شهرُ الجهاد

 

أم المختار مهدي

رمضانُ المبارك هو الشهر المفضل عند الله تعالى على بقية الشهور؛ بما فيه من الأعمال الصالحة المضاعفة رحمة من الله تعالى، هو شهر العبادة، والصبر، والتصدق، والمواساة، وشهر الجهاد، شهر رمضان المبارك كما هو شهر الاعتكاف والصلاة والصيام هو شهر الجهاد أَيْـضاً، كما يشهد التاريخ الإسلامي، ففتح مكة، وغزوة بدر الكبرى حدثا في شهر رمضان، وليس كما حاول الأعداء ترسيخه في نفوسنا بأنَّه شهر العبادة الذاتية فقط دون الأعمال الجماعية الجهادية، وللأسف فالأمة الإسلامية لا تعرف من شهر رمضان إلا الإمساك عن المفطرات، والوجبتين المُتخِمتين، والاعتكاف في المساجد فقط، وهي عبادة لا تقدم ولا تؤخر ولا تنفع لا في الدنيا ولا في الآخرة، فالعابد الذي لا تدفعه عبادته إلى الاهتمام بأمر المسلمين، وبقضاياه، وإخوته المستضعفين، وكل اهتمامه في أهله وما يخصه فقط، كيف سيقبل الله عبادته؟! من ينام مُتخماً وهو يعرف معاناة أهل غزة كيف سيقبل الله صيامه؟! من سيشتري بأمواله بضائع الشركات الداعمة للعدو الإسرائيلي ليشارك بها في دماء المسلمين كيف ستشفع له صلواته؟!.

نحن في هذا العام نعيش رمضاناً مختلفاً عن السنوات السابقة؛ فنحن نعيش صراعاً لم يحدث مثله من قبل مع العدوّ الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، وما يمليه علينا ديننا وضمائرنا هو أن نتحَرّك دون ملل أَو استثناء لأيِّ مرحلة كانت، وما سمعناه من تهديد أبو عبيدة لكيان العدوّ الإسرائيلي، وتهديد السيد عبدالملك الحوثي وتحدثه عن مفاجآت للعدو والصديق لهو دليل عن التصعيد ومضاعفة الجهود في شهر رمضان المبارك، وهذه نعمة عظيمة علينا أن يدخل شهر رمضان علينا هذه السنة ونحن في حالة نفير وجهاد في سبيل الله ضد ألدّ أعدائه.

العالم والأمة الإسلامية يصمُّون آذانهم، ويعمون بصيرتهم وبصائرهم عمَّا يحدث في غزة من أفظع الجرائم وأشنعها التي تجاوزت حدود الإنسانية والأخلاق، وفي هذه المرحلة كُشف القناع عن أوجه أصحاب العمالة والنفاق واللا إنسانية، الذين يتفرجون بكل سكون وصمت مخزٍ، في الوقت الذي تصدرت فيه اليمن المرتبة الأولى في الدفاع عن قضيتها الفلسطينية، وهذه نعمة نحن نقدرها وسنحافظ عليها بعون الله ونشكر الله عليها بعملنا.

لا يفوتني أن أكتب بقلمي هذا عن المقاطعة التي هي سلاح فعّال ومؤثر على كيان العدوّ الإسرائيلي، وضربة له في عقر داره، ومنهكة له في اقتصاده، كما أنها تمثِّل دعماً معنوياً كَبيراً لأهل فلسطين، كما أنها تمثِّل فرصة كبيرة للمنتجات المحلية، وكل إنسان يحمل ضميراً حياً، وذرة من الإنسانية سيقاطع ولن يشارك في قتل أمته بماله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com