الجبهةُ البحرية اليمنية تقتربُ من استهداف السفينة الـ100 وواشنطن تحصي تكاليفَ الفشل

المسيرة | خاص:

مع اقتراب وصول عدد السفن المعادية المستهدفة من قبل القوات المسلحة إلى 100 سفينة، بحسب ما كشف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير، كشفت الولايات المتحدة عن جانب من الخسائر المالية المباشرة التي تكبدتها خلال محاولاتها الفاشلة للتصدي للهجمات اليمنية أثناء الأشهر الماضية، حَيثُ أقر وزير البحرية الأمريكية بإنفاق أكثرَ من مليار دولار فقط قيمة الذخائر الدفاعية التي المستخدَمة في العمليات البحرية، بدون حساب تكاليف تشغيل السفن الحربية وحاملة الطائرات وخسائر تحويل مسارات السفن؛ الأمر الذي يؤكّـد أن الاعتداء على اليمن ومحاولة حماية الملاحة الصهيونية قد تحول إلى ورطة كبرى لواشنطن وَأَيْـضاً للدول التي تساندها في هذا المسعى، وهي ورطة يبدو بوضوح من خلال الأرقام التي كشف عنها وزير البحرية الأمريكي أنها تتسع مع مرور الوقت ولا وجود فيها لأية نتائج إيجابية تكافئ الخسائر.

 

اليمن يغرِقُ مليار دولار من الذخائر الأمريكية في البحر الأحمر:

اعتراف وزير البحرية الأمريكي، كارلوس ديل تورو، جاء خلال شهادة أدلى بها أواخر الأسبوع الماضي أمام اللجنة الفرعية للميزانية الدفاعية في مجلس الشيوخ، حَيثُ قال: إن “البحرية الأمريكية استنفدت ذخائر دفاعية بقيمة مليار دولار للتصدي لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار على السفن الحربية والتجارية الأمريكية” في إشارة واضحة إلى العمليات اليمنية التي تستهدف السفن المرتبطة بـ “إسرائيل” والولايات المتحدة وبريطانيا والتي حاولت الولايات المتحدة التصدي لها خلال الأشهر الماضية من خلال استخدام صواريخ وذخائر دفاعية عالية التكلفة يتم إطلاقها من السفن الحربية الأمريكية، وتتضمن صواريخ (إس إم -2) التي تزيد قيمةُ الواحد منها عن مليونَي دولار، وصواريخ (إس إم-6) التي تزيد قيمة الواحد منها عن 4 ملايين دولار.

وقال ديل تورو: إن “هناك حاجةً ماسَّةً لأكثرَ من مليارَين لتجديد تلك الذخائر ومواصلة توفير أنواع التدابير الدفاعية”.

وكانت لجنةُ المخصصات في الكونغرس قد أقرت في فبراير الماضي ملحقا يتضمن تقديم مبلغ وقدره 2.4 مليار دولار تحتَ بند “معالجة الوضع في البحر الأحمر” وهو ما طالب وزير البحرية الأمريكي الكونغرس بالموافقة عليه وتمريره بشكل عاجل.

ولا تتضمنُ هذه المبالغ تكاليفَ تشغيل السفن الحربية وحاملة الطائرات أيزنهاور والغارات الجوية والبحرية العدوانية التي تشنها الولايات المتحدة على اليمن في سياق محاولاتها لإيقاف الهجمات اليمنية، وهي تكاليف تضاف أَيْـضاً إلى الخسائر الاقتصادية الأوسع نتيجة تحويل مسار السفن المرتبطة بالولايات المتحدة نحو رأس الرجاء الصالح ومنعها من استخدام البحر الأحمر، حَيثُ تتكبد هذه السفن تكاليف تأمين وتشغيل إضافية كبيرة تنعكس مباشرة على أسعار السلع.

وقد ذكر وزير البحرية الأمريكي أن القوات الأمريكية واجهت أكثر من 130 هجوماً على السفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة.

