حصارٌ وصمودُ انتصار

 

أم الحسن الوشلي

بعد عشرة أعوام من الحصار لليمن والقصف لبنيته التحتية وبعد نقل بنك الوطن ونهب خيراته والاستحواذ على إيراداته؛ بعد اغتيال خيرة رجاله وسفك دماء أبنائه وبعد تدمير ترسانته العسكرية ودهورت حالته الاقتصادية وأثناء ما زال محاصراً ومنهوبا..

هَـا هو اليمن في نهضة لم يسبق أن شهدها العالم لبلدٍ يعاني من الظروف التي يعاني منها اليمن؛ اليوم اليمن أثبت للدنيا أن الحق يُزهق الباطل وأن الله لا يخذل من توكل عليه وتمسك بحبله، حيثُ إن اليمن نجح في كشف الأقنعة الصهيوأمريكية والبريطانية والمتصهينة وأبدع في صناعة القوة الحديدية من اللا شيء وفاز في أكبر تحدي مع أحد أشرس المعارك المقادة أمريكياً..

هَـا هي القوات المسلحة اليمنية توصل ضرباتها إلى عمق أم الرشراش وَرأس الرجاء الصالح وتخوض المعارك مع سفن أعداء الله مباشرةً في البحر الأحمر والبحر العربي..

كل هذا بعد كُـلّ ما تعرض له اليمن إلا أن العداء الصهيوأمريكي البريطاني كُـلّ ما زاد في شراسته وبغيه وطغيانه وكل ما بث سُمه على أبناء العرب كُـلّ ما زادوا إلا قوة وصلابة وإرادَة وهذا ما نشهده اليوم في العزيزة فلسطين نرى أن الشعب الفلسطيني يتحلى بأسمى أنواع الصمود ويأبى الخضوع والخنوع أَو التهجير والتشريد… صمود غزة وصمود اليمن يحملان حُقبة مليئة بالشرف والعزة والكرامة بل إن صمود شعب فلسطين صمودٌ يعجز اللسان عن التعبير والحديث عنه..

نرى أَيْـضاً أن المقاومة الفلسطينية نموذج عالٍ من الشجاعة والتضحية فهم في صراع شديد وتحت ترصد إسرائيلي دقيق، حيثُ إن الصهاينة متواجدين على أرضهم ومدعومين بمختلف الأسلحة وَالأليات الاستخبارية وغيرها… إلخ.

الا إن الجميع يشاهد المجاهدون الأبطال وهم ينفذون العمليات الجهادية والمُستبسلة بكل شجاعة وإقدام هذا غير الخنادق والمتارس المبهرة والدالة على فشل الصهاينة الذريع؛ فأكثر من سبعين سنة منذ أن احتلوا فلسطين كانت كافية لأردأ استعمار بأن يسيطر على البلدة المستعمرة إن كان حقاً يريد أن يسمي نفسه جيشاً لا يقهر حقاً أنه عار تاريخي على الصهاينة.. فالفشل قد صبغهم تصبيغ، وَ(طُـوفان الأقصى) فضحهم فضيحةً هائلةً.

هي حرب خاسرةٌ خا،سرة وهذا شيء ملموس بالنسبة حتى لسياسة التجويع والإبادة الجماعية الأملين أن تتحقّق أطماعهم من خلالها وينالون من تهجير الأهلي واحتلال الأراضي والدور والسكن إلا انها سياسة فاشلة وخاسئة تجاه عزم وقوة إرادَة الشعب الفلسطيني.

وعندما قال ألكس دي وال، مؤلف كتاب “الجوع الجماعي” أن الناس يعتقدون بأن المجاعة هي مُجَـرّد نقص في الغذاء؛ لكن في اليمن يتعلق الأمر بحرب على الاقتصاد؛ كان يعلم جيِّدًا صحت ما يقوله فضربهم للاقتصاد بداية أَسَاسية في كُـلّ حروبهم واستعماراتهم وهي سياسة خوفٍ من أن يرد الاقتصاد على شعبه فيقدر الشعب على تطوير ترسانته العسكرية ويواجه عدوانهم بصمود وانتصار.

سياسة العصا والجزرة إن استخدمته ضد أمريكا حتماً ستنجح لكن الوضع منقلب وهم من يستخدمون تلك السياسة التي صنعوها ضد العرب فهل نفعتهم تلك السياسة؟؟

كما استخدموا شتى الوسائل والسياسات سابقًا مع اليمن يستخدمونها اليوم مع الشعب الفلسطيني حصار وإبادة وتجويع ثم إلقاء ما تسمى بالمساعدات… إلا أن تلك السياسة تُستخدم ضد اليمن عبر الأمم المتحدة والمنضمات وفي فلسطين تستخدم عبر إلقاء الطائرات لما تسمى بالمساعدات فتكون إهانة لكرامة البشر ويضطرون لأخذها كيف ما كانت فيلتقطون الطحين ممزوجاً بتراب الأرض.

أي مساعدة هذه؟

هل التراب مع الطحين سيحقن دمائهم؟

ليسوا بحاجه للإهانة أهل فلسطين بحاجة لكف الإبادة الجماعية بحقهم ولفك الحصار؛ بحاجة للمساندة كموقف؛ غزة بحاجة للعدالة وإقامة الحد للمعتدين.

فإن كانت الأمم المتحدة حريصة كُـلّ هذا الحرص على مساعدات الناس عليها أن تقف في وجه أمريكا والصهاينة الذين يتعدون على القوانين والأنظمة التي يدعون انهم صانعين لها وانهم حماتها

وقبل أن يقومون في مجلس الأمن الدولي بإدانة العمليات اليمانية البطولية الشهمة والإنسانية في البحر الأحمر والعربي… إن كانوا حقاً يخافون على المنطقة من اشتعال الحرب الإقليمية فليرفعوا الحصار عن غزة وليكفوا عدوانهم على أهلنا في فلسطين إن كانوا يريدون الحلول حقاً فلينصفوا ما بين أقوالهم وأفعالهم وإن وكانوا يرون مطالبنا الشرعية مطالب تعجيزه فحن نرى إدناتهم وتصريحاتهم وتهديداتهم إلا كومة من القش وقابلة للاشتعال بأبسط ما قد صنعته القوات المسلحة من تطورات ومفاجآت ساحقة.

إن ظلوا في غيهم يعمهون فلينتظروا المفاجآت من المقاومة الفلسطينية ومن المشروع القرآني لأنصار الله في اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com