تداعياتُ حرب كيان العدوّ على غزة تخترق أسوارَ الجامعات الأمريكية

 

منتصر الجلي

تتعرى واشنطن وَتنكشف عورتها أمام مرآة العالم والمجتمع الغربي خَاصَّة، مع دخول العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة شهره السابع، من جرائم الإبادة التي لم يسبق لها أن حصلت في التاريخ المعاصر.

فظاعة إسرائيلية، فضحت الدور الأمريكي ووحشيته وبشاعته، لتتصاعد الأصوات المناهضة للسياسة الأمريكية من بلدان أُورُوبا ومن داخل الشارع الأمريكي نفسه، وعدد من الأصوات المنتمية لسلطات في تلك البلدان، رفضاً للوحشية الإسرائيلية والمساندة الأمريكية في قتل وإبادة أبناء قطاع غزة في مشهد تقدره الإحصائيات ما يعادل 6 % من سكان القطاع، نسبة لم تحصل على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، أمام هذا المشهد ومتغيرات المعركة.

تكابر واشنطن مجاهرة بالمعصية التلمودية وحماية للبقرة السامية ما يُسمى ” إسرائيل” بشتى الوسائل على مستوى العالم، دفاعاً وصل إلى الاستماتة الفعلية والوقوف في وجه العالم كله، وكلّ الأصوات الحرة التي تُنادي بوقف حرب الإبادة في غزة، ناهيك عن مليارات الدولارات التي قدمتها مُذ بدء الحرب على غزة.

كانت آخرها خلال هذا الأسبوع التي لاقت تصويتاً لدى الكونغرس الأمريكي بأغلبية ساحقة، في شهادة جلية للدعم اللا محدود لكيان العدوّ واستمرار جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، إصرار يشتد كلما تجلت نتائج خسارة العدو أمام صمود وصبر وتضحيات أهل غزة، فضيحة تصنعها السياسة الأمريكية، تعري الأنظمة الأُورُوبية والغربية، تطمس ألوان الكاريزما اللاإنسانية، وتضع بصمة الدماء على أرشيف القوانين المعتبرة لديهم، بما فيها القرارات الدولية ومجلس الأمن والعدل الدولية، وغيرها من المرتكزات التي هي ذات أُسس يُستند إليها ولا ينبغي الخروج عنها أَو تجاوزها، جميعها أصبحت برتوكولات تحت قدم الأمريكي والإسرائيلي، بما فيها من مضامين تحكم السياسات الدولية وحركتها.

جديد ذلك يظهر الشارع الأمريكي على النقيض من التبعية الأمريكية لكيان الاحتلال وجرائمه، من خلال عدد من الأصوات والتكتلات والجمعيات والمنظمات ذات الاعتبارات الخَاصَّة؛ إذ ترى في ذلك عاراً لن يغادر صفحة التاريخ الأمريكي المظلم، وما تشهده عشرات الجامعات الأمريكية هذه الأيّام بعد مرور (204) أيام من شن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من خلال اعتصامات واحتجاجات طلبة تلك الجامعات الذين خرجوا ينادون بوقف العدوان عن غزة والتنديد بتلك الجرائم ومحاسبة العدوّ الإسرائيلي عنها، تلك الاعتصامات التي خرجت عن أسوار الجامعات حتى طرقت أبواب الخارجية الأمريكية التي رأت في ذلك تصرفًا يُعادي السامية حَــدَّ تصريحها، من جانب أقضَّت الشارع الإسرائيلي على حكومة الاحتلال وتتداعى منها صارخة غاضبة، هذه المظاهرات والمخيمات في الجامعات الأمريكية والتحَرّك لإخماد تلك الاعتصامات من قبل الأمن الأمريكي والقمع والسجن لكثير من أُولئك الشباب خوفاً من توسعها لتشمل الشارع الأمريكي وتخرج عن أسوار القرار كما خرجت عن أسوار الجامعات، حيثُ إن عدداً من شبان ومنتمي تلك الجامعات هم من أبناء السلطة والمقربين للإدارة الأمريكية وهذا من شأنه خلق واقع من التوتر الداخلي للبيت الأمريكي الإسرائيلي، في إطار إدارته ونشوء حالة جدل من التناقضات بينهما.

هذا الحركة الطلابية مع فجر كُـلّ يوم تتسع رقعتها وتصبح المآلات الأمريكية ووعودها لكيان الاحتلال تبدو عليها آثار الخيبة الوشيكة، مع كُـلّ ما تلاقيه تلك التظاهرات من قمع لحرية الكلمة والتعبير، واستخدام القوة لمواجهة تلك الأصوات الحرة، والمندّدة، مما يثبت للشعب الأمريكي والأُورُوبي حقيقة مفاهيم تلك القوانين من حرية وحقوق وقانون، وتتضح سياسة اللعب التي تتخذها حكومات تلك الدول خارج إرادَة شعوبها مما يعزز لدى المواطنين هنالك اليقين بكذب تلك المضامين الحقوقية والحرية المزعومة، وهذا كله يتجلى كعنصر نجاح من عناصر عملية “طوفان الأقصى” المباركة، وصبر وثبات الشعب الفلسطيني المظلوم، لتصبح شمس الحقيقة من الأقصى ساطعة على ظلام الأمم وتدجين الشعوب وهذا ما سنلحظه من تسارع تلك الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين من الجامعات الأُورُوبية الأُخرى وإن غدًا لناظره لقريب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com