لن تُبْنى الأمّة الإسلامية بناءَ صحيحاً إلا على أساس معرفتها (القُــرْآنية) بأهل الكتاب

إعداد/ بشرى المحطوري

هل (السلام) ممكن مع اليهود؟!

أوضَحَ الشَّهِيْدُ القَائِـدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- في محاضرة (ملزمة) الدرس الخامس من دروس رمضان على ضرورة أن تكونَ الأُمَّـــة على معرفة تامّة بنفسيات أهل الكتاب من خلال القُــرْآن الكريم الذي أحكمت آياته، والذي هو (هدى للناس) ومن خلال هذه المعرفة سيتضح جلياً بأنه لا يمكن أن يحصلَ سلامٌ مع اليهود، إذ قال الشَّهِيْدُ القَائِـدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ-: [لاحظ قوله: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}(البقرة: من الآية75) هذا الطرف الغبي، الطرف الغبي فعلاً الذي لا يعرف بني إسرائيل متى صار عنده أمل قد أَصْبَــح يسمع من بني إسرائيل، هم مكَّارون، هم مضللون يصدقهم عندما يقولون: [إنه احتمال ندخل معكم في هدنة واتفاقيات سلام ومواثيق، ويهمنا أن يكون هناك سلام وتعايش سلمي] فيعود هذا على أَصْحَابه الذين يجاهدون ويقاتلون ليقول لهم: اقعدوا، اسكتوا] ويقوم بضربهم؛ لأن لديه طمعاً، هنا أليس طامعاً؟ هو طامع في بني إسرائيل أنه سيدخل هو وإياهم في ماذا؟ في اتفاقيات سلام، ويستقر، ولا يوجد حاجة لقتالهم! في الأخير يقسو على أَصْحَابه على الذين يجاهدون، وفعلاً هذا حصل في فلسطين بشكل عجيب، [السلطة الفلسطينية] يخادعها الإسرائيليون، وظنوا فعلاً أنه سيدخل معهم في سلام، وتنتهي القضية!

إذاً أولئك الذين هم مزعجون [حماس والجهاد] وتلك الحركات المجاهدة؛ ثم يرجعون عليهم بقسوة، ويعيقون أعمالهم، ويقتلون منهم، ويسجنونهم ويسلمونهم للإسرائيليين في بعض الحالات؛ لأنه قد أَصْبَــح لديه طمع أنهم سيصدقون!. لا، القضية هنا لا يكون لديك طمع فيهم على الإطلاق، أن يبني الناس أنفسهم على أساس معرفتهم لبني إسرائيل، يمكن متى ما جاءت مرحلة معينة رأوا هم، هذا الطرف، ليس على حسب إملاءات بني إسرائيل: أنه يأتي هدنة، يأتي صلح ويكون هو مجهز نفسه بالشكل الذي يعرف أنه احتمال 100% أنهم ينكثون لكن اتركهم ينكثون لتضربهم؛ لأنه متى ما نكثوا عهداً، متى ما نقضوا ميثاقاً أَصْبَــح مبرراً واقعياً ومبرراً إعلامياً، ومبرراً منطقياً أن يُضْرَبُوا].

 

إسقاط الآية على الواقع في هذا الزمان:ــ

وأسقط الشَّهِيْدُ القَائِـدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- قوله تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} (البقرة: من الآية 75) على واقعنا بالحديث عن العراق، والملف النووي العراقي، حيث قال: [لاحظ القصة العجيبة التي تبين لك أنه الناس الذين يكونون جريئين إلى الدرجة هذه: أن يحرّفوا كلام الله سيحرفون أي شيء تقدمه إليهم، ألم يحصل هذا في قضية العراق عندما قدم ملفاً كاملاً عن أسلحته وعن برامجه التسليحية، ألم يقوموا بخطفه هم؟ اختطفوه وفعلاً غيروا فيه حتى أَصْبَــح ظاهراً بأنهم غيروا فيه فعلاً قبل أن يوزعوه لدول أُخْــرَى، ويعيدوه إلى [مجلس الأمن] أَوْ إلى [الجمعية العامة للأمم المتحدة] غيّروا فيه.

