“حريةٌ إلى الأبد أو عبوديةٌ إلى الأبد”.. عن مِحّراب عصر الجمعة أتحدَّثُ

 

عبدالإله محمد أبو رأس

إلى أُولئك الذين لايزالون -إلى اليوم- يعتنقون العبودية!! هل أدلكم على مِحّراب ينجيكم من دهاليزها؛ محراب فيه تعتنقون الحرية، وفيه تتخلصون من القيود الإذعانية، وفيه تباع الحرية بثمنٍ لا يكلِّفُكم سوى خروجكم لميادين الشرف والبطولة؛ إنه محراب عصر الجمعة؛ فيه تُعتق رقابكم لوجه لله، وفيه تَكسّر العبيد أغلال العبودية.

وليعلَمِ الذين ما زالوا يساومون حتى اللحظة؛ أن الموقف اليوم لا يُشترى بالمال! والحرية لا تُباع بثمن بخسٍّ، والأمن والأمان لا يمكن شراؤه بالمال، أَو بتطبيع الحكام، وهل وجد شاهُ إيران الأمان في حُضن الأفاعي.

لا عذرَ لكم -اليوم– ولو ألقيتم معاذيرَكم، إن “المعركةَ” معركة الجميع، والمزادُ فيها علني والأبواب مفتوحةٌ على مِصراعَيها للمزايدين، والسّباق -فيها- محموم، والقضية قدر محتوم، والربح أكبر من الخسارة، والمكسب صاف، والمغامرة تستحق، والحرية “مزاد” وسوف يقطف ثمارها الأحرار، بينما سكوتكم خيانة، واللامبالاة جريمة، والتطبيع تركيع، والصمت سوف يكلفكم حياتكم، والتغاضي والتجاهل وإغماض العين سوف يفقدكم حريتكم وكرامتكم ودنياكم وآخرتكم.

سوف تدفع -أيها الإمّعة – أغلى ثمن عند عدم قولك كلمة الحق، وثمنًا عند عدم خروجك لمحراب الصدع والجهر، وسوف تدفع ثمنًا عندما تعلن استسلامك، وعندما تتنصل عن قضيتك، وعندما تلجأ إلى خيار الهروب من المواجهة الحقيقية بخطرها الحالي والوشيك، وسوف تفقد أغلى ثمن عندما تخسر كُـلّ شيء.

لا تحسبوا -أيها القطيع – كُـلّ ما يجري اليوم من أحداث أمرًا هيناً، إنه سوف يُشكل المستقبل، مستقبل أولادنا وأحفادنا لعدة سنين مقبلة، بل سوف يشكل نوع الحياة المقبلة بخيرها وأمنها وسلامها وحريتها..

لا تجبروا التاريخ -حقًا- على توثيق عبوديتكم؛ فالحق واضح! وليس على يسار الحق إلا الباطل، وأعلموا أن ثمن السكوت اليوم -باهظ – سوف يفقدكم كُـلّ شيء، وَإذَا لم تدفعوا أنتم الثمن اليوم؛ سيدفع أبنائكم وأحفادكم ثمنًا أغلى بكثير في الغد.

لا تستصغروا الخروج إلى الساحات للدافع عن القضية، ولا تستصغروا المسِيرات الحاشدة، والمظاهرات الشعبيّة، والمقاطعات الجذرية، ولا تستهينوا بصرخات الشعب اليمني وخروجه للميادين رافِعًا شعار الحرية، وينادي بنداءات المظلومية.

نحن مسؤولون اليوم عن الجهاد؛ لا عن النصر، عن الخروج؛ لا عن الصمت، عن المقاطعة؛ لا عن المبايعة، مسؤولون كُـلّ بحسب إمْكَاناته وقدراته، وكلُّ شيء في هذه الحرب له أثره، فلا تستصغروا ما يمكننا فعله، كُـلّ في مجاله.

لو كانت الصواريخ عبثيَّة؛ لما جاؤوا بحاملات الطائرات للمياه البحرية، ولو كانت المُسيّرات صُورِية؛ لما جاؤوا بطائراتهم لضرب المدن اليمنية؛ كُـلّ هذا ليساندوا دولة الاحتلال التي زرعوها كالشوكة في حلوقنا! ولو كانت المَسِيرات الحاشدة عصر كُـلّ جمعة لا تنفع؛ لما ثارت أقليات غربية تندّد وتستنكر وتضغط على حكامها طالبةً وقف العدوان!!

ولو كنا مُجَـرّد بضعة إرهابيين متقرصنين -كما يزعمون-؛ لما وقفوا مذعورين من الحشود الغفيرة التي تخرج عصر كُـلّ جمعة للميادين، ولو كانت الخطابات لا تُجدي؛ لما تسمَّروا أمام الشاشات يسمعون كلام القائد خوفاً من الوعد والوعيد، ومن البيان الصادر عن العميد سريع؛ يحلِّلون ويستفتون، ولما شعرنا نحن -حينها- بشيء من العزَّة تدبُّ فينا.!

ولو كانت المنشورات -حقًا- في مواقع التواصل غير مجدية؛ لما حذفوها قطعًا، ولما قيّدوا الحسابات تلوى الحسابات مرارًا وتكرارًا؛ خوفاً من افتضاح معيارهم الساذج، وتحالفهم الفاشل، ولكنها معركة وعي، وصناعة رأي عام!.

“ألم تُشاهدوا الـ “BBC” كيف تكذب، والـ “CNN” كيف تُدلِّس، وَ”الجارديان” تطرد رسَّامها “ستيف بيل” بعد أربعين سنة من العمل لديها فقط؛ لأَنَّه انتقد إجرام رئيس حكومة الاحتلال برسم ساخر؟”.

هذه معركة أُمَّـة كاملة لا معركة غزَّة وحدها، غزّة هي رأس الحربة فقط؛ والمعركة إنما هي معركة عقيدة لا معركة جيوش، والجهاد هو جهاد وجود؛ لا جهاد حدود! فخُذْ موقعك منها بحسب مجالك، بالمال، بالسلاح، بالممانعة، والمقاطعة، والتظاهر، وكتابة المنشورات في مواقع التواصل، والمقالات في الصحف المضادة.

لا تستهينوا بالجبهة الثقافية بمختلف أنواعها من إعلام مرئي ومسموع إذاعي، ومن صحف إلكترونية وأُخرى ورقية مباعة، ومن برامج وندوات ومؤتمرات ولقاءات ومَسِيرات ودراسات وأبحاث وغيرها، وبإسكات التافهين والمتصهينين.

خِتامًا: خُذْه بقلبك، المهم أن تصطفَّ بعواطفك وجوامحك مع أُمَّتكَ، ومع قضيتك ودينك وعروبتك وانتمائك؛ ولا تستهِنْ بما يفعله الآخرون؛ حتى ولو كان موقفًا فردياً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com