الشهيد القائد: يسعى اليهود بكل جهد لطمس العقيد الإسلامية الصحيحة في نفوسنا

أكّد الشَّهِيْدُ القَائِدُ في [الدرس الثالث عشر معرفة الله ــوعده ووعيد] بأن القُرْآن الكريم كتابٌ للحياة كلها، وكل الأحداث في الحياة يكون للقرآن الكريم نظرة إلى كُلّ موقف منها، مشدداً على أهمية أن نُحيي القُرْآن في أنفسنا بالتأمل والتدبر والاستفادة من آياته.

كما نبّه السيد إلى خطورة اللامبالاة لدى بعض الناس في الإعداد للخطر المحتمل عليه، مشيراً إلى الجُهد الكبير والحثيث الذي يقوم به اليهود والنصارى لطمس العقائد الإسلامية الصحيحة من نفوس الأُمَّـة.

 

إعداد/ بشرى المحطوري:

بدأ الشَّهِيْدُ القَائِدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- بشرح بعض الآيات من القُرْآن الكريم أثناء محاضرته ليس على نمط المفسرين، حيث قال: [وكلامنا حول الآيات سواء هذه أَوْ غيرها، ليس على نمط التفسير، إنما هو كلام أشبه شيء بالاستيحاء من الآيات، وحديث حول الآيات. التفسير المعروف له نمط معين، وله قواعد معينة].

ولفت إلى خطأ وقعت فيها كتب التفسير؛ وذلك لأنها لا تربط بين آيات القُرْآن وبين واقع الناس، لتحصل الاستفادة العظيمة من كتاب الله، فقال -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ-: [والكثير من التفاسير تجعل الفائدة من القُرْآن الكريم قليلة جداً، إذَا لم يربط القُرْآن الكريم بواقع الناس، إذَا لم يكن الحديث حول آياته واسع، فإنه في الأخير يصبح كتاباً لا أثر له ولا فاعلية له في حياة الناس، ولا في أنفسهم. القُرْآن هو كتاب للحياة كلها، وكل أحداث الحياة لا يخلو حدث منها عن أن يكون للقرآن نظرة إليه وموقف منه، ونحن نريد – إن شاء الله – جميعاً أن نُحيي القُرْآن في أنفسنا، فإذا ما عدنا إلى تلاوته – كما هو المعتاد – سواء في شهر رمضان أَوْ في غيره تكون تلاوتنا له تلاوة إيجابية، نتأمل، نتدبر، نستفيد من آياته، ولا شك أن أي حديث حول آيات القُرْآن الكريم ما يزال حديثاً قاصراً وناقصاً، لا أحد يستطيع مهما بلغ في العلم والمعرفة أن يحيط علماً بعمق القُرْآن الكريم؛ لأن كثيراً مما يمكن أن يعطيه القُرْآن، مما هو من مكنون أسراره، إنما يساعد على كشفه وتجليه، المواقف، والمتغيرات والأحداث].

 

أغلب العرب لا يؤمنون بأنهم في خطر إلا عندما يقع الفأس في الرأس:ــ

تناوَلَ الشَّهِيْدُ القَائِدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- سلوكاً من سلوكيات العرب، التي اشتهروا بها، وهو سلوك سيء، يشبه سلوك بني إسرائيل عندما قالوا لموسى -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ-، بعد أن أنجاهم الله وأخرجهم من البحر سالمين، بعد تلك المعجزة العظيمة، انفلاق البحر، قالوا بجحود شديد: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً)، فقال -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ-: [أولئك الناس – وهم أَكْثَرنا – الذين لا يؤمنون بالخطورة إلا متى ما دهمتهم، لا يعملون الاحتياطات اللازمة، ويعدون العدة لمواجهة الخطر، وإنما يسوفون ويتناسون حتى يدهمهم الخطر. قلنا أيضاً: إن هذه إذَا كانت طبيعة لدينا، إذَا كانت حالة نفسية ثابتة لدينا فهي خطيرة جداً علينا؛ لأنها لن تكون في الدنيا، بل ستكون في الآخرة أيضاً، مَن هذه حالته، من هذا واقعه هكذا: لا يهتم بالإعداد للخطر المحتمل فإنه أيضاً لن يهتم، ولن يعد للخطر المتيقن].