وفي مقابل هذه الأرقام والخسائر، فَــإنَّ البحريةَ الأمريكية لا تمتلك أي إنجاز؛ إذ أقر العديد من كبار ضباطها في تصريحات لمختلف وسائل الإعلام خلال الأشهر والأسابيع الماضية بأن الولايات المتحدة غير قادرة على وقف الهجمات اليمنية، وأن الغارات على اليمن لم تنجح في ردع صنعاء على عن مواصلة عملياتها البحرية، كما أقروا بأن الوضع الذي تواجهه القوات الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب غيرُ مسبوق وغير عادي، وأنه يشكل أكبر تحدٍّ بحري لأمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، من حَيثُ كثافة النيران والهجمات اليومية، أما من حَيثُ طبيعة العمليات والأسلحة المستخدَمة فيها فقد أكّـد الضباط الأمريكيون أن هذه هي المرة الأولى في التأريخ التي يواجهون فيها هجماتٍ بصواريخ بالستية على السفن، وأن اليمن يمتلك أسلحة سريعة وقاتلة، وقد كشفت تقارير خلال الأسابيع الماضية عن توجّـه البحرية الأمريكية نحو إجراء تعديلات فورية على أنظمتها وتكتيكَاتها الدفاعية في البحر الأحمر، في اعتراف واضح بفشل الإجراءات التقليدية السابقة.

وإلى جانب هذه الاعترافات فَــإنَّ استمرارَ العمليات اليمنية وتوسّع نطاقها إلى المحيط الهندي، واستمرار السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، برغم مرور أشهر على التدخل الأمريكي، يمثل حقيقةً ثابتةً تشهد بفشل واشنطن في التعامل مع الجبهة اليمنية المساندة لغزة، بل يؤكّـد أن التدخلَ الأمريكي قد انعكس سلبيًّا على واشنطن نفسها، حَيثُ لم تكن سفنها محظورة من عبور البحر الأحمر وخليج عدن قبل ذلك.

ووفقًا لذلك، فَــإنَّ التكاليف التي كشفها وزيرُ البحرية الأمريكي على مستوى الذخائر، تأتي في الواقع ضمن حساب الخسائر وليس النفقات الدفاعية؛ إذ لا يوجد أي إنجاز دفاعي حقيقي تم تحقيقه من خلال استخدام تلك الذخائر.

 

اليمنُ يقتربُ من استهداف السفينة الـ100:

الفشل الأمريكي تؤكّـده أَيْـضاً الإحصائيات المتصاعدة للعمليات البحرية اليمنية، حَيثُ كشف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه يوم الخميس الماضي، أن عدد السفن المرتبطة بالعدوّ والتي تم استهدافها وصل إلى 98 سفينة، بعد تنفيذ 14 عملية جديدة خلال الأسبوعين الماضيين، بـ36 صاروخًا بالستيًّا ومجنَّحًا وطائرةً مسيَّرةً، مؤكّـداً أن عدد السفن المستهدفة سيصل قريبًا إلى 100.

ويبرهن هذا العدد الكبير بوضوح على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتمكّنوا حتى من أن يشكلوا حاجزًا أمام تصاعد وتيرة العمليات البحرية اليمنية، فضلا عن إيقافها أَو الحد منها؛ وهو ما يعني أن القوات المسلحة اليمنية قد نجحت بشكل استثنائي في فرض معادلة حظر السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا، وأن تجديد الذخائر الدفاعية الأمريكية لن يشكل أي فرق، ولن يضيف سوى المزيد من الخسائر المالية إلى حساب الفشل الأمريكي.

وقد شَكَّلَ انسحابُ ثلاث فرقاطات أُورُوبية (فرنسية ودنماركية وبلجيكية) من البحر الأحمر دلالة إضافية على ذلك، حَيثُ ترجم هذا الانسحاب الأفق المسدود أمام التحَرّك العسكري الرامي لوقف العمليات اليمنية والتصدي لها، بل عبر بوضوح أن هذا التحَرّك يمثل مأزقاً لكل من يشارك فيه ويرتد بنتائجَ عكسية كبيرة، وأن عنوان “حماية الملاحة” الذي تحاول الولايات المتحدة توريط الدول الأُخرى تحت يافطته ليس سوى فخ خطير.

وقد حرص قائد الثورة في خطابه الأخير على دعوة الدول الأُورُوبية لسحب قطعها العسكرية البحرية لتجنب الورطة الأمريكية، بعد أن اتضحت معالمها بشكل جلي، مجدّدًا التأكيد على عدم وجود أي تهديد تجاه السفن الأُورُوبية التي لا تتجه نحو الكيان الصهيوني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com