المراكزُ الصيفية.. تربيةٌ وآداب وعلمٌ ومكارم أخلاق

 

ق. حسين بن محمد المهدي

مما لا ريب فيه أن العلم مصباح الهدى، وعنوان الدين والتقى، وريحان الوجود، ودواء القلوب.

وقد فتح أنصار الله بالمراكز الصيفية من العلوم أبوابها، وبعثت إليها أهل العلم من رجالها، لأنها تعلم أن صلاح الإنسان وفلاحه وفوزه ونجاحه إنما يكون بالعلم.

ومعلوم أن أمور الدنيا لا تصلح إلا بالعلم؛ ولأن أمور الدين لا تستقيم إلا بالعلم (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) (وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّـهِ إلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).

العلم حياة الأُمَّــة والجهل حرمانها وإنما تسعد الحياة ويعلو بنيانها بالعلم.

فبالعلم فوز الإنسان ونجاته، وبه بلوغ أعلى درجاته، وبالعلم صنع أنصار الله الطائرات المسيرات، والصواريخ المجنحات، واجتنبوا المحرمات، وابتعدوا عن الشبهات، (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى‏ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ).

لقد جعل أنصار الله من المراكز الصيفية معلما للعلم، وعنوانا للعز، ومعينا على البر، وبابًا للعُلا، مقتفين أثرَ السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- الذي جدَّد للشرع معالمه وفتح لطالب العلم بابَ العُلا.

وإذا الفتى نال العلومَ بفهمه

وأعين بالتشذيب والتهذيب

جرت الأمورُ له فبرز سابقًا

في كُـلّ محضر مشهد ومغيب

(الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ* وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ* وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُوْنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئك لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ)

فاقتنص الفرصة وسارع للالتحاق بالمراكز الصيفية.

فالعلم ينفع ويبقى، والعاقل من الناس من سارع لاكتسابه، وعمل على احتساب ذخره وثوابه، وفي الحديث (إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له).

العلم يحيي قلوبَ الميتين كما

تحيا البلادُ إذَا ما مسَّها المطر

والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبِهِ

كما يجلّي سوادَ الظلمة القمر

وإنما يخشى اللهَ ويبتعدُ عن الكبرياء والرياء وظلم الأبرياء من عباد الله العلماءُ، (إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).

العلم يرشدك إلى بارئك ويطلق عقلك من عقال الأوهام، ويبعدك عن مشابهة الضالة من الأنعام، ويجنبك الوقوع في المعاصي والآثام، وبدونه لا تستطيع معالجة مشاكل الحياة بالشكل الصحيح، ولا تستطيع أن تحمي نفسك أَو تنقذها فهو يجمع بين الحق والقوة والسعادة والسيادة والعظمة والسلطان، ولقد كان لقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- اليدُ الطُّولى في فتح المراكز الصيفية ودعمها ماديا ومعنويا لتعليم العلم وليتصف من تعلم بالمحامد (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)، (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وقد جاء في الحديث أن “من قرأ هذه الآية يجاءُ به يومَ القيامة فيقول الله تعالى: عبدي عهد إليّ عهدا وأننا أحق من وفَّى، أدخِلوا عبدي الجنةَ”.

فلتخرس الصهيونية وأذنابها الذين يحاربون مراكز تعليم العلم ويروِّجون للإباحية ويفتون بغير علم (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ ما لا تَعْلَمُونَ).

إن جهاد الصهيونية اليهودية في فلسطين يعتبر ذروة سنام الدين.

فليشمر الأبطال من محور المقاومة: -اليمن لبنان والعراق وسوريا وطهران- لقتال هؤلاء المارقين من اليهود المحتلّين لفلسطين والشكر لهم بعد الله موصول وللقوات المسلحة اليمنية حامل راية النصر بيد أنصار الله (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) العزةُ لله ولرسوله وللمؤمنين.. والخزيُ والهزيمةُ للكافرين والمنافقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com