وحذّر الشهيدُ القائدُ الناسَ من كلمة [عسى ما في خلة] التي يقولونها لمن يحذرهم من خطر اليهود والنصارى، ومؤكّداً أن النفسية التي يعشها الواحد منا هنا في الدنيا، هي النفسية التي سوف يبعث بها يوم القيامة، فقال: [نحن نقول كلمتين، في الدنيا نقول أمام الخطورة المحتملة: [عسى ما في خله] ألسنا نقول هكذا؟ [عسى أن الباري سيهلكهم].. ونقول أمام الخطورة المتيقنة: [الله غفور رحيم] أليست حالة واحدة؟. يجب أن نروّض أنفسنا هنا، نفسيتك في الدنيا هي النفسية التي ستحشر بها يوم القيامة، ستحشر أنت وأنت أنت، كما لو قمت من مرقدك الصباح، النفسية التي كنت عليها هي هي التي ستبعث عليها يوم القيامة [ما في خلة] [الله غفور رحيم] تأتي الخلة وأنت لم تعد لها عدة فتكون خلة كبيرة جداً، [الله غفور رحيم] سيأتي يوم القيامة وترى بأنه كان موضع الرحمة والغُفران هنا في الدنيا أن تتسبب هنا في الدنيا، فيرى الناس أنفسهم بأنه لا كلمة [ما في خلة] ولا كلمة [الله غفور رحيم] هي التي ستنفعهم].

 

أمثلة.. على بعضٍ من مخططات اليهود والنصارى لضربنا:ــ

وأوضح -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- لنا بالأمثلة الكثيرة كيف هو استعدادُ الأعداء لضربنا والقضاء على الإسلام، عبر مئات السنين من الاستعداد والتخطيط، ونحن غافلون، لا ندري ما يُحاك ضدنا، كالآتي:ــ

المثال الأول:ــ

ذكر -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- ما حصل في أسبانيا (الأندلس سابقاً)، وبعد أن عاش المسلمون فيها أَكْثَر من ثمانية قرون، استطاع اليهود والنصارى أخذها منا، ودمروا كُلّ شيء يتصل بالإسلام، حيث قال: [فهم يعملون جاهدين من زمان من مئات السنين، بل بلغ بهم الحال في بعض مراحل التأريخ في أسبانيا بعد أن ضربوا المسلمين هناك، أرغموهم في الأخير على تغيير أسمائهم, وأسماء أبنائهم، تغيير الأسماء الإسلامية إلى أسماء أُخْرَى أوربية، من نحو [جورج] ونحوها.. أسماء أُخْرَى؛ لأنه حتى المفردات الإسلامية، المفردات العربية، المفردات القُرْآنية، الألفاظ، هم يرون أنها تترك شعوراً، أَوْ أثراً أحياناً قد يكون أثر لا شعوري، وأن هذا يبذر بذرة ارتباط داخل أعماق النفس، فتهيئ الإنْسَان للاستجابة في أي زمن].

 

المثال الثاني:ــ

ولفت -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- إلى أنهم يعملون بكل ما أوتوا من قوة على أن تضيع كلمة (جهاد) من قاموس المسلمين، فقال: [فهذه خطورة، يغير الاسم، تغير المصطلحات مهما أمكن كما وجدنا من تغيير كلمة: [جهاد] ونحوها. لماذا يعملون هم على أن تضيع كلمة:[جهاد] من أوساط المسلمين ونحن المسلمين نرى أنفسنا نقرأها كثيراً في القُرْآن الكريم ولا نتأثر! أليس كذلك؟. هم يرون أنه وإنْ كنت الآن تقرأها ولا تتأثر بها، لكن تكرارها على مسامعك سيترك أثراً ولو كان أثراً لا شعورياً، أقل ما يمكن أن يترك هذا هو: أن يكون هذا المبدأ مقبولاً لديك، متى ما جاء من يحركك، ومتى ما وجدت الإمكانيات بين يديك، أليس كذلك؟ أليس هذا ما نجده في أنفسنا أحياناً متى ما وجدنا من يتكلم معنا، أَوْ وجدنا من يتحدث عن واقعنا، أَوْ وجدنا من يعمل على إحياء هذا المبدأ في نفوسنا، ألسنا نتأثر؟. هذه الخطورة: هم لم يكتفوا بأن يقولوا: ها هم الآن يقرؤون القُرْآن ولم يتأثروا به أَوْ ربما أنت لا تتأثر به، تموت وأنت غير متأثر به، لكن ابنك ما زال وابن ابنك أيضاً سيقرأ القُرْآن وسيجد فيه الكلمات هذه: [جهاد.. جهاد.. جهاد.. ] إلخ.