الإيرانيون سلكوا نفس الطريقة أي قدموا هم أيضاً تقارير قدموا أشياء عن برامجهم إلى [الوكالة الدولية] واحد من الأمريكيين يتكلم قبل أسبوع قال: قدموا بعض، أي: الإيرانيين قدموا بعض، أي: أن هناك مطالبَ، لا تنتهي هذه المطالب. أولئك يتصرفون معهم على أساس أن عندهم أمل، أَوْ عندهم طمع: أن يؤمنوا لهم! هؤلاء أناس ليس فيهم مطمع أن يؤمنوا لكم على الإطلاق. إذاً، العنوان هذا، أَوْ القضية هذه تحتها تصرفات كثيرة جداً، إما تصرفات خطأ – عندما لا تكون فاهم بأن الله قال عنهم، بأن ليس فيهم مطمع أن يؤمنوا لكم – أَوْ تصرفات إيجابية عندما تكون واثقاً بهذه: أن هذه طبيعة لديهم ثابتة، فإذا كانوا يحرفون كلام الله سيحرفون كلامك، كلام أي دولة، كلام أي حزب {مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ}(البقرة: من الآية75) ليس تحريفاً على أساس أنهم إنما يتحدثون بما فهموه، يتحدثون بما فهموه فتكون النتيجة في الأخير ماذا؟ أنهم لم يعرفوا الموضوع فعبروا عنه خطأ، لا. إن القضية من أصلها أنهم هم ينطلقون متعمدين للتحريف].

 

لا يسمح الله أبداً أن (تُزاح) نصوص تدل على قضايا أساسية:ــ

وفي ذات السياق أشار الشَّهِيْدُ القَائِـدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- وهو يتحدث عن تحريف اليهود لكتب الله، أن هناك (نصوصاً) أساسية مهمة جداً تدل على قضايا مهمة لا يسمح الله لأهل الكتاب من خلال تحريفهم للتوراة والإنجيل، كذلك لطوائف من الأُمَّـــة الإسْلَامية بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتحريفها لكثير من الأحاديث، لا يسمح أن تزال أَوْ تمسح أَوْ تمحى هذه النصوص، ومن الأمثلة على ذلك:ــ

 

المثال الأول:ـ ورودُ ذكر رسول الله محمد في كتبهم:ــ

قال الشَّهِيْدُ القَائِـدُ شارحاً: [تجد فعلاً على الرغم من حرصهم الكبير جداً على أن لا يكون لديهم لا في كتب تأريخ، ولا في كتب دينية لديهم أي مؤشر يعتبر مبشراً بالنبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، وشهادة بأنه النبي المذكور في كتبهم. ما استطاعوا أن ينسفوا هذه تماماً، بقي، بقي أشياء كثيرة داخل كتبهم بعد تحريفها، {أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}(البقرة:77). فلن يستطيعوا أبداً أن يصلوا إلى درجة أن لا يبقى أي مؤشر على نبوة محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) بل تجد أنهم هم، وعندما تقول هم أي: الجيل الذي كانوا في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن الله حكى عنهم: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}(البقرة: من الآية146) من أين هذا؟ أليس معناه أن هناك يوجد في كتبهم، ما زال هناك في كتبهم، في تراثهم أشياء ما تزال علامات].

وأضاف أيضاً: [كذلك ما كان عند بني إسرائيل من أشياء موجودة في كتب: [العهد القديم] التي يسمونها أَوْ في كتب: [العهد الجديد] في نفس الوقت قد يكون لديهم تأويل معين.

وهذه يذكرها أحد الكُتّاب المسيحيين الذين أسلموا بعد قال: [يكون هناك نص معين وعندهم يوجد تأويل سائد في أوساطهم، تأويل سائد لديهم] يأتي ما يكشف هذا الواقع هنا ويبين أنه هو حقيقة هذا النص، لا يمكن أن يكون هذا هو الواقع الذي ينسجم معه الشيء هذا الذي يؤولونه به نهائياً.

الله سبحانه وتعالى يعلم ما يسرون وما يعلنون، وكيف سيكون موقفهم من المؤشر الفلاني، من الدليل الفلاني، لا يسمح أبداً في القضايا التي تعتبر أساسية وهامة أن يزيحوها].

