الأدبُ اليمني في (طُـوفان الأقصى).. ملاحمُ شعريةٌ منقطعةُ النظير

المتميز: الشعرُ الحقيقي هو الذي يعايش همومَ الأُمَّــة الإسلامية وما دونه يصيرُ ضياعاً ولهواً

المطري: الأدب اليمني له دلالة عميقة جِـدًّا في وصف معاناة الفلسطينيين

عبيد: معركة (طُـوفان الأقصى) أيقظت بعض الأقلام من سباتها العميق

المغربي: بفضل من الله تعالى واكبنا العمل بعد ساعات من إعلان (طُـوفان الأقصى)

 

 

المسيرة: محمد ناصر حتروش

يتصدَّرُ الأدبُ اليمني الساحة العالمية؛ تضامناً ومساندة لقطاع غزة التي تتعرض لجرائم حرب إبادة صهيونية غير مسبوقة.

ومنذ بدء معركة (طُـوفان الأقصى) في السابع من أُكتوبر وحتى اللحظة عمل الأدباء اليمنيون من شعراء ومنشدين على إنتاج مئات الأعمال الفنية والقصائد الشعرية المعبرة عن التضامن الشعبي والرسمي اليمني مع غزة.

وعلى الرغم من تواجد ملايين الأدباء في العالمَين العربي والإسلامي إلا أن تفاعلهم شحيح جِـدًّا مع أحداث غزة المأساوية، التي هيَّجت شعوب العالم وجعلت قلوبَهم تقطر دماً من هول ما يحدث.

وفي السياق يؤكّـد أدباءُ يمنيون على أن “النهج القرآني الذي يسير عليه الشعب اليمني القائم على التحرّر من الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية جعلته يتصدر الساحة عالميًّا في الانتصار لمظلومية غزة ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني المتوحش”.

ويقول المستشار الثقافي لجامعة صنعاء، الشاعر عبد السلام المتميز: “إن القضية الفلسطينية تحظى باهتمام بالغ لدى اليمنيين على مستوى الموقف الرسمي والشعبي”، موضحًا أن “الأدب اليمني كغيره من المجالات الفنية والأدبية والشعبيّة واكب معركة (طُـوفان الأقصى) التي اندلعت شرارتها في السابع من أُكتوبر الماضي وحتى اللحظة”.

ويبين المتميز أن “الأدباء اليمنيين لا سِـيَّـما الشعراء كان لهم حضور لافت في الساحة اليمنية تضامناً مع غزة”، موضحًا أن “أُسلُـوب الشعراء في التضامن مع غزة تنوع من خلال القصائد الملقاة في الفعاليات والأنشطة الرسمية والشعبيّة والمجتمعية”.

ويشير إلى أن “قصائد الشعراء اليمنيين حضرت بقوة في الندوات العلمية التي أقيمت للتضامن مع غزة، بالإضافة إلى تنظيم العديد من المجاراة الشعرية بين الشعراء؛ تضامناً ونصرة لإخوتنا في غزة”، مؤكّـداً أن “الأدب اليمني المناصر للقضية الفلسطينية لم يقتصر على مستوى الفعاليات والأنشطة الرسمية والشعبيّة فقط، وإنما دوّن الأدب اليمني في المنهاج والبحوث العلمية في المعاهد والمدارس والجامعات”.

ويلفت الشاعر المتميز إلى أن “الأدب اليمني يتصدر الأدب العالمي؛ تضامناً ونصرة مع غزة”، موضحًا أن “العدوان الصهيوني عمل على تدجين العالم وَعلى فصله عن قضايا الأُمَّــة الإسلامية الجوهرية”، لافتاً إلى أنه “في الماضي كان الأدب العربي والعالمي يواكب الأحداث والمستجدات الخَاصَّة بالأمة الإسلامية والعالمية، مسانداً المظلومين، ومقارعاً الباطل بطريقة أدبية مثلى”، مستدلاً بأبرز القصائد التضامنية والمساندة مع الأقصى التي كانت تواكب حركات المقاومة التحريرية ضد الاحتلال الصهيوني منذ الاحتلال الصهيوني وحتى الفترة الزمنية الماضية؛ أي ما قبل التطبيع.

ويلفت إلى أن “الأدب العالمي والعربي غاب عن المشهد الذي تعيشه غزة رغم الإجرام الصهيوني المتوحش الذي يحرك الضمائر ويدفعها للحديث عن المظلومية بشكل تلقائي”، مستثنياً القليل من الأدباء العرب والأجانب الذين ذكروا أحداث غزة، وأن تلك التحَرّكات لم ترتقِ للمستوى المطلوب.

ويشدّد على أن “المنهجَ القرآني التحرّري الذي يحمله اليمن بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- دفع الشعراء كغيرهم من طوائف المجتمع اليمني للالتحام مع غزة، والشعر موهبة يجب على الإنسان توظيفها في الجانب الصحيح، لا سِـيَّـما المواقف الإنسانية”، مؤكّـداً أن الشعراء الناجين هم الذين استثناهم الله تعالى في قوله تعالى: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) صدق الله العظيم.