 

المثال الثالث:ــ

أشار -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- إلى الخُبث اليهودي الذي سعى ويسعى إلى تغييب أعلام آل البيت من وسائل الإعلام والمناهج الدراسية، حيث قال: [حتى الربط بالأعلام، الربط بالأعلام أيضاً عندهم قضية خطيرة؛ ولهذا رأينا نحن وأنتم جَميعاً أنه كيف غيّب الحديث عن الإمام علي وأهل البيت في المناهج الدراسية، وغيب الحديث عنهم في وسائل الإعلام، وغيب الحديث عن آثارهم عن طريق الثقافة، ولم تبدِ وزارة الثقافة في أي بلد – خاصة في اليمن – اهتماما بالآثار آثار أعلام أهل البيت!!؛ لأن الربط بالأعلام أيضاً مهم جداً، إذَا ما رسخ في أنفسنا عظمة علَم من أعلام الإسلام المتكاملين والكاملين فعلاً، فلو كان مجرد اسم يتردد على ألسنتنا لكن قد يأتي من يجعل هذا الاسم فاعلاً ومؤثراً].

وأضاف بأنهم رمَّزوا لنا أعلاماً وشخصياتٍ لا تهش ولا تنش، لا تضر ولا تنفع، وهم يدركون هذا، فقال -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ-: [وهكذا رأينا كيف أنه في مناهجنا الدراسية، وعلى شاشات التلفزيون، وفي غيره من وسائل الإعلام، نرى أعلاماً أُخْرَى تقدم للأمة، ويتحدثون عنها كثيراً في المساجد، في المعاهد, في المراكز، في الجامعات، وفي كُلّ مكان. هذه الأعلام عند من يفهم واقع الأُمَّـة الآن أن أمريكا, أن اليهود والنصارى يتحكمون تقريباً في كُلّ شيء، في الجوانب الإعلامية، الثقافية، التربوية، الاقتصادية، السياسية، في الدول كلها يتحكمون فيها، ويتدخلون في كُلّ صغيرة وكبيرة. هم يعرفون أن تلك الأعلام لا تصنع شيئا؛ لأنه لو جسم في نفسك على أَكْبَر ما يمكن لما كان باستطاعته أن يحركك، ليس فيه ما يحركك، إنما هي – كما يقال -: [نمور من ورق] فلنضع للشباب ولنضع للأجيال نموراً من ورق، أعلاماً وهمية لا تقدم ولا تؤخر، ولو تكرر اسمها آلاف السنين لن تعمل شيئا في النفوس؛ لأنه عندما تحاول أن تستيقظ وترجع إلى ذلك العلم لتستلهم منه شيئا تجده فارغا لا يمكن أن يكون فيه ما يدفعك].

 

الأيادي اليهودية.. هنا في اليمن:ـ

وأكّد -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- أن اليهودَ لهم اليد الطولى على سياسات الإعلام العربي بشكل عام، وكذلك المناهج الدراسية اليمنية، فتساءل قائلاً: [متى رأينا في وسائل إعلامنا حديثا عن الإمام الهادي وعن أثره في اليمن؟ متى سمعنا برامجاً تتحدث عن أخباره وسيرته الحميدة وما عمله من أعمال عظيمة في اليمن وفي أوساط اليمنيين وفي هدايتهم؟ وهم من كان القرامطة قد عبثوا بأفكارهم، والباطنية، وبقايا كثيرة من اليهود كانت ما تزال في مختلف مناطق اليمن؟ لا حديث عنه إلا بما يسيء، لا حديث عنه إلا بتعسف بما يقدمه ناقصاً].

