يُعلّمهم ويزكِّيهم: ضرورةُ إصلاح العلاقة مع هدى الله

 

هنادي محمّد

افتتح المربّي القائدُ محاضراتِه الرمضانيةَ بتذكيرِ الأُمَّــة بأن شهرَ رمضانَ المباركَ فرصةٌ يجبُ أن تُستغلَّ، وأجواؤُهُ الإيمانية تهيِّئُ الإنسانَ للانتفاع بهدى الله بشكل أكبر.

وذكر بأن الإنسان في هذه الحياة يمر بالكثير من المتغيرات على مستوى واقعه النفسي، وظروف حياته واختلاف أحواله من يُسر وعُسر، وصحة ومرض، وفقر وغنى، وأمن وخوف، ثم في الواقع من حوله؛ وفي إطار كُـلّ المتغيرات والتقلّبات التي يعيشها في مسيرته الحياتية، تكون نهايته ومصيره الأخير إلى الله سبحانه وتعالى: ﴿إنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجعَى﴾.

ولفت إلى حقيقةٍ مهمةٍ يجبُ إدراكُها: هي أن ابتعاد الإنسان عن منهج الله أَو إهماله وتجاهله وعدم التفاته إلى مصيره الحتمي لن يعفيَه بالمطلق عن الوصول إليه؛ فحتمية الرجوع إلى الله للحساب على الأعمال سُنَّةٌ إلهيةٌ لا بديلَ عنها، ولا مهرَبَ منها.

والإنسانُ إذَا أراد لنفسه السلامةَ والفلاحَ والنجاةَ عليه أن يتذكّر مسؤوليته تجاه الله بأنه سيجازيه ويحاسبه؛ ومن الوسائل المساعدة: توقّعُ قُربِ لقاء الله والرحيل من هذه الدنيا؛ لأن له أثرًا كبيرًا على نفسية الإنسان، تجعله يسارعُ في الأعمال الصالحة، ويراقب تصرفاته، ويحذر من التقصير والهفوات ويسعى لمعالجتها.

استشعارُ حتمية الرجوع إلى الله يتطلَّبُ أن يكونَ واقعُ الإنسان إيمانيًّا سليمًا، وهذا لن يتحقّق إلّا عن طريق الارتباط الحقيقي بهدى الله والتمسك به، والإقبال عليه من واقع الحاجة إليه؛ لأن في مضامينه شفاءً لما في الصدور، وما تلين لهُ القلوب بشكل ينعكسُ على الواقع العملي واهتماماته.

إنّ حالةَ الإعراض عن هدى الله ليست وليدةَ لحظاتٍ قد يعيشُها الإنسان بشكلٍ مفاجئ؛ بل هي نتاجٌ للعلاقةِ الباردة مع هدى الله وفقدان التأثر والتفاعل الواعي أثناء الاستماع؛ ما يؤدِّي تدريجيًّا إلى النفور وفقدان الرغبة لسماع الهدى حتى الانتهاء بالامتناع التّام عن سماعِه؛ فيقسو القلب ويُطبَعُ عليه ولم يعد فيه ذرةُ خشية لله؛ فيحكم على حالته الإيمانية بالممات والتلاشي والعياذُ بالله.

الأمرُ لا يتوقفُ عند هذه المسألة فقط، بل إنّ الأثر يمتد إلى الواقع العملي؛ فمن ابتعد عن السّماع للهدى سيبتعد عن الأعمال الصالحة التي بها نجاته من عذاب الله.

على الإنسان أن يحذَرَ حالةَ الصمم عن هدى الله، ويتذكّرَ وهو ما زال هنا في الدنيا، ويتركَ غرورَه وتكبُّرَه جانبًا؛ لأنه في الآخرة سيتذكّرُ مجبرًا ولكن سيكونُ تذكُّرًا متأخرًا، قد فات عليه الأوانُ، والعاقبةُ للمتّقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com