الفصلُ السادسُ من حديثِ الماء.. (عليٌّ بين فاطمتَينِ)

 

حسن المرتضى

1- إلى فاطمةَ بنت أسد

لمّا أتاكِ مخاضُ حيدرٍ داخلَ البيتِ الحرامْ

هل كنتِ حدَّدتِ المكانْ؟

أم أنّه المولودُ ساقَكِ حيثُ شاءَ اللهُ أنْ يُولَـدْ؟

أهززتِ جذعَ الخُلدِ أمْ أنّ الخلودَ أتاكِ بالشّجرةْ

ماذا فعلتِ لكعبةِ الرحمنِ حتى تفتحَ الأبوابْ

ويكونَ طفلكِ وحدَهُ مولودها؟

يا فاطمةْ

ها إنَّ طفلكِ سوفَ يكبرُ ثم يرزقهُ الإلهُ ببنتِ طه فاطمةْ

*          *         *

يا بنتَ زمزمَ والذبيحِ المفتدى

طُوفي على الأحزانِ سبعا

قولي لهاجرَ: إنّ زمزمَ لم تكنْ إلا نزيفَ دمٍ لحيدرَ والحسينْ

قولي لإسماعيلَ: إنّ ابني “عليًّا”.. هو الذبيحُ أبو الذبيحْ

قولي لمريمَ حينما تأتي مُبارِكةً:

ها إنّني سمّيتُ طفليَ حيدرةْ

قولي لمريمَ حينما تأتي مُواسيةً وقد قتلوهُ في المحرابِ

هل أبكي عليًّا أم تُرى أبكي على زكريَّا؟!

وأنا أرى عيسى وما صلبوهُ إلا في الحسينْ

وأنا أرى رأسًا ليحيى مثلما رأسِ الحسينْ!

يا فاطمةْ

أَهَزَزتِ جذعَ الخلدِ أمْ أنّ الخلودَ أتاكِ من نزفِ الدماءْ

فعليّ أوّلُ مُصحفٍ قطعتهُ أيدي الأدعياءْ

وعليُّ أكملُ آيةٍ لاقتْ منَ المحرابِ ميقاتَ الصعودِ إلى السماءْ

وعليُّ بابُ محمدٍ لم ينغلقْ

حتى وإنْ عادتْ قريشُ بكربلاءَ وكربلاءْ

 

2- إلى فاطمةَ بنت محمد

ماذا يحسُّ كساءُ طه

وابنُ ملجمَ خلفَ محرابِ الوصيّ يحدّ سيفَ الليلِ والظلماتْ؟

يا ديكُ أفهمُ ما تقولْ: فالفجرُ خُضِّبَ نحرُهُ في الفجرْ

وكساءُ طه يفقدُ الآنَ الوصيْ

يا فاطمةْ.. أرأيتِ ما فعلَ (ابنُ ملجمْ)؟

أرأيتِ كيف تخضّبَ المحرابُ والقرآنُ بالمحرابِ والقرآنْ؟

فعليٌّ حيثُ يسيرُ محرابٌ وقرآنُ

ولعلّ ليلتكِ الحزينةَ مثلَ ليلةِ كربلاءْ

يا فاطمةْ..

وأنا أمرُّ على سجلّ الحُزنِ لم أقرأْ سوى أحزانِكْ

وأرى الكساءَ الآنَ بين يديكْ

ضمّيهِ.. شُمّي فيه طه والحسينْ

وتذكّري المسمومَ والكرارَ يا فاطمةْ

هذا عزائي فاذكريني في السّجلْ

فعسى أرى اسْمي مُدرجًا تحتَ الكساءْ

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com