 

جرائمُ الصهاينة تلهبُ مشاعرَ أدباء اليمن:

وَكان للجبهة الأدبية اليمنية إسهامٌ ملحوظٌ في مساندة القضية الفلسطينية سواء في الفترة التي سبقت (طُـوفان الأقصى)، أَو ما بعد (طُـوفان الأقصى)، حَيثُ اتّقدت جذوةُ الشعراء أكثرَ بعد عملية (طُـوفان الأقصى) المباركة، بحسب ما يقوله الشاعر ماجد المطري.

ويوضح ماجد المطري، أن “جرائم الصهاينة الوحشية اللا متناهية في غزة زادت من لهيب الحروف وثورة الشعر”، مؤكّـداً أن “جرائم الصهاينة بغزة تشبه إلى حَــدٍّ كبير جرائم العدوان السعوديّ الإماراتي في اليمن طيلة تسع سنوات وفي ظل صمت عربي وعالمي”.

ويشدّد على أن “ما يميز الأدب اليمني المقاوم ونتاجه الزاخر عن غيره من نتاج الأدب العربي في موضوع القضية الفلسطينية وَ(طُـوفان الأقصى) على وجه التحديد أن القصائد اليمنية نابعة من ضميرٍ حي مر بذات التجربة التي يمر بها إخواننا في قطاع غزة”، لافتاً إلى أن “الأدب اليمني أعمق دلالة وأقدر على وصف معاناة أهالينا في فلسطين المحتلّة وقطاع غزة تحديداً والوقوف إلى جانبهم”.

ويبين المطري أن “الشعراء اليمنيين كان لهم إسهامٌ في دعم الموقف اليمني الرسمي والشعبي المساند لأبناء غزة المظلومين، والثائرين في وجه الصهاينة المعتدين”، مؤكّـداً أن “ذلك الموقف النبيل أكسب القصائد التي نظمها الشعراء اليمنيون في هذا الجانب المصداقيةَ والتأثير”.

ويشير إلى أن “الأدب اليمني المقاوم يتمتع بجودة لغوية وبيان دلالي وقيمة أدبية راقية تميز بها المحتوى الشعري اليمني المقاوم والمناصر للقضية الفلسطينية”، لافتاً إلى أن “المحتوى الحافلَ بمئات القصائد الشعرية القوية التي واكبت (طُـوفان الأقصى) منذ أول طلقة أطلقها المجاهدون وحتى اللحظة سواء الفصيح منه أَو النبطي يزداد غزارةً وقوة مع كُـلّ مجزرة يرتكبها الصهاينة ومع كُـلّ غزوة مباركة يقومون بها في فلسطين وفي اليمن وفي كُـلّ دول محور المقاومة مستهدفين مصالح الكيان الصهيوني وداعميه”.

ويتطرق إلى أن “اتّحاد الشعراء والمنشدين اليمنيين له دورٌ بارزٌ في تشجيع وتجميع تلك النتاجات الأدبية لتظلَّ شاهداً للأجيال عن حقبة زمنية سبقت ومهدت النصر الأكبر في فلسطين وزوال الصهاينة المعتدين”.

 

جرائمُ الصهاينة في غزة تُفِيقُ مشاعرَ الشعراء:

بدوره يؤكّـد الشاعر عبد الباري عبيد، أنه “منذ انطواء الشعراء والمنشدين اليمنيين تحت لواء المسيرة القرآنية، كانت وما زالت القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى”.

ويقول: “لم يكن (طُـوفان الأقصى) في الأدب اليمني وليد سبعة أُكتوبر وإنما كان ظهورُه منذ الوهلة الأولى للثورة الشعرية التي أطلق شرارتَها الشاعر الشهيد عبدالمحسن النمري، وزاد من صخب هديرها الشهيد المنشد لطف القحوم”.

ويضيف: “فكل من يتأمل إلى القصائد والزوامل التي كتبت ولحنت خلال العقدَينِ المنصرمَينِ يجد أنها لا تكاد تخلو من التصريح والتنبؤ بـ (طُـوفان الأقصى)”.

ويزيد بالقول: “لا أخفيك القول إن معركة (طُـوفان الأقصى) أيقظت بعض الأقلام من سباتها العميق؛ فقد كان لصرخات الثكالى في غزة أثر كبير في تحريك الأفكار الراكدة لمعظم الأدباء في الوطن العربي برغم مواكبة الشعراء اليمنين لمجريات (طُـوفان الأقصى)، إلا أن تسارع الأحداث واتساع رقعة الجرائم المهولة تفوق حدود ومستوى قدرات العقل البشري”.

من جهته يؤكّـد الشاعر حمزة المغربي، أن “الشعر اليمني واكب أحداث (طُـوفان الأقصى) منذ الوهلة الأولى لاندلاع المعركة وحتى اللحظة”، موضحًا أنه “على المستوى الشخصي وبتوفيق من الله تعالى كان له شرف كتابة أول عمل فني تم إنتاجه عبر فرقة “أنصار الله” وذلك كان في اليوم ذاته الذي أعلنت فيه المقاومة عن معركة (طُـوفان الأقصى)؛ أي في السابع من أُكتوبر العام الماضي”، مُشيراً إلى أنه “توالت بعد ذلك الكثير من الأعمال الشعرية والإنشادية المواكبة لأحداث (طُـوفان الأقصى)”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com