جندي (الله) مهامه تربوية.. وميدان عمله هي (النفوس)

حث الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدرالدين الحوثي كُلّ إنْسَان مؤمن يعتبر نفسه جندياً لله على الارتقاء في درجات سلَّم الكمال الإيْمَاني، ألا وهو (جهاد النفس) وترويضها، حيث قال: [الإنْسَان المؤمن هو جندي من جنود الله، وميدان تدريبه, ميدان ترويضه ليكون جندياً فاعلاً في ميادين العمل لله سبحانه وتعالى هي الساحة الإيْمَانية، ساحة النفس، كلما ترسخ الإيْمَان في نفسك كلّما ارتقيت أنت في درجات كمال الإيْمَان، كلما كنت جندياً أكثر فاعلية، وأكثر تأثيراً، وأحسن وأفضل أداء].

وفي ذات السياق أكّد سلام الله عليه على الدور الهام والخطير لـ(الثقافيين) لذا من الضروري جدا أن يكونوا على مستوى عالٍ من الإيْمَان والوعي، حيث قال: [جندي الله مهامه تربوية، مهامه تثقيفية، مهامه جهادية، مهامه شاملة, يحتاج إلى أن يروض نفسه, فإذا ما انطلق في ميادين التثقيف للآخرين، الدعوة للآخرين، إرشادهم, هدايتهم, الحديث عن دين الله بالشكل الذي يرسخ شعوراً بعظمته في نفوسهم يجب أن يكون على مستوى عالٍ في هذا المجال، جندي الجيش العسكري في أي فرقة، لا يحتاج إلى أن يمارس مهاماً من هذا النوع، مهامه حركة في حدود جسمه, قفزة من هنا إلى هناك، أَوْ حركة سريعة بشكل معين. لكن أنت ميدان عملك هي نفس الإنْسَان، وليس بيته لتنهبه، وليس بيته لتقفز فوق سطحه، الجندي قد يتدرب ليتعلم سرعة تجاوز الموانع، أَوْ سرعة القفز، أَوْ تسلق الجدران، أَوْ تسلق البيوت، لكن أنت ميدان عملك هو نفس الإنْسَان, الإنْسَان الذي ليس واحداً ولا اثنين، آلاف البشر، ملايين البشر، تلك النفس التي تغزى من كُلّ جهة، تلك النفس التي يأتيها الضلال من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها. فمهمة المؤمن يجب أن ترقى بحيث تصل إلى درجة تستطيع أن تجتاح الباطل وتزهقه من داخل النفوس، ومتى ما انزهق الباطل من داخل النفوس انزهق من واقع الحياة، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: من الآية11).

 

إذا استطعت أن تنطق (بالحق).. فلن تضرك الحرب (الإعلامية) ضدك:ــ

وأشار سلام الله عليه إلى شيء مهم يحدث لكل الأنبياء والمرسلين، ولكل من ينطلق مجاهدا في سبيل الله، ألا وهو (التشويه والحرب الإعلامية المضادة)، حيث قال: [وأنت جندي تنطلق في سبيل الله سترى كم ستواجهك من دعايات تثير الريب تثير الشك في الطريق الذي أنت تسير عليه، تشوه منهاجك وحركتك أمام الآخرين، دعايات كثيرة، تضليل كثير ومتنوع ومتعدد، وسائل مختلفة ما بين ترغيب وترهيب. الجندي المسلح بالإيْمَان إذا لم يكن إلى درجة أن تتبخر كُلّ تلك الدعايات, وكل ذلك التضليل – سواء إذا ما وُجِّه إليه, أَوْ وجِّه لمن هم في طريقه، لمن هم ميدان عمله – يستطيع أيضاً أن يجعلها كلها لا شيء؛ لأن هذا هو الواقع، واقع الحق إذا ما وجد من يستطيع أن ينطق به، إذا ما وجد من يفهمه، وفي نفس الوقت يجد آذانا مفتحة واعية فإنه وحده الكفيل بإزهاق الباطل بمختلف أنواعه، ومن أي جهة كان، ومن أي مصدر كان {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (الإسراء:81) زهوق بطبيعته إذا ما هاجمه الحق]..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com