يومُ القدس وما أدراكَ ما يومُ القدس

 

عبدالحكيم عامر

يوم القدس العالمي يحمل في طياته أهميّةً كبيرةً، ويعكس مدى تمسك الأُمَّــة الإسلامية بقضية فلسطين والقدس.

إن إحياء يوم القدس العالمي هذا العام يأتي في وضع يختلف عن غيره من الأعوام الماضية، وكانَ له اهتمامٌ خاصٌّ ونوعي في ظل التطورات الراهنة والعدوان الإسرائيلي بهمجيته ووحشيته، وإجرامه الفظيع ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

يوم القدس هو مناسبةٌ تهدف إلى رفع الوعي في صفوف الأُمَّــة وإحياء الشعور بالمسؤولية، وأن تبقى القدس وفلسطين قضيتنا الأولى ومشاعر الجهاد ورفض “إسرائيل” حية في نفوس المسلمين، ومن أجل يقظة الشعوب الإسلامية، وبحثها عن الرؤية القرآنية الصحيحة للوصول إلى النتيجة المحتومة في الوعد الإلهي بتحقيق النصر الحاسم، برغم أنف المطبعين الخانعين وأسيادهم الصهاينة الأشرار المعتدين المحتلّين.

في الزمن الذي أراد الغرب والإسرائيلي ومعهم المطبِّعون الخانعون فيه تغييب القضية الفلسطينية من وجدان الشعوب العربية والإسلامية حتى لا يبقى لها في الوجدان أي حضور أَو شعور، وبحيث يتحوّلُ الصراعُ من صراع عربي –إسرائيلي إلى صراعات بينية عربية –عربية، تضيع معها فلسطينُ ومقدّساتُ الإسلام والمسلمين، وذلك عبرَ أدواتها من الأنظمة العربية العميلة ووسائل الإعلام المضلّلة، ونُخَبِها المصطنعة لتضليل الوعي الشعبي العام.

وإذ يدرِكُ العدوّ الإسرائيلي أن الشعوبَ العربية الحُرّة التي توجّـه بوصلتها بشكل دائم نحو مسرى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وقدس الإسلام، وعلى رأسها دول محور المقاومة، لا يمكن أن تحرفَ بُوصلتها في يوم من الأيّام عن هذا الجزء من الكرامة، وإن تمكّنت هي من إذلال الأنظمة، فقد لجأت إلى العدوان على هذه الشعوب وقتلها وتشريدها، حتى ينشغلَ كُـلّ بنفسه وتذهبَ فلسطين في مهب الرياح.

وفي الأخير، يأتي إحياء يوم القدس العالمي ليجعل الأُمَّــة الإسلامية وأجيالها يرتبطون بالقدس وبالمسجد الأقصى ويتعلقون بها، وبما يكرس الحق والواجب الجهادي والديني والإنساني في تحريرها بإيمان ووعي وثقافة وجهاد وتضحية وفداء وقوة وعزم، وأن تخوض معركتها التحرّرية لفلسطين.

إن إحياء مناسبة يوم القدس العالمي هذا العام تحت شعار “من (طُـوفان الأقصى) إلى طوفان الأحرار”، هذا الشعار الاستراتيجي، الذي يؤكّـد عالمية القضية الفلسطينية، وأن فلسطين والقدس ليس المعني بها هم الفلسطينيون وحدهم، وإنما هي قضية المسلمين المركزية، ومسؤوليتهم بها جميعاً، وهي معركتهم المصيرية الحتمية، حَيثُ يفتح باب الدعوة لجميع الأحرار بالمشاركة في الصراع؛ لأَنَّه صراع بين معسكر الظلم والقتل والاحتلال ومعسكر الأحرار، القوة التي تسعى بالحق والجهاد والتضحية والصبر لإرساء العدالة والحرية في العالم، وهذا الصراع الذي يتجاوز حدود فلسطين المحتلّة ليصبح صراعًا عالميًّا بين الحق والباطل بين الحرية والاستعمار بين الكرامة والاستعباد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com