واستغربَ من وصول الأمر بالسفير الأمريكي هنا في اليمن وقتها أن يبحثَ ويستفسر وراء مراكز التعليم الزيدية تحديداً، وحذّر -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- من السكوت عن مقاومة أعداء الله، حيثُ قال: [لو سكتنا هل سيسكتون أولئك؟ لن يسكتوا.. إذَا ما سكتنا سيقولون أيضاً: هذه المدرسة أَيْضاً إرْهَابية، هذا الكتاب إرْهَابي، وفعلاً نشرت بعض الصحف بأن الوفد الأمريكي ظل يستفسر عن مدارس تحفيظ القُرْآن وأغلقت بعض المدارس!!. استفسر عن [مركز بدر]، مدرسة زيدية في صنعاء. قد نتوقع ببساطة تفكيرنا أنه إذَا سكتنا – أفضل نسكت – قد نتوقع أنهم سيسكتون؟.. لا. السكوت سيدفعهم إلى أن يعملوا للحصول على تنازلات كثيرة أُخْرَى، ويعملوا ليصلوا إلى ضرب أشياء أُخْرَى، لن يسكتوا، يجب أن نفهم هذا: لن يسكتوا ولن يتوقفوا إلا متى ما تحركنا نحن وصرخنا في وجوههم، سيسكتون وسيتوقفون، أما إذَا سكتنا فالخطورة هنا، الخطورة البالغة هنا.

 

توقعات الشَّهِيْد القَائِد.. حصلت فعلاً:ــ

وتوقّع الشَّهِيْدُ القَائِدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- بأن اليهود وأياديهم العابثة في البلاد سيسعون لإسكات أصوات علماء الزيدية، والقضاء عليهم، وقد حدث ذلك فعلاً، حيث تم استهداف مسجدَي بدر والحشحوش، واستشهد الدكتور العلامة المرتضى بن زيد المحطوري، حيث قال: [عندما بدأوا يتحدثون عن مركَز بدر، عن مدارس تحفيظ القُرْآن، أحياناً قد يثيرون عبارات, قد يثيرون عبارات.. هكذا؛ لينظروا ردة الفعل، ألم نتحدث أَكْثَر من مرة عن هذا الأسلوب: لينظروا ردة الفعل؟.. سكتنا فهموا بأن السكوتَ أَصْبَح لدينا [استراتيجية ثابتة]، وأننا أَصْبَحنا بقراً، نفهم: أن السكوت هو الوسيلة الصحيحة لماذا؟ لكف شر الأعداء.. لنسلم شرهم. بعد حين سينطلقون فعلاً ليتخذوا القرار الملزم بإيقاف هذا الصوت، بإغلاق هذه المدرسة، بسحب هذا الكتاب من الأسواق، بإغلاق هذا المسجد، بنفي هذا الشخص، وهكذا… ].

محذراً -سَلَامُ اللهِ عَلَـيْهِ- من خطر اليهود وأياديهم بأنها ستصل إلى كُلّ العلماء وليس علماء فئة معينة فقط، وقد حدث هذا فعلاً، حيث رأينا أيادي اليهود في الجنوب تقتل وتخطف علماء الجنوب حتى ممن هم مع العدوان، وفي صف العدوان، فقال: [لا يتصور أحد بأنه يمكن أن تتوقف الأعمال عند فئة معينة من العلماء، ستشمل العلماء كلهم، وأضعفهم من سينفى، أضعفهم من تفرض عليه إقامة جبرية فيكون ميتا وهو ما يزال حياً، ميت الأحياء. ثم ستصل إلى فئات الناس؛ لأنهم ما زالوا يحملون هذه العقيدة، إما أن يقبلوا أن يدينوا بأشياء ويتربوا على أشياء هي من النوع الذي لا يشكل خطورة.. لا بأس، وهذه هي ليست أَكْثَر من مرحلة، أَوْ أن يظل هذا الموقف وهذا اللقب كلمة: [إرْهَاب] ونحوها تتابع كُلّ شخص، كُلّ شخص.. خاصة نحن الزيدية, كُلّ شخص منا سيسمى في الأخير بأنه إرْهَابي. افترض قضوا على العلماء، وقضوا على القُرْآن سيقال هذا الشخص ما يزال زيدياً ما يزال إذاً إرْهَابياً وهكذا، لماذا؟؛ لأنهم من هذا النوع يفكرون بضرورة العمل ضد أي خطر محتمل مهما كان بسيطاً في نظرنا نحن، مهما كان بعيد الوقوع من وجهة نظرنا نحن].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com