المراكزُ الصيفية إلى أين؟

سهام وجيه الدين

لكل زمان وفي كُـلّ مكان هناك جماعات من البشر منذ خلق الله الخليقة وحتى يومنا هذا، مجموعة تقف مع الخير وتناصره وتكون من عباد الرحمن، وعلى عكسها مجموعة تقف مع الشر وتكون من جنود الشيطان وأدواته.

ولكل من هذه الجماعات أدوات خَاصَّة مستخدمة في الحروب ضد بعضهم، فهناك من يقاتل بشرف وهناك من يستخدم أساليب الغدر والحيلة.

فمثلاً عندما كان الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- يحاول أن ينهض بالإسلام من جديد بعدما كاد أن يندثر، حاربه معاوية بن أبي سفيان وكان أكبر شوكة في طريق الإسلام والمسلمين؛ حَيثُ استخدم جميع أدواته الشيطانية في سبيل أبطال المشروع المحمدي ولكن “وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”.

ومن ضمن أساليبه استخدام الحرب الإعلامية ضد الإمام علي -عليه السلام- لدرجة أنه حين وصل خبر استشهاده -سلام الله عليه- إلى أهل الشام، وأنه كان في المحراب يصلي وضعت علامة تعجب في أذهان الشاميين، حَيثُ تفوهوا بأسئلتهم العجيبة قائلين: (أوكان عليّ يُصلي)؟!.

كارثة! لقد صور لهم معاوية أنه خارج عن دين الله وهو من هو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الحرب الإعلامية هي من أقذر الأساليب والأدوات؛ لأَنَّها تضلل الحقيقة وتزيفها وتتوه فيها أجيال وأجيال يجهلون بحقيقة الأمور، وهي ما نتج عنه ما نعيشه ونعانيه إلى يومنا هذا من دينٍ أموي بعيد عن الدين المحمدي الذي طُمست معالمه، والذي يجب علينا أن نحاول جاهدين لتنشئة الجيل المحمدي الواعي ونصحح مسار هذه الأُمَّــة التي تشتت وتمزقت؛ بسَببِ الشيطان وأدواته ونبني جيلاً واعياً، جيلاً يتعلم تعاليم دينه الصحيحة والأخلاق والقيم والفروض والواجبات وينهل علومه من مناهلها الصحيحة، وذلك عبر التحاق أولادنا وبناتنا في المراكز الصيفية التي سيكون لها الدور الفعّال في بناء هذا الجيل كما يجب أن يكون.

المراكز الصيفية التي ستملأ فراغهم وتنقذهم من غياهب جُبّ الفساد والمفسدات، فلا نكون مساهمين في دخولهم مجال الانحراف وَالانحلال المنتشر كما نلاحظ البعض هذه الأيّام، بل يجب علينا أن نحفظهم من كُـلّ ذلك بالتحاقهم بالمراكز الصيفية مستفيدين من وقتهم بتعلم القرآن الكريم وأحكام الطهارة والوضوء والصلاة وغيرها من التعليمات المحمدية الأصيلة، غير المزيفة الشائعة التي يعمل بها معظم الناس متحججين بقولهم “إحنا ما نعرف أنفسنا إلَّا هكذا” أَو “من زمان جدي وإحنا نفعل هكذا” هؤلاء كالذين قالوا: (حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شيئاً وَلَا يَهْتَدُونَ).

كلّ هذا؛ بسَببِ كارثية العلم الذي تعلموه ولم ينهلوه من مناهله الصحيحة بل جاءهم عبر أدوات شيطانية وهَّـابية ماسونية وهو ما علينا محاربته بتعليم أبنائنا وبناتنا دينهم الحق عبر هذه المراكز الصيفية كي لا ينحرفوا ولا يَضِلوا ولا يُضَلوا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com