تَكثُرون حين الفزع، وتقِلُّون عند الطمع

 

بشائر القطيب

تحت شعار “معركتنا مُستمرّة حتى تنتصر غزة” أطواف بشرية، وصرخات مزلزلة، وأفواج غفيرة، تُملأ الساحات في أجواء مُمطرة تعم مختلف مناطق الشعب اليمني العظيم؛ وعلى الرغم من ذلك فَــإنَّ هذا الشعب يواصل خروجه في شتى الساحات اليمنية تضامناً مع الشعب الفلسطيني، حَيثُ بخروجهم الأخير غير المسبوق يرسمون لوحةً تاريخيةً فريدة المشهد على مستوى التاريخ المُعاصر، حَيثُ هذا الخروج مليوني استثنائي يتخطى جميع العوائق، ويتحدى الصعوبات ويملأ الساحات ويُبهر الأبصار..!!

فهذا الشعب العظيم يخرج في كُـلّ أسبوع ليُعطيَ السلاح لمن لا سلاح له ويُلبس الثياب لمن لا ثياب له، حتى يعلم الأعراب المُنافقون الموقف الحقيقي والمُشرّف من أبناء اليمن الحبيب أمام تلك المجازر التي تُرتكب بحق أهل غزة، حَيثُ يستمر القصف، والحصار، والتشريد، والتجويع حتى اللحظات الأخيرة؛ فغزة تعيش تحت القصف، والدمار، ولا يمر يوم دون جرائم أمام ناظر العرب المُنافقين، الذين ما يزالون يصمتون وإلى اليوم عن تلك المجازر المؤلمة التي أصبحت الحيوانات على وشك النطق حتى تقول بأن غزة مظلومة، وعلى الجميع مساندتها والوقوف لمواجهة أمريكا و”إسرائيل” حتى تحرير فلسطين.

فيا نار كوني برداً وسلاماً على غزة؛ فالله سبحانه وتعالى معكم، ونحن معكم وإن اضطر الأمر سنبني من أجسادنا ودمائنا طريقاً للمجيئ إليكم؛ لكي تظل غزة هي العزة ونُذيق العدوّ طعم الهزيمة، ونجعل عواقبه، وخيمة حتى يعلم بأن غزة، واليمن ليست لُقمة سهلة وأنه أتى للموت بقدميه ووقعت الكلاب في مقبضة الذئاب!

ومهما حاول العدوّ إرضاخ هذا الشعب لن يستطيع، بل يزيده قوةً وعزيمةً وإصراراً لقطع رأس الأفعى من أمريكا وبريطانيا؛ ليكونوا على علم بأنه من يتعدى حدوده على غزة فهو يتعدى حدوده على اليمن، ونحن لن نقبل بهذا؛ لأَنَّنا قوماً نأبى الظلم والاستعباد، نعشق الحُرية والكرامة، فنحن من قال عنهم رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: “تُكثرون حين الفزع، وتقلّون عند الطمع”.

بالرغم من الحال السائد والمفروض على هذا الوطن من حصار، وتجويع، وقطع الرواتب، ومنع الغذاء، والدواء، ولكن تبقى قضية فلسطين في مُقدمة الصفوف، وهذا فخرٌ لنا حتى نتحمل هذا الوضع الكئيب؛ مِن أجلِ غزة الحبيبة وقضيتنا المهمة.

وسنظل متمسكين بهذه القضية العظيمة حتى تحرير فلسطين، وكذلك عمليات اليمن الهجومية ستقبى مُستمرّة، وسنجلب الهلع والشقاء على أمريكا و”إسرائيل” ما دام عدوانهم مُستمرّاً على فلسطين ولن نتوقف أَو نكل أَو نمل حتى وقف عدوانهم، وفك حصارهم، وانسحابهم من كُـلّ الأراضي الفلسطينية وإلا فالعاقبةُ وخيمة على من يتعدى حدوده، والله على ما نقول شهيد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com