليه):

((غيرُ صحيح، بل باطل أن يقال بأن أهل الحق دائماً يكونون مستضعفين، وأن من هم على الحق دَائماً يكونون ضعافاً، وأنه هكذا شأن الدنيا! إن هذا منطق من لا يعرفون كيف يقدمون الحق، منطق من لا زالوا في ثقافتهم هم فيها الكثير من الدخيل, من الضلال من قبل الآخرين، أيُّ منطق هذا أمام قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (الإسراء:81)؟! إن الباطل كان زهوقاً بطبيعته، لا يستطيع أن يقف إِذَا ما قدم الحق)).

 

خطورةُ التحَـرّك والانطلاق بإيْمَـان ووعي ناقص:

إن نقصَ الإيْمَـان والانطلاق في ميادين العمل بوعيٍ ناقص لا يظل أثره في حدود الإنْسَان لوحده؛ بل ينعكس على واقع الأُمَّـة، وتمتد آثاره للأجيال اللاحقة، وهذا ما حدث فعلاً؛ عندما فارقت الأُمَّـة الإمامَ عليًا (عليه السلام) وخذلته بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله)، ثم فرَّط الكثيرُ في مرحلة حكمه، نجد أن آثار ذلك الخذلان والتفريط امتدت إلى يومنا هذا..

كما إنّ هذا العصرَ الذي تطورت فيه أساليب التضليل والخداع الأمريكي واليهودي، يتطلب مضاعفة الجهود على المستوى الفردي والجماعي للارتقاء بالإيْمَـان والوعي؛ حتى تكون الأُمَّـة قادرة على مواجهة كافة التحديات..

ومما قاله الشهيدُ القائد (رضوان الله عليه) في ذلك: ((أي فئة وإن انطلقوا تحت اسم أنهم جنود لله, وأنصار لله، إِذَا ما كان إيْمَـانهم ناقصاً, سيجنون على العمل الذي انطلقوا فيه, سيجنون على الأُمَّـة التي يتحَـرّكون في أوساطها, سيجنون على الأجيال من بعدهم، وهم من انطلقوا باسم أنهم يريدون أن ينصروا الله, وأن يكونوا من جنده لكن إيْمَـانهم ناقص، ووعيهم ناقص.

إذا كان ولابد كما هو الحال بالنسبة لواقعنا والأُمَّـة في مواجهة صريحة مع اليهود والنصارى، مع أمريكا وإسرائيل ونحن في زمنٍ التضليل فيه بلغ ذروته في أساليبه الماكرة، في وسائله الخبيثة، في خداعه الشديد، فإن المواجهة تتطلب جنداً يكونون على مستوى عال من الوعي)).

 

لماذا انتهت معركة صفين دون هزيمة معاوية؟:

وقد يعتقد الكثيرُ أن هزيمة أَوْ انتصار الباطل يكون خاضعًا للموازين المادية، أَوْ للكثرة والقلة..! هذا غير وارد في سنن الله بالمطلق، ولذلك نجد أن القرآن الكريم قد حسم هذه القضية في كثير من آياته، ومنها على سبيل المثال [قصة طالوت] الذي لم يبقَ من جيشه في مرحلة المواجهة إلا القليل، ولكن كان هؤلاء القلة على وعي كبير، وإيْمَـانٍ واعٍ، حيث سطَّرَ الله موقفهم هذا في قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

لذلك من الخطأ الكبير اعتبار أن [الانتصار المادي] الذي تحقق لمعاوية وبني أمية، وغيرهم من طغاة الأرض، أنه نتاجًا لقوّتهم أَوْ بطشهم فحسب؛ بل تخاذل وتفريط من يُحسبون على جند الحق، كان عاملاً أساسيًا في هيمنة بني أمية، وتسلط أمثال معاوية ويزيد على رقاب المسلمين.. ومما قاله الشهيدُ القائد في ذلك:

((أتظنون أن انتصار الدولة الأموية, وتمكنها لتقهر الآخرين، ثم تمكنها لأن تصنع أمة أخرى غير الأُمَّـة التي أراد محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يبنيها من ذلك الزمان إلى الآن؟. أنه فقط قوتهم، بل تخاذل من هم يحملون اسم جند الحق، قلة إيْمَـانهم، ضعف إيْمَـانهم، ضعف وعيهم. لماذا انتهت معركة صفين دون هزيمة لمعاوية, وقد كانت مؤشرات الهزي

وقفة مع برنامج رجال الله..

في ظلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الأول   3 – 5

المسيرة| عبدالرحمن محمد حميد الدين

يؤكِّدُ السيدُ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في محاضرة (في ظلال دعاء مكارم الأَخْلَاق) على أهميّة أن يُقدم الحق على أيدي من يسعون للارتقاء بإيْمَـانهم، لا من خلال مَن يرسمون لأنفسهم خطًا معينًا، ويعتبرون أنفسهم أنهم قد اكتفوا بما قد حصلوا عليه من هدى..!. ومما قاله في ذلك (رضوان الله عليه):

((قد يرضى بعض الناس لنفسه حالة معينة فلا يرى نفسه محتاجا أن يسمع من هنا أَوْ من هنا، ويظن بأن ما هو عليه فيه الكفاية وانتهى الأمر! لكن وجدنا كَمْ من هذا النوع! أعداداً كبيرة لا تستطيع أن تزهق ولا جانباً من الباطل في واقع الحياة، وفي أوساط الأُمَّـة! إِذَا كنت طالب علم فلا ترضى لنفسك بأن تكتفي بأن تنتهي من الكتاب الفلاني والمجلدات الفلانية, والفنّ الفلاني وانتهى الموضوع، وكأنك إنما تبحث عن ما يصح أن يقال لك به عالم أَوْ علامة! حاول أن تطلب دائماً, وأن تسعى دائماً بواسطة الله سبحانه وتعالى أن تطلب منه أن يبلغ بإيْمَـانك أكمل الإيْمَـان)).

((لأن الإنْسَان – أحياناً – قد يعتقد بأن كُلّ مصادر الهدى قد اطّلع عليها، الإنْسَان بضعف إدراكه ومعرفته المحدودة – حتى وإن كان جاداً – يبدو له وكأن مصادر الهدى كاملة قد قدمت إليه وانتهى الموضوع, فلا يفكر أن يبحث أَوْ أنه بحاجة إلى المزيد! هذه حالة تحصل عند الناس لكن ارجع إلى الله هو الذي يعلم أنك بحاجة إلى المزيد ليرشدك هو إلى المزيد, وإلى المزيد من مصادر الهدى والمعرفة والإيْمَـان)).

 

الباطل لا يستطيع الوقوف أمام الحق:

ويؤكد الشهيدُ القائدُ على فعالية الحق الذي يحمله جنود الله في ميدان الحياة، فيما لو تحَـرّكوا وقدموه وفق ما قضى اللهُ وشرَّعه، وأنه ليس صحيحًا أن الحق يكون هو المغلوب، بل في سنن الله أنّ الحق هو الغالب؛ لأنّ الباطل بطبيعته زهوق، ولكن شريطة أن يجدَ الحق من يقدمه بكماله وجاذبيته؛ ولأنّ الناس لم يقدموه بصورته الكاملة ولا بجاذبيته، فكان ما كان.. حيث يقول (رضوان الله عليه):

((غيرُ صحيح، بل باطل أن يقال بأن أهل الحق دائماً يكونون مستضعفين، وأن من هم على الحق دَائماً يكونون ضعافاً، وأنه هكذا شأن الدنيا! إن هذا منطق من لا يعرفون كيف يقدمون الحق، منطق من لا زالوا في ثقافتهم هم فيها الكثير من الدخيل, من الضلال من قبل الآخرين، أيُّ منطق هذا أمام قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (الإسراء:81)؟! إن الباطل كان زهوقاً بطبيعته، لا يستطيع أن يقف إِذَا ما قدم الحق)).

