التقوى وتعظيمُ شعائر الله في رمضان دليلٌ على قوة الإيمان

 

القاضي/ حسين محمد المهدي

من ثمار الصوم الجليلة ومحاسنه الكبيرة التقوى؛ فهي دالة على صدق إيمان المتقين وعلو مقامهم وكريم أخلاقهم وكبير إخلاصهم وقوة إيمانهم، ولو أن العالم اقتطف ثمار التقوى لانطفأت جذوة الشر والفساد التي أشعلها الشيطان (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أصحاب السَّعِيرِ).

التقوى أمان وإيمان وعفة واستقامة وعزة وجهاد (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ).

ومن نور التقوى التي لا تنطفئ أيقظ الله أُمَّـة الإسلام من غفلتها بالإمام الخميني -قدس الله سره- فأعلن في شهر رمضان يوم القدس العالمي؛ فدعا كُـلّ المسلمين في مختلف أقطار الدنيا إلى إحيائه.

إن إحياء يوم القدس العالمي في آخر جمعة من رمضان فيه إحياء لمقدسات المسلمين وشعائر الإسلام في نفوس المسلمين وإيقاظ المسلمين من غفلتهم.

إن دعوة الإمام الخميني للمسلمين بإحياء هذا اليوم وتخصيصه لخلق الوعي في صفوفهم وتهيئة نفوسهم ليكونوا بمستوى المواجهة لأعدائهم؛ فهو يوم يقظة لجميع الشعوب الإسلامية، وقد دعا فيه إلى تعظيم هذا اليوم.

وقال شهيد القرآن السيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله ونور ضريحه- عن حديث الإمام الخميني -رحمه الله- أن رؤيته صحيحة وأنه يمتلك فكراً ورؤية صحيحة وأنه كان يفهم المشكلة التي يعاني منها المسلمون ويعرف الحل والمخرج، وما أوضحه السيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله- في دروس هدي القرآن بملزمة يوم القدس العالمي عن الإمام الخميني بأن على المسلمين أن يستشعروا بالخطر المحدق بهم، وأن باستطاعة الشعب الإيراني بما يملك من قوة عسكرية واقتصادية هائلة أن يقف مع جميع المسلمين في غاية الأهميّة؛ فذلك مما يضاعف الله به الأجر ويحسن الذكر.

ولقد كان ذلك الدرس بحق يعبر عن إيمان صادق وقوة شخصية تدل على النضج والكمال والفهم الصحيح، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

فالإمام الخميني والسيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد حسن نصر الله، يمثلون مشعل النور والهداية الذي وهبه الله أهل التقوى وأئمة البر والتقى، وأن على المسلمين جميعاً أن يستضيئوا بذلك النور الذي صدع بقلوب وألسنة أوليائه من أئمة البر والتقى فملأ الدنيا بفضل الله نوراً وهداية.

على المسلمين أن يحيوا هذه الذكرى ويجسدوا ذلك في الواقع العملي بالوحدة وبالجهاد وتحرير فلسطين بقوة وحزم؛ فَــإنَّ الله مع المتقين يبصرهم ويعينهم ويسددهم وينصرهم ويرزقهم (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)، (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُـلّ شَيْ‏ءٍ، فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) وفي ذلك أَيْـضاً تعظيم لشعائر الله (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com