العشرُ الأواخرُ من رمضان وإحياءُ ليلة القدر ويوم القدس العالمي

 

القاضي/ حسين محمد المهدي

تعتبر العشر الأواخر من رمضان موسماً لعبادة الله وذكره وحصاد الحسنات وعمل الصالحات، وتلتمس فيها ليلة هي خير من ألف شهر فاحرص على إحيائها بالأعمال الصالحة.

فقد كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها ويشد مئزره ويحيي الليل كله فهي فرصة العمر وغنيمته.

إحياء ليلة القدر فرصة عظيمة.

والعاقل لا يفوت على نفسه وأهله ما يوصلهم إلى الفلاح، فربما يدرك نفحة من نفحات الله فيفوز بالسعادة في الدنيا والأُخرى، فلا تفوت أثمن الأوقات فلعلك لا تدرك مثلها أبداً؛ فالوقت الذي مضى لا يعود والفائت لا يستدرك، فما أبعد ما فات وما أقرب مَـا هو آت فانتهز الفرصة تفز.

إنه لحرمان عظيم وخسارة فادحة أن يقضي البعض العشر الأواخر فيما لا ينفعهم من السهر في القيل والقال، وكأن الشيطان قد تلاعب بهم فأساءوا إدارة وقتهم، ولو أخلصوا لله النية لله لما تمكّن منهم (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ)، (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا..).

إن متابعة الصائم لذكر الله وإحيائه لشريعة الله وإصلاحه بين عباد الله استجلاباً لرحمة الله فيه خير كبير وثواب جزيل، كما أن نهي الصائم عن المنكرات والفساد والفحش الذي تمارسه الصهيونية اليهودية في فلسطين والدعوة إلى جهادها وردها عن غيها فيه نجاة من عذاب الله، فالمسلم يحرص عليه ويسارع إليه.

إن أفضلية الأُمَّــة الإسلامية وخيريتها مرتبطة بقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).

وإنما لعنت الأمم السابقة لتركها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسرائيل عَلى‏ لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ).

إن من نعم الله على هذه الأُمَّــة أن يدعو الإمام الخميني إلى اتّحاد المسلمين وإحياء آخر يوم جمعة من رمضان يوم القدس العالمي ويعلن اتّحادهم فيه.

كما دعا السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في خطابه إلى إحياء هذا اليوم المجيد، وكذا سماحة السيد حسن نصر الله -حفظه الله-، ومرشد الثورة الإسلامية علي الخامنئي -دام ظله- إلى ذلك؛ فالمسلمون في كُـلّ أقطار الدنيا معنيون بتلبية هذه الدعوة.

إن إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى اتّحاد المسلمين وإلى إحياء فريضة الجهاد واجب إسلامي وإنساني يتبناه محور المقاومة –اليمن، لبنان، العراق، إيران، سوريا- ما يعني بقاء أفضلية الأُمَّــة وخيريتها، ومهما أعدت العدة واستمر المجاهدون في أداء واجبهم فالنصر قادم.

فإعداد القوة الحسية والمعنوية بقدر الاستطاعة، وطلب النصر من الله والتصديق بوعده يحصل النصر المؤزر بإذن الله (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)، (وَعْدَ اللَّـهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أكثر النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).

التحية للأسود المرابطة في فلسطين والبحر العربي والأحمر، والشكر لله، ثم للداعمين بالقوة والسلاح والمال ومعنوياً وسياسيًّا، ولأبطال اليمن الذين يلقنون الصهيونية الأمريكية دروساً لا تنسى.

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com