 

خطورةُ التحَـرّك والانطلاق بإيْمَـان ووعي ناقص:

إن نقصَ الإيْمَـان والانطلاق في ميادين العمل بوعيٍ ناقص لا يظل أثره في حدود الإنْسَان لوحده؛ بل ينعكس على واقع الأُمَّـة، وتمتد آثاره للأجيال اللاحقة، وهذا ما حدث فعلاً؛ عندما فارقت الأُمَّـة الإمامَ عليًا (عليه السلام) وخذلته بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله)، ثم فرَّط الكثيرُ في مرحلة حكمه، نجد أن آثار ذلك الخذلان والتفريط امتدت إلى يومنا هذا..

كما إنّ هذا العصرَ الذي تطورت فيه أساليب التضليل والخداع الأمريكي واليهودي، يتطلب مضاعفة الجهود على المستوى الفردي والجماعي للارتقاء بالإيْمَـان والوعي؛ حتى تكون الأُمَّـة قادرة على مواجهة كافة التحديات..

ومما قاله الشهيدُ القائد (رضوان الله عليه) في ذلك: ((أي فئة وإن انطلقوا تحت اسم أنهم جنود لله, وأنصار لله، إِذَا ما كان إيْمَـانهم ناقصاً, سيجنون على العمل الذي انطلقوا فيه, سيجنون على الأُمَّـة التي يتحَـرّكون في أوساطها, سيجنون على الأجيال من بعدهم، وهم من انطلقوا باسم أنهم يريدون أن ينصروا الله, وأن يكونوا من جنده لكن إيْمَـانهم ناقص، ووعيهم ناقص.

إذا كان ولابد كما هو الحال بالنسبة لواقعنا والأُمَّـة في مواجهة صريحة مع اليهود والنصارى، مع أمريكا وإسرائيل ونحن في زمنٍ التضليل فيه بلغ ذروته في أساليبه الماكرة، في وسائله الخبيثة، في خداعه الشديد، فإن المواجهة تتطلب جنداً يكونون على مستوى عال من الوعي)).

 

لماذا انتهت معركة صفين دون هزيمة معاوية؟:

وقد يعتقد الكثيرُ أن هزيمة أَوْ انتصار الباطل يكون خاضعًا للموازين المادية، أَوْ للكثرة والقلة..! هذا غير وارد في سنن الله بالمطلق، ولذلك نجد أن القرآن الكريم قد حسم هذه القضية في كثير من آياته، ومنها على سبيل المثال [قصة طالوت] الذي لم يبقَ من جيشه في مرحلة المواجهة إلا القليل، ولكن كان هؤلاء القلة على وعي كبير، وإيْمَـانٍ واعٍ، حيث سطَّرَ الله موقفهم هذا في قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

لذلك من الخطأ الكبير اعتبار أن [الانتصار المادي] الذي تحقق لمعاوية وبني أمية، وغيرهم من طغاة الأرض، أنه نتاجًا لقوّتهم أَوْ بطشهم فحسب؛ بل تخاذل وتفريط من يُحسبون على جند الحق، كان عاملاً أساسيًا في هيمنة بني أمية، وتسلط أمثال معاوية ويزيد على رقاب المسلمين.. ومما قاله الشهيدُ القائد في ذلك:

((أتظنون أن انتصار الدولة الأموية, وتمكنها لتقهر الآخرين، ثم تمكنها لأن تصنع أمة أخرى غير الأُمَّـة التي أراد محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يبنيها من ذلك الزمان إلى الآن؟. أنه فقط قوتهم، بل تخاذل من هم يحملون اسم جند الحق، قلة إيْمَـانهم، ضعف إيْمَـانهم، ضعف وعيهم. لماذا انتهت معركة صفين دون هزيمة لمعاوية, وقد كانت مؤشرات الهزيمة بدأت؟ عندما تخاذل أولئك الجنود من صف الإمام علي وتحت رايته)). مة بدأت؟ عندما تخاذل أولئك الجنود من صف الإمام علي وتحت رايته)).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com