صهاينةُ العرب

د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي

مصطلحُ (صهاينة العرب) بدأ يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام العربي المقاوم بشكل كبير منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”، ولا يعني هذا المصطلح اليهود العرب المتصهينين ولكنه يعني العرب والمسلمين المتصهينين الذين ظهروا مع موجة التطبيع الأخيرة، ويرتبط هؤلاء مع الصهيونية برابطة الولاء، وهذه الرابطة تعني الكثير ولها تبعات واسعة وقد رأينا ذلك خلال الحرب على غزة وأثناء تحَرّكات محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وأما الظهور الكبير للصهاينة العرب فقد حدث أثناء الهجوم الإيراني الأخير على الكيان الصهيوني؛ رداً على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

وخلال ذلك كشف الصهاينة العرب عن أقنعتهم، وقاموا بالتصدي للهجوم الإيراني، كُلٌّ في مجاله، حَيثُ قامت الدول الواقعة تحت هذا المصطلح بتسخير كافة إمْكَانيتها لتوفير الحماية للكيان الصهيوني، وسمحت للطائرات الإسرائيلية والأمريكية بالتحليق في أجوائها للتصدي للصواريخ والمسيَّرات الإيرانية التي كانت في طريقِها إلى الكيان الصهيوني، وأوردت تلك الدول تبريراتٍ مختلفة للعمل الذي قامت به ولكنها لم تكن مقبولة من قبل الشعوب العربية.

وفي الواقع أن ما قامت به الدول العربية المتصهينة يأتي في إطار الولاء المطلَق لأمريكا و”إسرائيل”.

وأما على مستوى الأفراد فحدِّث ولا حرج؛ فقد انتشر الصهاينة العرب ومعظمهم من النخب الثقافية والاجتماعية في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام يشكّكون في الهجوم الذي شنته إيران على الكيان الصهيوني وفي أهدافه ويقلّلون من أهميته ومن نتائجه.

وقبلها كانوا يستبعدون أن تقوم إيران بأي هجوم على الكيان الصهيوني ويطعنون في قدراتها على ذلك، وعندما وقع الهجومُ لم يتمالكوا أنفسهم من الانفعال والصراخ وكأنَّ الهجوم وقع على بلدانهم وليس على عدوٍّ للعرب والمسلمين، وقد تسبب التصرف الذي قام الصهاينة العرب باستغراب كبير لدى مختلف أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية، وخَاصَّة الذين كانوا غير مصدِّقين بوجود متصهينين بينهم يعملون لمصلحة الكيان الصهيوني ويدافعون عن جرائمه التي يرتكبها في حق الإخوة العرب الفلسطينيين.

وأما الفئةُ الثالثةُ من الصهاينة العرب فهي المؤسّساتُ الإعلامية العربية التي تعمل جاهدةً على التشكيك بأي عمل تقومُ به دولةٌ أَو جماعةٌ ضد الكيان الصهيوني، وفي المقابل تحاولُ تبريرَ الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين، كما تعمل على اختراق العقل العربي حتى يقبَّلَ بوجود الكيان الصهيوني في الأرض العربية.

ولكن الأُمَّــة العربية والإسلامية أصبحت تعي خطورةَ ما يقوم به الصهاينةُ العربُ، ولن يتمكّنوا من تحقيق أي نجاح في مسعاهم المعادي للأُمَّـة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com