الدوراتُ الصيفية ضمن المشروع القرآني

 

دعاء أبو طالب

لقد منّ الله -سُبحانَه وتعالى- علينا بهذه النعمة وهي المسيرة القرآنية العظيمة، جاءت في زمن أحوج ما نكونُ فيه إلى القرآن الكريم والرجوع إليه في مسيرة حياتنا اليومية، وكيف نبني أُسَرَنا في ظل ما يحدث في هذا الزمن من فساد أسري وأخلاقي؟!

وكيف نربّي أبناءَنا بعيدًا عن كُـلّ هذه المفاسد المضلة وليست من الدين في شيء.

جاءت الدورات الصيفية ضمنَ المشروع القرآني؛ فهي جزءٌ لا يتجزأ منه؛ فعندما نبني جيلاً قرآنياً يتخلق بالأخلاق القرآنية وينهج نهجَ القرآن في حياته وتصرفاته، هنا نكون قد أعددنا لبنةً في هذا الصرح العظيم؛ فالمسيرة القرآنية ليست محصورةً في زمن أَو وقت معين، أَو أشخاص، أَو جيل واحد ومحدَّد، ولكنها مشروعٌ يمتد لكل زمان ومكان؛ فعندما نقوم بتوسيع هذا المشروع لا بُـدَّ أن يكون هناك جيلٌ قوي ومستعدٌّ لإكماله على أرقى مستوى، جيلٌ تكون نشأته الأولى نشأةً قرآنية يكمله بكل وعي وبصيرة وجهاد وعلم متكامل وقوي في كُـلّ الأعمال.

الدورات الصيفية تجعل من الطفل واعياً لكل ما يحصلُ حوله من أحداث ومتغيرات يعرفُ من خلالها الحق والباطل والخطأ والصواب، تجعلُ منه طفلاً محصِّناً من كُـلّ ما قد يغزو عقله من أفكار خبيثة وشاذة وخارجة عن مألوفة، ومجتمعه، والبيئة التي يتربَّى فيها والعالم المحيط به، فقد تكون درعاً واقياً من كُـلّ هذه الصدمات، يكون مستعدّاً لمواجهة كُـلّ خطرٍ بوعي وبصيرة وحكمة، وأن لا يكون سطحياً وصاحبَ نظرة محدودة للأمور فيتقبل كُـلّ شيء، ويكون عُرضةً للإطاحة به في كُـلّ لهوٍ وبكل سهولة كما يحصل الآن في بعض الدول العربية، ونعرف ما يحصل لهم من تخلُّفٍ وسقوط في المتاهات وأصبحوا كدُمَىً يتحَرّكون كما أراد لهم العدوّ أن يتحَرّكوا.

فعندما نذهبُ بالطفل للدوارات الصيفية لتعلُّمِ القرآن الكريم والتعرف على الدين السليم الخالي من التبعية والرجعية، الخالي من الولاء لليهود والنصارى، وأن يواليَ أولياء الله ويعادي أعداء الله، أن يتخلق بمكارم الأخلاق وأن تكون حياته قائمة على التقوى والإحسان، نكون قد ضمنا مستقبلَه في دينه وآخرته، ونكونُ قد ضمنا أَسَاسَ هذا المشروع القرآني الرباني بأجيال قرآنية واثقة بالله، معتمدة عليه أقوياء ضد أعدائهم، حاملين راية الحق والنصر والفتح العظيم بإذن الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com