 

المثال الثاني:ــ أحاديث (الغدير، والثقلين، والمنزلة):ــ

أوضح الشَّهِيْدُ القَائِـدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- أَيْضاً أن هناك أحاديثَ مهمة جداً لم يستطيعوا أن يمسحوها، أَوْ يخفوها، وتكفَّلَ اللهُ بحفظها، حيث قال: [أحياناً الأشياء هذه قد تكون في وضعية وهذا شيء عجيب بل تجده فيما كان من بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) داخل الأُمَّـــة هذه يصبح هذا الشيء محاطاً بقضية، بحيث أنه لم يعد بالإمكان إزاحته على الإطلاق، إما أن يكونوا قد اعتمدوا على تأويل معين، أحياناً بعض التأويلات تشكل حماية لنص معين، بعض التأويلات يكون أَصْحَابها معتمدين عليها، لكن متى ما ظهر الواقع الحقيقي لذلك الشيء فإنه سيغلب كُلّ التأويلات، وإذا به يظهر أكثر انسجاماً مع النص مع المؤشر لم يعد هناك انسجاماً بينه وبين ما قد أولوه به. وهذه القضية عجيبة، لتبقى الحجة قائمة.. تلاحظ مثلاً لدينا كأمثلة على هذه [حديث الغدير] أليس حديث الغدير يلامس أخطر قضية لدى الآخرين في كونه نصاً في موضوع ولاية الإمام علي عليه السلام؟ أي: أنه الولي للأمة من بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

أعني هو من الأشياء التي لديهم حرص شديد على أن يزيحوه نهائياً، فلا يبقى له أي ذكر، ولا يبقى له أي وجود في أي مرجع من مراجعهم، ولا أي تداول في الأجيال المتعاقبة.. قد يكون شيء معين، تأويل معين لديهم أنه قال يعني: [من كنت محبه فهذا محبه] اعتمدوا على التأويل هذا، ألم يعتمدوا عليه؟ هذه شكلت حماية، تشكل حماية للنص، أعني: أن بعض التأويلات التي يعتمد عليها أَصْحَابها يكون أحياناً فيها مؤشر تدخل إلهي لحفظ النص، هذا النص لم يعد بالإمكان أبداً أن يزيحوه، لأن القضية هامة، وحجج الله سبحانه وتعالى وآياته فواصل في القضية.. هذا التأويل يمكن أن ينسف، ليس بالشكل الذي يمكن أن يثبت أمام دراسة الحادثة، حادثة الغدير، وقضية الغدير، أبداً لا يمكن، لهذا يتبخر أمام واقع القضية].

وأضاف أيضاً: [معك مثلاً فيما يتعلق بالأُمَّـــة هذه [حديث الثقلين] حديث ثابت تجده في مراجع الحديث عند الكل، ويصححه المحدثون، أَوْ منهم منشغلون بالتصحيح والتضعيف جيلاً بعد جيل [حديث الغدير]، [حديث المنزلة] أحاديث قد تكون مثلاً على أقل معدل اعتبرها عشرة أحاديث، لكن هذه الأحاديث هي تعتبر: قواعد عامة، أشياء أساسية، فواصل في القضية، هذه ما استطاعوا أبداً أن يزيحوها، ممكن أحاديث أُخْــرَى فرعية يستطيع يقول: هذا نفسه حديث ضعيف فيه فلان وهو أحاديثه منكرة، أَوْ هو يعتبر كذا يتكلمون عليه، لكن أحاديث تمثل حجة تمثل آيات، تعتبر قواعد عامة، تعتبر أشياء أساسية لا يمكن أبداً أن يزيحوها، أبداً، ومتى ما تداولوها هم أثناء التدريس فإنه يقدم ذلك التأويل: ((مَن كنت مولاه فهذا علي مولاه)) أي: من كنت أحبه فهذا علي يحبه!. فإذا هو يدرس أحداً في مدرسة، أَوْ في مسجد أَوْ في أي شيء يقدم هذا المعنى عندما يلقى الحديث! سلِم الحديث، سلِم].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com